«بفضل المصالحة الوطنية أصبح للجزائر تجربة رائدة تنشدها كل الدول لطي ماسي أزماتها الداخلية و لمواجهة آفة الإرهاب الذي أصبح ظاهرة عالمية وبناء قاعدة متينة للسلم المدني»، حسب ما أبرزه المشاركون، أمس، في اليوم العالمي للعيش معا في سلام، خلال اللقاء الذي نظمه واحتضنها المجلس الشعبي الوطني. اعتبر السعيد بوحجة رئيس المجلس الشعبي الوطني في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة أن المبادرة الجزائرية بجعل 16 ماي يوما عالميا للعيش معا في سلام ، «إضافة ايجابية لمختلف المساهمات المتميزة التي قدمتها الجزائر للإنسانية لتعيش في كنف الحرية والأمن والسلام والتنمية» . وقال في هذا الصدد «نحيي صمود الشعب في فلسطين في مواجهة الغطرسة الصهيونية»، ويعتبر أن الظلم المسلط على هذا الشعب «هو بمثابة شهادة تثبت إخفاق المجتمع الدولي في تحقيق السلام في هذه المنطقة»، كما تحدث عن الاعتداءات التي تمارسها السلطات المغربية ضد الشعب الصحراوي، مؤكدا دعم الجزائر لهذه القضية ، حتى تجد لها حلا سياسيا عادل اومقبولا من الجانبين. بوحجة : دور الجزائر رائد في حل الخلافات البينية وذكر بوحجة بالجهود المضنية التي بذلتها الجزائر في حل النزاعات البينية في العالم (إيرانالعراق وإثيوبيا اريتريا ) وكذلك مساعدة الماليين، مشيرا إلى المساهمات الرائدة لرئيس الجمهورية في ترقية ثقافة المصالحة الوطنية، داخليا و تكريس العيش معا في سلام عالمي. من جهته اعتبر عبد الحميد سي عفيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية أن اعتماد مقترح الجزائر بالإجماع لجعل 16 ماي يوما عالميا للعيش معا في سلام، بقدرما يمثل نصرا دبلوماسيا ، سيسجل بأحرف من ذهب لجزائر السلم والمصالحة الوطنية ، وهو كذلك دعوة ورسالة مستمدة من الواقع والتجربة التي عاشتها خلال أزيد من عشرية، والتي استطاعت بفضل المصالحة الوطنية أن تضمد جراحها، وقد رفعت تجربتها. عيسى : الجزائر أثبتت أنها تحسن الدفاع عن الإسلام المعتدل الحقيقي كما تدخل محمد عيسى وزير الشؤون الدينية و الأوقاف في اللقاء بكلمة مختصرة أن الجزائر أثبتت أنها تحسن الدفاع عن الإسلام المعتدل الحقيقي ، الذي يقبل التقاسم و التعايش في سلام ، مشيرا إلى المواقف التاريخية للأمير عبد القادر في حادثة سوريا ، حين دافع عن المسيحيين ضد التقتيل و التشريد ، مع الإشارة إلى أن اللقاء حضره عدد من الوزراء منهم وزير الثقافة ، وزيرة التضامن و الأسرة وقضايا المرأة ووزير الاتصال ... وبالنسبة لرئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان فافا بن زروقي فإن ما استطاعت تحقيقه الجزائر من مكاسب من السلم و الاستقرار» لم يأت من العدم و إنما بفضل الجهود الجبارة التي بذلتها في شتى الميادين خاصة ما تعلق باستتباب الأمن من خلال قانون الوئام المدني و سياسة المصالحة الوطنية التي ساهمت بشكل كبير في إطفاء نار الفتنة» . كما أكد في ذات السياق الأستاذ عصام ثعالبي ممثل الشيخ خالد بن يونس القائد الروحي للطريقة الصوفية العلوية، بالزاوية العلوية لمستغانم، والمبادر بفكرة اليوم العالمي للعيش معا بسلام، أن هذه المبادرة لم تأت «من مسعى سياسي محض، بل كانت مسار يمكن وصفه بالروحي. المنسق المقيم لهيئة الأممالمتحدة :بفضل المصالحة حافظت الجزائر على وحدة شعبها أما المنسق المقيم لهيئة الأممالمتحدةبالجزائر ايريك اوفرفيست فقد حيا المبادرة الجزائرية «للعيش معا في سلام» والتي تزامنت مع الشهر الفضيل الذي يتميز بالروحانية والكرم، مشيدا بالتزام الجزائر التي عاشت أحداثا تراجيدية في سنوات التسعينات من القرن الماضي، ومن خلال تجربتها المريرة التي خرجت منها منتصرة بفضل سياسة المصالحة، والتي مكنتها من ترسيخ ثقافة السلم، وحافظت من خلالها على وحدة شعبها.