واصل الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة بورقلة في يومها الثالث بتفتيش وتفقد بعض وحدات القطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس وإشرافه على مجريات تنفيذ تمرين تكتيكي ثاني وعقد لقاء توجيهي مع إطارات وأفراد هذا القطاع. السيد الفريق تابع في البداية عرضا حول فكرة التمرين وخطة تنفيذه في مختلف مراحله. وبميدان الرمي والمناورات للقطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس، ورفقة اللواء عبد الرزاق الشريف قائد الناحية العسكرية الرابعة، حضر مجريات تنفيذ تمرين ثان بالذخيرة الحية، من قبل بعض وحدات هذا القطاع، والذي يندرج في إطار مواصلة تنفيذ مختلف مراحل برنامج التحضير القتالي لسنة 2017-2018. السيد الفريق تابع باهتمام شديد مجريات التمرين الذي جرى في ظروف جيدة قريبة من واقع المعركة الحقيقية، وهو ما يتضح من خلال النتائج الجيدة المتوصل إليها بفضل التحضير الجدّي. كما أسدى السيد الفريق توجيهات وتعليمات بضرورة مواصلة بذل الجهود من أجل تحقيق المزيد من التطور المرغوب، والحفاظ على الجاهزية العملياتية في أعلى مستوياتها، وجودة الأداء المتكيف مع طبيعة المهام الموكلة لهذا القطاع الحساس. السيد الفريق هنّأ الأفراد المشاركين في التمرين، شاكرا لهم جهودهم المتواصلة وعزمهم الثابت في أداء مهامهم النبيلة. إثر ذلك وبمقر القطاع العملياتي شمال شرق إن أمناس، ترأس السيد الفريق لقاء توجيهيا ضم إطارات وأفراد وحدات هذا القطاع، أين ألقى كلمة توجيهية تابعها جميع أفراد وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر عن بعد، أكد في بدايتها على أهمية هذا اللقاء التواصلي الذي يتزامن واستحضار الشعب الجزائري لواحدة من المحطات المؤلمة في تاريخه الحديث، إنها الذكرى ال 73 لمجازر الثامن من ماي 1945، أبشع مجزرة اقترفتها أيادي الاستعمار الفرنسي البغيض في حق الشعب الجزائري: " كما لا تفوتني هذه المناسبة الكريمة دون الإشارة إلى استحضار شعبنا هذه الأيام للذكرى 73 لمجازر الثامن ماي 1945، هذه المحطة التاريخية الأليمة ،التي شكلت منعطفا آخر من المنعطفات الكثيرة والمؤلمة التي كابد ويلاتها شعبنا طيلة الفترة الاستعمارية البغيضة، شعبنا الحر الأبي الذي تعلق دوما بعروة الله الوثقى، ولم يفقد أبدا ثقته في نفسه وفي قدرته على قهر عدوه، فكانت المقاومة تلو المقاومة وكانت المجازر الاستعمارية تلو المجازر، وكانت مجازر الثامن ماي 1945 حلقة بشعة أخرى من حلقات البطش الاستعماري، الذي ارتدت عليه أعماله الإجرامية وجاءه الرد الشعبي الصاعق الذي تمثل في ثورة ربانية طوفانية خاضها شعب بأبنائه الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا، إنها ثورة أول نوفمبر 1954، التي هزت أركان الاستعمار الفرنسي، وكانت بمثابة الخلاصة، بل، العصارة الطيبة والخالصة لنهج شعبي مقاوم، لم يتوقف أبدا عن التعبير عن رفضه لهذه الظاهرة الاستعمارية المقيتة، فحري بأجيال اليوم، وهي تستحضر المحطات التاريخية الكثيرة والعديدة للجزائر، على غرار مجازر الثامن ماي 1945، أن تعي جيدا تلك التضحيات الجسيمة التي عاناها الجزائريون في ظل الاستعمار الفرنسي، وأن يدركوا أنهم بقدر ما هم معنيون بتقديس تاريخ أبائهم وأجدادهم وتقدير تضحياتهم، فهم معنيون بالتأكيد بحفظ أمانتهم والسير على نهجهم الوطني الخالص والمخلص". السيد الفريق جدد التذكير بالجهود الكبرى التي بذلت ولا زالت تبذل في سبيل تطوير وترقية قدرات جميع مكونات الجيش الوطني الشعبي، وفقا لرؤية متبصرة وخطة مدروسة مسنودة بدعم لا متناه من قبل فخامة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني: "وبهذا الخصوص تحديدا وتماشيا مع ما يفرضه علينا واجب السهر الدائم على ترقية قدرات الجيش الوطني الشعبي، فقد عملنا في السنوات الأخيرة الماضية، وفقا لتوجيهات ودعم فخامة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على وضع تصور واضح من حيث المحتوى، وطموح من حيث الأهداف، ومرن من حيث التطبيق والتنفيذ، تصور عقلاني وبعيد النظر، تم خلاله الأخذ في الاعتبار كافة المتغيرات الجيوسياسية المحتملة، وما قد يترتب عنها من تحديات آنية أو مستقبلية، هذا التصور الواقعي والمتكيف مع خصوصياتنا الذاتية والمتماشي مع قدرتنا على تحويله إلى إنجازات ميدانية ملموسة، وفعلا فقد أصبحنا اليوم نعمل على هدى أبجديات هذه المقاربة وأصبحت النتائج المتحصل عليها تشهد على نفسها ويشهد عليها هذا التطور النوعي الذي بلغته مختلف مكونات قواتنا المسلحة التي باتت عينا ساهرة على حدود الوطن ليل نهار وحافظة لموجبات أمنه واستقراره، وتلكم هي الغاية وذلكم هو المبتغى. وفي هذا الإطار، يعتبر الإبقاء على هذه الديناميكية الحالية ليس هدفا في حد ذاته، بل الحرص على زيادة وتيرتها بما يتماشى وتجسيد المرامي المطلوبة، وهذا يستوجب بالضرورة المحافظة على المكتسبات القبلية وتدعيمها، مع العمل على التوجه أكثر فأكثر نحو الامتياز والإتقان، بفضل التبني السليم والصائب لنهج التقييم المستمر لما أنجز ميدانيا، ثم بفضل انتهاج مسلك العمل المخطط الذي يراعى فيه موضوع، ليس فقط تجسيد الأهداف المرسومة، بل، وبالأساس حتمية السهر على تكييف هذه الأهداف مع مجرى التطور الذي ينتهجه الجيش الوطني الشعبي، فبهذا يتم الإرساء المتين والصحيح لمسار عملي مهني واحترافي مثمر". في ختام اللقاء تابع السيد الفريق تدخلات وانشغالات الأفراد الذين جددوا التأكيد على وقوفهم صفا واحدا كالبنيان المرصوص حماية لحدود وطننا الجزائر.