أطلقت العديد من المحلات التجارية بالعاصمة، تخفيضات على السلع المعروضة للبيع وصلت إلى 50 بالمائة، مما أدخل العائلات الجزائرية في حالة استنفار قصوى وتسابق محموم للظفر بأكبر حصة من المعروضات قبل نفاذ عرض قد لا يتكرر إلا مع نهاية السنة القادمة. تعددت اللافتات المعلقة على واجهات المحلات التجارية بقلب العاصمة، في الأيام الأخيرة من الشهر الجاري، غير أن مضمونها صب في بوتقة واحدة يعلن عن خصم أو تخفيض في سعر مختلف السلع المعروضة للبيع، في خطوة منها لجلب أكبر عدد ممكن من الزبائن عشية نهاية السنة وبداية سنة جديدة، قد تحمل الكثير من المفاجآت في عالم الموضة يرغب الكثير من التجار في عدم تفويتها. وإن كان الهدف الحقيقي من وراء التخفيض أو ما يصطلح عليه ب ''الصولد''، يربطه الكثير من غير التجار بتصريف المنتوج المكدس، إلا أن الإجراء أثلج صدور الكثير من العائلات الجزائرية لاسيما محدودة الدخل، وهو ما يفسر الإقبال الكبير لمختلف شرائح المجتمع الجزائري على هذه المحلات وفي ساعات الصباح الأولى للظفر بأحسن العروض وبأقل الأسعار، فأصحاب محلات الألبسة الرجالية والنسائية وحتى محلات الأحذية وحقائب اليد بكل من ساحة الشهداء والجزائر وسط وساحة أول ماي، أدخلوا تخفيضات على سلعهم بلغت 50 بالمائة، فمثلا أحذية نسائية ورجالية بأحد المحلات بساحة أول ماي كانت تباع بسعر 3000 دينار جزائري، أصبح سعرها بعد الخصم 1500 دينار جزائري و1000 دينار جزائري، وبمحل آخر بوسط الجزائر وصل سعر الحذاء الرياضي إلى 700 دينار جزائري، فيما وصل سعر الحذاء الشتوي إلى 1300 دينار جزائري. وغير بعيد عن هذا المحل، أطلق صاحب محل ألبسة رجالية تخفيضات هامة استهوت الكثير من طلبة الجامعات وتلاميذ الثانويات وحتى الكهول كون أن الأسعار مغرية، حيث وصل سعر سروال جينز إلى 1000 دينار بعد أن كان سعره لا يقل عن 3000 دينار جزائري، ونفس الأمر بالنسبة للأقمصة والسترات والمعاطف قدرت نسبة الخصم فيها مابين 20 إلى 50 بالمائة. وبشارع فيكتور هيغو بالجزائر الوسطى وسوق دبي بباب الزوار، وصل سعر الأقمصة ذات الماركات العالمية إلى 1000 و1200 دينار جزائري. واضطر صاحب أحد المحلات المختصة في بيع الألبسة الشتوية بساحة موريتانيا بالعاصمة، إلى إدخال الزبائن بالمجموعات لتفادي الازدحام بالمحل، جراء العدد الكبير من المقبلين على مختلف السلع المعروضة بأسعار خيالية، حيث يباع المعطف الشتوي ب1000 دينار و2000 دينار جزائري وسراويل الجينز والقمصان الشتوية ب1000 دينار جزائري، فيما وصل سعر ألبسة الأطفال إلى 500 دينار فقط. وتقول فرح.ب موظفة بالبلدية، أنها تنتظر غالبا فترة إطلاق التخفيضات لتشتري ما تحتاجه من ملابس شتوية، أو أحذية خاصة وأن السلع ذات الجودة العالية والمفضلة لديها سعرها يفوق أجرتها بمرتين وأحيانا أكثر، قبل أن تضيف أنها لا يهمها إذا انتظرت موسم التخفيضات كثيرا، فيكفي أنها في آخر المطاف تحصل على ما تريد بنصف السعر المحدد سلفا للمنتوج. أما السيدة رشيدة متقاعدة، فتقول أن الخصم المقرر على مختلف السلع المعروضة في محلات الألبسة والأحذية، ينعش رغبتها بالتسوق خاصة وأنه يأتي في فترة يحتاج فيه الأولاد إلى ملابس جديدة. ووافقت الطالبة بجامعة الجزائر سمية.ب رأي الآنسة فرح، حيث أكدت هي الأخرى حاجتها لمثل هذه التخفيضات، حيث تستطيع شراء ملابس أنيقة بأقل الأسعار، وتقول أنها تضطر إلى تجميع منحتها الدراسية لفصلين متتالين لتتمكن من تأمين ملابس الشتاء، وترفض سمية أن يفوتها موسم ''الصولد'' حتى لا تندم على مقتنيات قد لا تجدها بتلك الأسعار مرة أخرى.