تستقطب التخفيضات التي تعلنها العديد من واجهات المحلات التجارية بالعاصمة، بعبارات براقة وسحرية تحت عنوان ''الصولد'' العديد من الزبائن خلال هذا الموسم، حيث راح يركض ورائها العديد من العاصميين والعاصميات، بحيث يستغلون وقتهم في التسوق واقتناء حاجياتهم المختلفة، ورغم تطبيق القانون المحدد لمثل هذه التعاملات منذ ,2006 لأسلوب التخفيضات يفترض فيه أن يكون موسميا ومؤقتا، إلا أن الكثير من التجار يواصلون تعليق أسعار التخفيضات، على واجهات محلاتهم التجارية طيلة السنة، فما السر في ذلك ؟ هل هو فعلا جلب أكبر عدد من المستهلكين بطريقة ذكية ولو مخالفة للقانون؟ أم أنها طريقة لتسريب السلع قبل تغيير النشاط؟ كثيرا ما ينخدع الزبون الجزائري بعبارة ''الصولد''، حيث تأخذ كلمة تخفيض أشكالا وألوانا مختلفة، تسحر الزبون الذي لا يجد نفسه إلا وهو يدخل هذه المحلات، لاكتشاف أسعار السلع المعروضة بعد تخفيضها، ولكنه غالبا ما يخرج فارغ اليدين، باعتبار أن الأسعار لا تتماشى وقدرته الشرائية، في حين تجد أن بعض المحلات التجارية التي تعتبر في العادة المستفيد الأكبر من توافد الأعداد الكبيرة من العاصميين و الزوار، قد قدمت فعلا تخفيضات جذبت من خلالها المتسوقين إليها، وساهمت في إعادة الثقة لهم من خلال الأسعار، التي تؤكد على أنها لم توضع إلا لتلبية احتياجات العائلة بأسرها، وأنها في متناول جميع المرتادين، ولم تغفل تلك الفئة الكبيرة من أصحاب الدخل المحدود، وراعت ظروف مختلف فئات المجتمع، وكانوا المستفيد الأكبر من خلال حصولهم على بضائع ذات جودة عالية، لأشهر الماركات العالمية الشهيرة وبأسعار أجري لها تخفيضات تراوحت بين 25 إلى 70بالمائة، وقد تصل أحيانا لحد الرمزية أو تباع بسعر التكلفة في أحيان أخرى، وليس ذلك بسبب تلفها أو قدمها ولكن هو تقديم يحتفي ويكرم المستهلك العاصمي وحضور الزوار، ليمنح ما استطاع لإسعادهم وترفيههم. ''الأوكازيون'' الصيفي... تخفيضات هائلة وإقبال ضعيف من قبل العاصميين شهدت الأسابيع الأولى من '' الاوكازيون الصيفي'' تخفيضات هائلة، على جميع السلع الرجالية والنسائية من ملابس وأحذية، ازدحمت المحلات بالمواطنين لكن الظاهرة اللافتة للنظر هي انخفاض حجم المبيعات، فالجولة التي قادت ''الحوار'' إلى مختلف محلات العاصمة على غرار ديدوش مراد، حسيبة بن بوعلي، ساحة اودان، العربي بن مهيدي، وغيرها من محلات البلديات المجاورة لرصد الصورة عن قرب جعلتنا نقف على تهافت الزبائن على كل محل، تعلّق على واجهته كلمة ''صولد'' أو تخفيضات باللغتين العربية والفرنسية، وبألوان وأشكال تجذب جيوب الزبائن، والسبب هو حجم التخفيضات التي تراوحت ما بين 10 حتى 50 بالمائة، وعلى الرغم من ازدحام المحلات إلا أن معدل الشراء، كان منخفضا نسبيا نظرا لقرب حلول شهر رمضان الكريم، حيث تستعد الأسرة الجزائرية لشراء المواد الغذائية وأواني منزلية وافرشة التزيين وغيرها. وفي هذا الشأن قالت لنا السيدة خديجة '' فرصة كبيرة لنا لشراء احتياجاتنا من الملابس، وخاصة أن بعض المحلات تصل فيها التخفيضات إلى 50 بالمائة، ولكن للأسف فان الصيف يشرف على الانتهاء والكثير منا سيقضي الشهرين الباقيين بالملابس الموجودة، وسأكتفي بشراء طقم واحد سأرتديه في العيد''. وتختلف الآنسة سعاد مع الرأي السابق، حيث ترى أن الاوكازيون فرصه سانحة، لشراء الكثير من الملابس للعام القادم، مع مراعاة اختيار ألوان تتناسب مع العام القادم، كالأحمر والأسود والأبيض والبني، فهي ألوان موضة لكل عام، في حين ترى سهام ربه منزل وأم لثلاثة أبناء أن الاوكازيون خدعة، فالمحلات تقوم بتغير سعر الملابس، فالبلوزة التي كانت ب 3000 دينار قبل الاوكازيون يكتب عليها 2500 دينار، ويشطب هذا السعر بعد الخصم ليكتب بدلا منه 2000 دينار. ''الصولد''......كذبة التجار للتخلص من السلع بإعلان البيع ب ''الصولد'' يخضع للترخيص التجاري من قبل مصالح الرقابة التابعة لوزارة التجارة، وتمتد مدة البيع بهذه الصيغة 6 أسابيع، وقد صرح ''كماش '' في وقت سابق ''أن القانون التجاري المعمول به وطنيا، يأمر بضرورة تقديم طلب لدى مصالح الرقابة التجارية بالوزارة، من أجل البيع ب ''الصولد'' على أن لا تتعدى فترة البيع بهذه الصيغة ستة أسابيع، وعن التجار الذين لا يستفيدون من رخصة التخفيض لا يسمح لهم بذلك، فهي فترة محددة بفترتين ''الصيفية مع بداية شهر جويلية، والشتوية مع بداية شهر جانفي لمدة لا تتعدى ال 6 أسابيع'' حيث انه خلال جولة استطلاعية إلى أسواق ومحلات العاصمة، تعددت الأذواق في المحلات ولكن تختلف الأسعار، وتقبل الفتيات على شراء الجينز والفساتين و.... حيث تتواجد العديد من موديلات بأسعار مناسبة، فالاوكازيون يعتبر فرصة كبيره لشراء التغييرات والبدل، نظرا لارتفاع أسعارها خلال أشهر السنة، فاستخدام التجار لافتات ''الصولد'' على واجهات محلاتهم، تحمل ''آخر كلمة ''كلش ب1000دينار''، من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن، والتخلص من الملابس والأحذية وحقائب اليد الصيفية، وبالمثل فإن محلات البلديات المجاورة، هي الأخرى شهدت انخفاضا ملحوظا في الأسعار، ولكن كانت هناك العديد من الملاحظات، وبخصوص المحلات التي تعتمد البيع بالتخفيضات، وللاستفسار عما إذا كان المواطنون يؤمنون بفكرة ''الصولد''، قالت سهام موظفة بالقطاع الخاص '' لطالما كنت أقف أمام واجهة المحل أتفرج على حقائب اليد إلا أن أسعارها كانت ملتهبة، حيث فاقت 3000 دينار وبما أنها انخفضت الآن إلى 1800 دينار، اشتريت حقيبتين وسأستعملها الصيف المقبل '' وأشارت سمية طالبة جامعية، إلى أن ''الصولد''، أو ما يعرف بالتخفيضات مع بداية كل موسم شتوي أو صيفي، فرصة ثمينة خاصة بالنسبة للذين لا تهمّهم الموضة، وقالت منال ''أنا شخصيا اشتريت مجموعة من الفساتين، وسأرتديها الصيف المقبل، لأن الموضة لا تهمني، فالاختيار هو الأهم بالنسبة لي'' تقول لمياء '' بعض الموديلات اختفت من المحلات وحل محلها موديلات رديئة، بالإضافة إلى نقص شديد في المقاسات والألوان، واقتصرت الألوان على الأصفر والأحمر والألوان الموضة، حتى تتخلص منها المحلات بشكل نهائي'' وتؤكد الحاجة فاطمة إلى أن'' الموديلات الموجودة في السوق ذات خامات رديئة، وتفتقد للذوق الجيد وأن الكثير من الملابس ذات الخامات الجيدة، وضعها أصحابها في المخازن، بدليل أن الموديلات التي كانت موجودة منذ يومين اختفت تماما ''. وتشير السيدة أمال هي الأخرى إلى أن'' نسبة التخفيض غير محددة وليس لها معايير، فيوجد بعض الموديلات لم تنزل عليها تخفيضات، والبعض الآخر معدل النقص فيه بسيط جداً، فتوجد بعض الملابس انخفض سعرها ب500 دينار، والبعض الأخر وصلت نسبة التخفيض فيه 1000 دينار. ونحن نتجول بمحلات بنفق الجامعة المركزية بن يوسف بن خدة، هذه الأخيرة التي تعرض للبيع ألبسة وأحذية للرجال والنساء بماركات عالمية مختلفة، فرنسية وإيطالية وبأسعار خيالية لا يمكن ''للزوالي'' التقرّب منها، التقينا بأربع صديقات كن يتسوقن، وحول تخفيضات التجار قالت فريال ''التجار لا يعطفون على الزبون بتخفيضهم للأسعار، فهدفهم الوحيد هو التخلص من السلعة مع نهاية كل موسم''، في حين شاركتنا الحديث سلمى قائلة '' أنني أدخل كل المحلات التجارية التي تتزين واجهتها كلمة صولد، في الأخير اكتشف أن أسعارها مجرد كذبة وطريقة عرضها للسعر ذكية، يتحايلون بها على جيوب الزبائن '' من جهتها قالت فضيلة ''أفضل الأسواق على المحلات لأن أسعارها معقولة جدا، أما التخفيضات فما هي إلا طريقة يستعملها التجار لجلب الزبائن، وهي فرصة لهم لبيع السلع القديمة، والتي انتهت موضتها، ليتم شراء سلع أخرى جديدة ''. أصحاب المحلات:'' عملية '' الصولد '' تجري بانتظام من طرف مديرية المنافسة والأسعار '' يؤكد بعض التجار الذين تحدثنا إليهم، أن العملية تجري بانتظام، ويقول العديد من هؤلاء أن عملية البيع بالتخفيض، موسمية ومحددة من طرف المديرية العامة للأسعار، وتم في سبيل ذلك أخذ ترخيص كإجراء مسبق صادر من طرف مديرية المنافسة والأسعار، والنسبة تحدد على مستوى المؤسسة، وتتراوح ما بين 20 إلى 50 بالمائة حسب وظيفة السوق،كما اعتقد بعضهم - التجار-أن الألبسة التي يتراوح سعرها، ما بين 12 و13 ألف دينار وتباع بالتخفيض ب 5 آلاف دينار، هو تخفيض جيد ومنافسة حقيقية، مؤكدين على أنهم يعلنون السعر الأولي، وفي المرتبة الثانية سعر التخفيض، لكن وفي المقابل هناك تجار آخرون لا يعرضون تخفيضات، لكن يفرض عليهم المحيط التجاري الموجود حولهم تخفيض أسعار سلعهم. وواضح أن البيع بالتخفيض الذي أصبح ثقافة استهلاكية عندنا منذ مدة، هو موضة استهلاكية تخضع لمنطق الربح وحكم السوق الذي لا منطق له. وفي هذا الشأن يقول عبد القادر '' صاحب محل الملابس بساحة اودان '' أن الأوكازيون يعتبر فرصه كبيره لكل أصحاب المحلات، وموسم رزق وأن احتجاز بضاعة أمر غير حقيقي، لان البضائع كلها مراقبة من وزارة التجارة والصناعة، حيث ينص قرار وزير الصناعة، على أن يكون لكل مشترك أو محل تجارى، الحق في التصفية بعد موافقة مديريه التجارة والصناعة التابع لها، وتلتزم الشركات والمحلات المشاركة في الاوكازيون بعرض ثمن السلعة، مقترنا بقيمة التخفيض، التي تحدد حسب نوع وسعر قطعه الملابس، فلايمكن توحيد قيمة التخفيض'' ، مؤكدا أن الأسعار التي سيتم الإعلان عنها والتخفيضات ستكون حقيقية، ولن تشهد الأسواق الظواهر السابقة بوجود إنتاج محدد للاوكازيون، مضيفاً أن قطاع التجارة الداخلية، سيراقب مدى الالتزام بالضوابط ومنع الممارسات غير المشروعة، مع نشاط مكثف لجهاز حماية المستهلك. في حين أكد أحد التجار أن السبب الرئيسي للتخفيضات، هو التخلص من المخزون الذي بحوزته من جهة، وكي يتسنى لهم عرض المنتوج الشتوي، وعن الفئة التي تقصد محلات ''الصولد'' المختصة، في بيع الملابس النسائية وحقائب اليد قال أن السيدات والفتيات ذوي الدخل المحدود هن من ياتين بكثرة، في حين الأغنياء يأتون ليستفسروا عن عرض الملابس الشتوية، للموسم المقبل لإتباع جديد عالم الموضة''. وفي هذا الشأن أوضح السيد عمر صاحب محل الملابس أوربية الأصل بديدوش مراد قال'' إن كثيرا من الزوار والمتسوقين لا يصدقون للوهلة الأولى، بأن التخفيضات التي نجريها حقيقية، ولكنهم سرعان ما يتعرفون إليها من خلال السؤال عن أنواع المنتجات، وأسمائها وأسعارها ومصدر صنعها، ليتأكدوا بأن ما يرونه من أسعار هو حقيقة، وليس وهما ليبدؤوا بعد ذلك بالشراء بثقة وبكميات جيدة''، وقال إن موسم مفاجآت صيف الجزائر لهذا العام، يعتبر أفضل من المواسم الماضية من الناحية الاقتصادية، حيث أن الإقبال على الشراء يشهد، حركة تعتبر أكثر من الحركة، التي شهدها الموسم الماضي، وذلك يعود من وجهة نظري لعوامل عدة، أهمها انقشاع غيمة الأزمة الاقتصادية نسبيا، وإعادة الثقة للمتسوق بالسوق وبالبضائع والمنتجات وبأسعارها الرخيصة.