تسجل ولاية ورقلة نقصا كبيرا في مرافق الترفيه والتسلية وأماكن استقبال العائلات والتي تبرز أهميتها خلال فصل الصيف وحتى في مناسبات رمضان والأعياد في انتظار تعزيز الولاية بمرافق التسلية والترفيه مستقبلا والتي تندرج ضمن المشاريع المبرمجة في إطار الإستثمار الخاص، خاصة وأن العائلات في الولاية ورقلة والمناطق المحاذية لها لا تجد فرصة للاستمتاع بوقتها في الأماكن المفتوحة. ورغم وجود بعض المرافق لاستقبال العائلات إلا أنها تبقى منقوصة من العديد من الخدمات التي تسمح لهم الاستمتاع بأوقاتهم على غرار حظائر التسلية والترفيه الكبرى، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الحديقة الترفيهية بالخفجي والتي ظلت لسنوات خارج الخدمة ساهمت بشكل كبير في تكريس هذه الصورة، خاصة وأنها لطالما كانت تعد إحدى القبلات والوجهات الترفيهية الهامة بالنسبة لسكان الولاية، في ظل النقص الواضح لمثل هذه المرافق وسط عاصمة المدينةورقلة. وكان والي ولاية ورقلة عبد القادر جلاوي قد أصدر مؤخرا قرارا بعد إطلاعه خلال زيارة معاينة قادته رفقة السلطات المحلية إلى الحديقة الترفيهية بالخفجي تعليمات إلى الجهات المعنية بضرورة التكفل العاجل بإعادة تهيئة هذه الوجهة من أجل إعادة بعث استغلالها لفائدة المواطنين وكراء المحلات التجارية والأماكن المخصصة للألعاب والاستراحة وذلك بإشراك فعاليات المجتمع المدني، كما أوكلت مهمة إعادة تهيئتها لمصالح بلدية ورقلة في انتظار انتهاء الأشغال بها وفتح أبوابها للمواطنين خاصة وأن هذه العمليات لم تسمح بعد بفتح هذا الفضاء أمام المواطنين للاستفادة من خدماته وما يوفره من مساحات للراحة والترفيه والتسلية خلال هذا الشهر الكريم. من جهة أخرى تمثل عادة الداير التي تعد أحد العادات الاجتماعية التي يحرص السكان في مناطق متفرقة بورقلة على غرار الرويسات، المخادمة وبني ثور الحفاظ عليها بديلا تتخذه منه العائلات فرصة لقضاء وقتها والاستمتاع بفترة ما قبل السحور بالسهر والمسامرة في ليالي رمضان لتجمع بين الأهل والجيران والأصدقاء أيضا، وقد جاءت تسمية هذه العادة «بالداير» من منطلق أن العائلات وحتى الشباب الأصدقاء يتداولون فيها على استقبال بعضهم بعضا في شكل دائري في بيوتهم مع تقديم واجب الضيافة وتحضير الأطباق التي تتناسب والجلسات الرمضانية بما تحمله من أحاديث وفكاهة، حيث تتاح في كل مرة فرصة لأحدهم لاستقبال الجماعة وعلى الرغم من أن هذه العادة تعد من العادات المقاومة للزمن والتي بدأت تنحصر نظرا لأسلوب العيش المعاصر الذي يفرض على الكثيرين حب العزلة إلا أنها مع ذلك تصور أسلوبا متميزا لقضاء السهرات الرمضانية. وتفضل بعض النساء والرجال وحتى الشباب استغلال فرصة شهر رمضان لحضور الدروس الدينية التي تقام في بعض المدارس القرآنية والمساجد وتنظمها بعض المعلمات للنساء في البيوت، حيث تستغل هذه الفئة الشهر الفضيل لتلقي بعض الدروس الدينية المساعدة على التمسك بالدين والعودة إلى الله من خلال قصص القرآن وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته، هدفها النصح والإرشاد والموعظة بالإضافة إلى معالجة بعض قضايا المجتمع المعاصرة عملا بمبدأ الإيمان والتقوى. من جهة أخرى تستقطب الندوات المحاضرات الدينية وكذلك المسابقات الدينية والفكرية التي تحتضنها المراكز العلمية والترفيهية ودور الشباب أيضا جمهورها، خاصة المرتبطة بها بمسابقات حفظ القرآن الكريم وكذا محبي الإنشاد والمدائح الدينية. التجمع في المقاهي وعلى طاولات الشواء بالنسبة لشباب الولاية، فإن التجمع في المقاهي وعلى طاولات الشواء العشوائية وفي الساحات العمومية وجوانب الطريق للعب الدومينو يشكل ظاهرة ملفتة تعبر لوحدها عن عجز حقيقي في المرافق القادرة على توفير فضاءات بديلة لاحتضانهم على غرار حظائر التسلية والترفيه التي وإن وجدت وعلى قلتها تبقى غير متوافقة مع تطلعات المواطن المحلي. من جانب آخر تعد الدورات الرياضية في كرة القدم تحديدا التي تنظم على مستوى مختلف الأحياء عبر الملاعب الجوارية بالولاية، بالإضافة إلى الدورات الرياضية والنشاطات الترفيهية التي تحتضنها بعض المراكز الثقافية في الرياضات المختلفة بديلا بالنسبة لبعض الشباب لقضاء أوقاتهم في ممارسة رياضتهم المفضلة وكذا استغلال الفرصة لرفع روح التحدي والمنافسة عاليا بينهم. أما فيما يخص برنامج إحياء ليالي شهر رمضان فقد سطر برنامج ثري لاستقطاب العائلات ومختلف فئات الجمهور وعلى غرار الندوات والمحاضرات والمسابقات الدينية تنظم حفلات وسهرات متنوعة بكل من دار الثقافة مفدي زكرياء بالإضافة إلى برنامج خاص بمسرح الهواء الطلق ويتضمن أمسيات فنية لفرق موسيقية وحفلات إنشاد وإحياء لليالي رمضان بعروض فنية وفلكلورية وبهلوانية. الكثبان الرملية فرصة للاستمتاع بالطبيعة الصحراوية الهادئة يفضل العديد من سكان المنطقة التوجه بعائلاتهم أوفي جماعة أصدقاء إلى الكثبان الرملية، حيث يتنقل هؤلاء عبر سياراتهم إلى الرمال، أين يجد الأطفال فرصة للعب والاستمتاع، في حين يفضل الكبار التجمع للمسامرة والاستمتاع باستنشاق الهواء الطلق بعيدا عن البيوت والأماكن المغلقة، خاصة وأن درجات الحرارة بعد الإفطار تكون منخفضة نوعا ما عما تعرفه في أوقات الصيام.