سطرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف برنامجا خاصا للنهوض بمعالمها الأثرية الدينية على رأسها المساجد، وإعادة الاعتبار لها كوجهة دينية وحضارية وسياحية محافظة في ذلك على النمط المعماري الإسلامي الوطني. وأكد الوزير غلام الله بوعبد الله في ملتقيات عديدة بدار الإمام، على ترقية دور المساجد من مكان للعبادة وأداء الصلوات إلى الدور الاجتماعي التربوي والإصلاحي والمعرفي والحضاري، من خلال تغيير أسلوب الخطابة المسجدية وتحسين تكوين الإمام ليكون المربي الذي المعالج للآفات الاجتماعية بالتقرب اكثر من المواطن. ومن هذا المنطلق، انصبت جهود الوزارة على تشييد مساجد جديدة خلال المخطط الخماسي المقبل بمواصفات جزائرية إسلامية عبر التراب الوطني مع مراعاة خصوصية كل منطقة، كانجاز مشاريع بناء 15مسجد قطب وطني ومدارس قرآنية نموذجية وكذا تغطية كل القطر الوطني بالمراكز الثقافية الإسلامية. ويضاف إلى ذلك، إعادة ترميم وإحياء المساجد العتيقة التي يعود تاريخها إلى عهود قديمة كالعهد العثماني، بهدف تهيئتها وتأهيلها وإعطائها الوجه الحضاري والثقافي الممثلة للهوية الوطنية. وتوجه عناية خاصة إلى مراعاة وجمال العمران تجاوزا للفوضى والعشوائية التي ميزت الحظائر السكنية في مختلف جهات الوطن. ورصد لهذه العمليات مبالغ مالية هائلة بداية بالعاصمة كمسجد كتشاوة الذي يعد ابرز معالم العاصمة العتيقة في الفترة العثمانية ويجسد التاريخ المعقد لمركز الجنينة دار السلطان أي ساحة الشهداء حاليا. ونفس الأمر لمسجد علي بتشين الواقع بالقصبة السفلى، لتعمم العملية عبر الوطن وكان آخرها تسخير 330 مليون دج لترميم 12 مسجد عتيق بولاية تلمسان، في إطار التحضيرات الخاصة بالتظاهرة الدولية ڤتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011''. وتهدف الوزارة من هذا البرنامج إلى الحفاظ على الهوية الوطنية في جانبها المادي، المتعلق بالشكل المعماري في بناء المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية حتى لا تقع ضحية العصرنة، فضلا عن الحفاظ على الأبعاد التاريخية والاجتماعية والسياسية لهذه المعالم.