أكدت اوران صليحة مختصة في الأمراض المعدية بمستشفى القطار أمس أن عدد الأطفال المصابين بفيروس فقدان المناعة يقدر ب 200 طفلا عبر التراب الوطني، منهم 120 طفلا يتابعون علاجهم بمركز مكافحة السيدا بالقطار والقادمين من مختلف الولايات للعلاج بهذا المركز الوحيد بالجزائر. وأضافت اوران صليحة على هامش الورشة الإعلامية المنظمة بالمعهد الوطني للصحة العمومية بالابيار حول تقديم دليل بعنوان «التمييز ضد الأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا بالجزائر: مساهمة في استجابة من النظام التربوي» أن جل الأطفال المصابين انتقل إليهم المرض عن طريق الأم أي ما نسبته 90 بالمائة من الأطفال ، باستثناء حالتين فقط أصيبوا عن طريق الرضاعة من مربية الروضة . وشددت المختصة في الأمراض المعدية على ضرورة قيام النساء بالتشخيص عبر إجراء تحاليل طبية لاكتشاف الإصابة بالمرض كي يتم معالجتها في الوقت المناسب، وبالتالي تفادي انتقال فيروس السيدا لجنينها، وهكذا نصل إلى نتيجة صفر طفل مصاب بالفيروس. أشار عادل زدام ممثل الجمعية الوطنية لمكافحة السيدا «ايدز الجيري»، في تدخله انه لوحظ انخفاض في عدد المصابين بالمرض ونسبة الوفيات هذه السنة بفضل الحملات التحسيسية والتشخيص، وان العالم نجح في بلوغ أهداف الألفية في التقليل من نسبة الإصابة والوفيات، لكنه استطرد انه بالرغم من ذلك فالوضعية تبقى ضعيفة بسبب عدم التساوي في الحصول على خدمات العلاج، ونقص تمويل المشاريع الهادفة إلى مكافحة المرض . وبالمقابل، ثمن زدام مشروع الدليل المنجز بالتنسيق بين الجمعية ومكتب «انو سيدا» واليونسكو وكذا وزارة التربية الوطنية التي تعد الطرف الأساسي في إدراج هذا الدليل في مقرراتها البيداغوجية، واصفا هذا الدليل الذي سيعمم فيما بعد في قطاعات أخرى بأنه مكسب. وأعرب المتحدث في ذات الشأن، عن إرادة جمعية «ايدز الجيري» في مواصلة جهودها التوعوية لكسر طابو فيروس فقدان المناعة، والتقليل من نسبة الإصابة سيما في الأوساط الشبانية والأكثر عرضة للإصابة، مشددا أيضا على حق مرضى فيروس السيدا في الحصول على العلاج والدواء، كغيرهم دون تهميشهم. نفس الأمر ذهبت إليه ممثلة مكتب اليونسكو بالمغرب السيدة اروة ليلى، قائلة أن الدليل المدرسي سيسمح للشباب بالتعرف على طرق انتقال المرض لحماية أنفسهم، مع معرفة المعاناة التي يعيشها الأشخاص المصابون بفيروس السيدا. وفي هذا الصدد، أوضح رئيس جمعية «ايدز الجيري» بوروبة عثمان في تدخله أن انجاز هذا الدليل البيداغوجي يندرج في إطار برنامج وزارة التربية الوطنية، والاستيراتيجية الوطنية لمكافحة فيروس السيدا، وهو أداة أكثر فعالية ومردودية تسمح للأطفال والمراهقين بتنمية معارفهم وانتهاج ممارسات في مجال الصحة، وبالتالي وقاية أنفسهم من الأمراض الخطيرة خاصة فيروس فقدان المناعة. وأضاف انه إذا لقن هذا الدليل إلى ثمانية ملايين تلميذ فإننا سنصل إلى التقليل من الإصابة من المرض، زيادة على ذلك، فان دليل «التمييز ضد الأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا بالجزائر: مساهمة في استجابة من النظام التربوي» والموجه للمعلمين، المدربين، المخططين ومصممي المناهج المدرسية، هو مساهمة في محاربة وصمة العار والتمييز في العلاج اتجاه الأشخاص المتعايشين مع المرض بالجزائر. من جهته، اعتبر ممثل وزارة التربية الوطنية عباسي إبراهيم دليل الجمعية بمثابة وثيقة مرجعية للمختصين في قطاع التربية من مربين ومعلمين ومصممي المناهج المدرسية، كما انه أتى بقيمة مضافة لنظام التربية، كونه يجيب على البرنامج الوطني لمحاربة فيروس السيدا. وكشف في هذا السياق عن استحداث وزارة التربية الوطنية لإجراء تنظيم تكوين لفائدة موظفي القطاع، وإدراج مادة في البرامج الدراسية حول موضوع مرض العصر فيروس السيدا. سهام بوعموشة