ظلّ مسرح الشارع إلى فترات بعيدة سيد الخشبة، مستقطبا جمهورا عريضا من المجتمع من مختلف حساسياته وفئاته، وساهمت في ذلك الخشبة الرومانية في بعثه وازدهاره مضمونا وحوارا واستقطابا، إلا أنه سرعان ما اختفى من المشهد الثقافي، حتى في الفترات الصيفية لم نسجل له حضورا فنيا، رغم وجود الخشبة المسرحية لقاعات العرض. ماهي الأسباب التي أدت إلى تراجعه من العرض في الوقت الذي تخصص ميزانيات كبيرة لبناء مسارح جهوية وولائية وحتى بلدية؟ ماهي آليات إعادة بعثه كواجهة ثقافية، هي فاتحة أبو الفنون في هذا الملف الثقافي الذي تناولت «الشعب» جزءا مهما من صفحاته حاولنا بقدر الإمكان توجيه بعض الأسئلة إلى المهتمين بالمسرح والمخرجين وكتّاب وباحثين واقتربنا في إجاباتهم المتباينة إلى ملامسة الخيط الرفيع من الاشكالية المطروحة وهي أن عودة مسرح الشارع إلى نجوميته مرتبط بعزيمة إدارية واستعداد جماهيري، في ثنائية ظلّت إلى فترات متقاربة قائمة وفي ظروف مادية أقل ما يقال عنها أنها بسيطة ومحتشمة، فما بالنا اليوم نعيش هذا الانفصام والغياب؟