كرم المجلس الشعبي لبلدية الجزائر الوسطى أول أمس المجاهدة جميلة بوحيرد بنزل السفير في جو من الحماس الفياض الذي خص به هذا «الرمز التاريخي» من استقبال للأبطال الأشاوس في قاعة لم تتسع لكل من أراد أن يستلهم قيم الثورة من مناضلة جزائرية. كانت لحظات فريدة في استحضار تضحيات كفاح الشعب الجزائري واستذكار الشهداء الأبرار الذين قدموا أنفسهم فداء للوطن لتحيا الجزائر حرة مستقلة، في هذه الأثناء أصرت المجاهدة جميلة بوحيرد على أخذ الكلمة من أجل الإدلاء بما يختلج في صدرها من محبة لا توصف لهذا الوطن. وبصوت هادىء.. قالت بوحيرد أنها «لا تنسى أبدا الشهداء وكل يوم تمر صورهم أمام عيني، خاصة أولئك الذين ناضلوا إلى جانبي أمثال عبد الرحمن طالب، ولا بد هنا ان أوصيكم على الجزائر، التي تعتبر أمانة في أعناقكم فهناك رجال عظماء في التضحية مثلما قام به إخوانهم بالأمس». ولم تنس بوحيرد الاشارة الى وقائع المحاكمة التي اقتيدت إليها رفقة اخوانها وأخواتها كجميلة بوباشة وعبد الرحمان طالب، «فبعد كل ممارسات التعذيب نقلنا إلى المحكمة قصد إصدار الحكم النهائي، بدلا من ابداء التأثر تجاه ما ينتظرنا كنا نضحك على هيئة المحكمة الفرنسية المشكلة من قضاة وعساكر وغيرهم وما يتطلب التذكير هنا هو أن القاضي كان يعدد التهم منها تكوين جمعية أشرار 20 سنة سجنا، وضع القنابل، الاعدام. وغيرها من الاحكام التعسفية الصادرة ضدنا، وتساءلنا كيف يتم تطبيق هذه الاحكام هل بقطعنا إربا إربا، وبالرغم من ذلك كنا نصرخ في وجوههم يا جلادين يا قتلة أي لم نتركهم يفعلون ما يشاءون وحتى في حالة ادعاء القاضي بقوله لا تضحكوا الساعة قصيرة». وأوضحت بوحيرد أنها ستروي تاريخ شهداء معروفين في وقت قريب. ومن جهته كشف لنا السيد عزوڤ علي (73 سنة) كان يعمل عون مصلحة بمستشفى مصطفى سنة 1957 أنه يتذكر جيدا «عندما نقلت المجاهدة جميلة بوحيرد من حي القصبة خلال معركة الجزائر الى مستشفى مصطفى وكان يوم 8 أفويل 1957، وهي تنزف دما من كتفها، بسبب جروح سببها اختراق رصاصة لجسمها». وقد وجدها ملقاة على الارض ولا أحد أراد التكفل بها من أجل معالجتها، وهذا أمام أعين عساكر الاحتلال، ورغم كل هذا الجو، قام السيد عزوڤ علي بتقديم الاسعافات الأولية لها، بالرغم من إدراكه العميق بأن هؤلاء العاسكر كانوا يعتقدون بأنها ستلقى حتفها جراء النزيف الذي في كتفها، إلا أن الأمر لم يكن كذلك.. وهذا عندما وجدها قد استعادت عافيتها، وخرجت من حالة الخطورة بفضل مساعدة السيد علي عزوف. ويتذكر السيد عزوڤ علي أن الصحيفة الاستعمارية «ليكو دالجي» قالت صراحة، «تم القاء القبض على العصفور النادر»، ولم يلتق السيد عزوڤ بالمجاهدة منذ 1957، الى غاية 11 ديسمبر 2010، وهذا خلال حفل التكريم الاول أمس. وكانت المجاهدة بوحيرد قد تلقت مجموعة من الهدايا الرمزية من قبل مسؤولي بلدية الجزائر الوسطى، عبارة عن أواني نحاسية ولباس رياضي، وجائزة من وقبل رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، كما حضر التكريم وفد صحراوي هام.