ولعل الاختناق داخل التجمعات الحضرية بولاية الوادي ضاعف من حجم معاناة المواطنين وأبنائهم، لا سيما مع النقص الفادح في المرافق العمومية• وأصبح السكان يقصدون الكثبان الرملية أو واحات النخيل نهارا بحثا عن جزء يسير من الرطوبة تنعش أجسادهم من لهيب الحرارة المرتفعة• والملاحظ أنه لو وجدت مرافق وأماكن لأمكن لهؤلاء الناس أن يتجهوا إليها للاستمتاع والترفيه عن أنفسهم، جراء ما يعانيه كل فرد طول وقت النهار الذي يقضيه في العمل خاصة• وإن كان ذلك العمل يظل لوقت طويل تحت أشعة الشمس المحرقة سيما عمال الجهود العضلية الذين يعملون بورشات البناء، إذ أنه وبعد هذا العناء يرغب كل واحد في الذهاب إلى أماكن خارج مجال عمله للترفيه عن النفس ونسيان التعب الذي عاناه في يومه، غير أنه يصدم بغيابها الكلي مما يضطره إلى البقاء بين جدران منزله الذي بات الكثير يطلق عليه ''بالكوشة'' نتيجة لهيبه الداخلي• ورغم كون المنطقة صحراوية إلا أن المرافق المخصصة للترفيه والتنزه معدومة تقريبا، وحتى وإن وجدت فليست مخصصة للكل بحيث حوّلها بعض المراهقين إلى أوكار لمعاكسة الفتيات، ولعل المكان الوحيد الموجود هو أرصفة الطريق أو أماكن توقف الحافلات أو الأسواق الشعبية• وهذا النقص المسجل في مرافق وأماكن تسلية والترفيه المخصصة للعائلات في فصل الصيف يجعل من شباب المنطقة يحبذ الهروب لارتكاب كل أنواع الآفات الاجتماعية الحل الوحيد لقضاء يومه أو حتى للقضاء على ساعات الملل والتضمر في الحر• وما زاد في تفاقم الظواهر المترتبة عن انعدام مرافق التسلية والترفيه، انعدام التوعية الثقافية بضرورة الحفاظ وحماية تلك المرافق من الإتلاف والتخريب إن وجدت، ما يجعل سكان الوادي يستبعدون فكرة أنه في يوم من الأيام سوف يحتاجون لتلك المرافق لقضاء يوم والترفيه في عطلة الصيف• ويأمل السكان في أن يأتي اليوم الذي تلتفت الدولة إلى سكان الجنوب وولاية الوادي تحديدا لتتكرّم عليها بقليل من المشاريع الترفيهية والمنتزهات، عساها تنسيهم حريق ولهيب الجو الصحراوي القاسي وينعم سكانها بخيرات بلادهم وفترات صيف مريحة، ولو أنّ الراحة بحسب سكان المنطقة باتت من المستحيلات لكون المستقبل مظلم بالنسبة إليهم نتيجة إحساسهم بالظلم والتمييز والإجحاف•