النّفايات البلاستيكية لا تشوّه مدننا فحسب بل البيئة المحيطة بنا، لذلك تعد هذه المادة حسب المختصّين من المواد غير القابلة للتحلل، وتحتاج إلى مئات السنين قبل أن تندثر بشكل نهائي، كما أن قابليتها للتفتت والتكسر تسمح لها بالانتشار على مسافات شاسعة بعيدا عن المكان الذي تمّ رميه فيها، حيث تنتقل بواسطة الرياح والماء إلى أماكن بعيدة جدا. وبالنظر إلى أنّ استخدام مياه الشرب المعبأة في القارورات البلاستيكية المختلفة الأحجام يزداد انتشارا خاصة بحلول فصل الصيف، فإن هناك كميات هائلة ترمى في حاويات النفايات، وأخرى كبيرة للأسف تلقى في الشوارع والمناطق المفتوحة، وتتميز بخفّة وزنها وكبر حجمها وبالتالي فهي تستهلك مساحة لا بأس بها من الحاويات إذا لم ترص بشكل جيد، كما أنها قد تتسبّب في سد شبكات الصرف الصحي في المدن، وبالتالي تؤدي إلى حدوث فيضانات داخل المدن. ومع الوقت يتحول البلاستيك إلى قطع أصغر يزداد خطرها على الحيوانات، فنتيجة لتفتته وتكسره فإنه قد يتحول إلى قطع صغيرة تتناولها الكائنات البرية، وتعتبر الحيوانات وبخاصة الطيور الأكثر تضررا من النفايات البلاستيكية إذ تقتل حسب إحصائيات عالمية مليون طائر سنويا و100 ألف حيوان من الثدييات في السنة، فضلا على أنّ تعلق بعض القطع في حنجرة الحيوان قد تؤدي إلى اختناقه، هذا ما يوحي بخطورة وتهديد هذه المادة على البيئة والثروة الحيوانية لما تحمله من مواد سامة. وفي ولاية ورقلة وعلى غرار العديد من الولايات، أضحى الوعي بخطورة وتهديد هذه المادة على البيئة يشكل أحد المظاهر التي تستدعي التوقف عندها، وذلك بالنظر للمبادرات الهامة التي تطلقها العديد من الجمعيات المهتمة بالبيئة وحتى التي تعد البيئة خارج اهتماماتها لجمع النفايات البلاستكية، ومن أجل التغلب على التلوث البلاستيكي الذي حمله شعار اليوم العالمي للبيئة هذه السنة، تمّ تسطير برنامج خاص لمختلف النشاطات التحسيسية بولاية ورقلة. وحسب معلومات المؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني بورقلة، فإن ما تمّ جمعه من مادة البلاستيك القابل للاسترجاع خلال 3 أيام الأخيرة فقط يتراوح ما بين 2,60 إلى 2,80 قنطار. هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ ذات المؤسسة تعمل وبشكل دوري على إطلاق حملات واسعة للتنظيف وجمع النفايات المنزلية والهامدة تمس مختلف أحياء وشوارع بلديتي ورقلة والرويسات، حيث تسخّر المؤسسة إمكانيات بشرية ومادية هامة من أجل ضمان حسن سير هذه الحملات التي تستهدف القضاء على النقاط السوداء التي يتم تشخيصها على مستوى ذات الجهة، وتنقل كمية النفايات المجمعة نحو مركز الردم التقني بمنطقة بامنديل (الضاحية الغربية لمدينة ورقلة)، الذي يقوم بدوره بمعالجة وفرز وإعادة تدوير واسترجاع النفايات القابلة للرسكلة والردم وفقا للمعايير البيئية المعمول بها. وتستقبل هذه المنشأة البيئية 150 طن من النفايات بمعدل يومي، يتم جمعها خلال شهر رمضان والذي بلغت نسبة إستقبال المركز فيه للنفايات الحد الأقصى لقدرة استيعابه، إذ تجاوزت ذلك إلى معدل 168 طن خلال يومي 29 إلى 31 من شهر ماي، كما قدّر ما تم جمعه من نفايات خلال شهر ماي ب 4 ملايين و404 ألف و100 طن من النفايات المنزلية و1129 طن من النفايات الهامدة حسبما ذكره ل «الشعب» رئيس مكتب المحاسبة والمالية عبد السلام داودي. يذكر أنّ ولاية ورقلة تحصي 3 مراكز للردم التقني من بينها مركز ورقلة، تقرت وتماسين ومن المنتظر أن تستفيد الولاية من أربعة مراكز للردم التقني في كل من دوائر سيدي خويلد، المقارين، الحجيرة والطيبات بعد أن تم الانتهاء من الدراسات التقنية الخاصة بها للانطلاق في انجازها في آفاق سنة 2019.