غلام الله: الذين يستهدفهم التنصير أغلبهم أميون وفقراء ولهم أطماع مادية أكد أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله أن مخططات التنصير موجودة في كل دول العالم بما فيها الجزائر، وأنها تأتي في إطار العولمة التي لها امتدادات مالية ودينية وعلمية واقتصادية، مشيرا إلى أن تأثيرات هذا المخطط في الجزائر ضعيفة جدا لأن أغلب الذين يستهدفهم التنصير كما قال أميون وفقراء ولديهم أطماع مادية. وأوضح الوزير أن دور المساجد في هذا الشأن مهم جدا، وأكد بأن الأئمة بدؤوا منذ سنة في التركيز في خطبهم على تحديد مفهوم المواطنة، وكذا مسؤولية المواطن في محاربة كل الآفات التي تضّر بالمجتمع والتقيّد بالمبادئ الحقيقية للدين الإسلامي، مضيفا أن أصحاب مقولة تقييد العمل الديني في الجزائر لا يملكون أية أدلة ملموسة وأن اتهاماتهم باطلة ولا أساس لها من الصحة، وفي تصريحه للقناة الإذاعية الأولى طمأن غلام الله الحجاج وأكد أن كل الإجراءات قد اتخذت لتدارك النقائص التي سجلت في المواسم الماضية قصد التكفل بالحجاج الجزائريين خلال تواجدهم بالبقاع المقدسة، موضحا أن كل مجموعة من مجموعات بعثة الحج للموسم الحالي قد حدّدت لها مهمتها بكل وضوح ودقة، وشدّد على أهمية التنسيق بين مختلف المجموعات لتهيئة كل الظروف المناسبة للحجاج الجزائريين واحتواء مختلف المشاكل التي قد تحدث، وقال أنه تم إرفاق إمام بكل رحلة حجاج حتى يذكرهم بضرورة الالتزام بالشعائر الخاصة بهذا الركن، وأيضا لتبليغ المشاكل التي تعترضهم أثناء تواجدهم بالبقاع المقدسة إلى البعثة للعمل على حلها.وبهذه المناسبة حمل الوزير الديوان الوطني للحج والعمرة مسؤولية نجاح موسم الحج لهذه السنة، لأنه يتكفل بالتطبيق فيما تتكفل الوزارة حسبه بالتنظيم، مشيرا إلى أن الغاية من إنشاء الديوان تكمن في تخفيف أعباء الحج على الوزارة، وأنه لابد على الوزارة أن تتخلص أيضا من تسيير الأوقاف بتشكيل هيئة خاصة بذلك ونفس الأمر بالنسبة للزكاة، لتبقى الوزارة مكلفة بتسيير الشؤون الإدارية والتنظيمية فيما يعود التنفيذ لهذه الهيئات التي تشكل حسبه بهدف انجاز مهام معينة .ولدى تطرقه لمسألة تجديد الخطاب الديني لحماية رموز الإسلام، أكد غلام الله أن ما تقوم به بعض المجموعات "الشاذة" من تجاوزات في حق رموز الإسلام هي أعمال محصورة وقليلة، ولا يمكن اعتبارها ظاهرة خطيرة تهدّد الدين الإسلامي في الجزائر، وبشأن تأخر عملية انطلاق انجاز المسجد الكبير بالعاصمة كشف غلام الله أنه من المقرر أن تعرف المؤسسة التي ستضطلع بانجاز هذا المشروع الديني الضخم في نهاية شهر نوفمبر أو ديسمبر القادمين، بعد أن تشكلت لجنة لدراسة العروض المقدمة من طرف أكثر من 27 مؤسسة. توفير ألف منصب مالي جديد سنويا لتأطير المساجد من جهة أخرى كشف غلام الله أمس خلال لقاء تكويني موجه لأساتذة المعاهد الإسلامية المتخصصة في تكوين الإطارات الدينية، أن احتياجات المساجد في الجزائر تقدر ب40 ألف إمام، في حين أن عدد الأئمة المتوفرين حاليا لا يتعدى 26 ألف إمام موزعين على حوالي 15 ألف مسجد. وأعلن أن القطاع سيوفر ألف منصب مالي جديد سنويا لتوظيف أئمة، حيث ستخصص 700 منصب مالي لخريجي المعاهد الإسلامية المتخصصة في تكوين الإطارات الدينية لتغطية حاجيات المساجد من حيث الموارد البشرية ولتمكينها من أداء مهامها على أحسن وجه، وقال أنه سيتم إدراج برنامج تكوين تحضيري لخريجي جامعات العلوم الإسلامية لتمكينهم من الاستفادة من برنامج التوظيف الجديد وذلك لفترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وفي هذا الإطار سيتم إنشاء خمسة معاهد إسلامية جديدة قبل سنة 2014 لتكوين الإطارات الدينية .وبخصوص بعض المحاور المتعلقة بالمنهج التكويني الجديد الذي وضعته الوزارة أشار غلام الله إلى أنها تهدف إلى رفع مستوى الإطارات الدينية خاصة تلك التي يتم توظيفها بالمساجد بغية تحسين الأداءات والوصول إلى الأهداف التربوية المرجوة، مؤكدا على أهمية توحيد الطرائق والمقاربات وتوفير الوسائل وتوحيد الرؤى والأفكار حول مواصفات الإمام القادر على تسيير المسجد بطريقة محكمة، وعلى تقديم كل الخدمات المنتظرة منه دينيا واجتماعيا، ومنها ترسيخ التمسك بالوطن والاعتزاز بالماضي والأمجاد والتعلق الشديد بالتراث الثقافي والحضاري الجزائري والعمل المستمر على رعايته وتحسينه، وهو المنهج التكويني الذي يندرج - كما قال- في إطار الديناميكية الجديدة التي أوجدها القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين لأسلاك الإدارة المكلفة بالشؤون الدينية والأوقاف .