التزمت السلطات المحلية لوهران بالعمل على بعث رياضة كرة اليد بعاصمة الغرب الجزائري بعدما تراجع مستواها ونتائجها بشكل محسوس منذ أكثر من عشريتين. وعقد والي وهران، مولود شريفي، مؤخرا لقاء مع نجوم قدامى في الكرة الصغيرة الوهرانية، تم خلاله التطرق إلى العراقيل المتعددة التي تواجه المشرفين على هذه الرياضة الراغبين في إعادتها إلى الواجهة. وصرّح عبد الكريم بن جميل، الدولي الجزائري الأسبق، الذي كان من بين المشاركين في اللقاء: «خلال هذا الاجتماع الذي برمج بطلب منا، أبدى الوالي استعداده الكامل لمساعدتنا على إعادة أمجاد الكرة الصغيرة الوهرانية بعد عدة سنوات من الاخفاقات». ويرأس بن جميل منذ أربع سنوات الجمعية الرياضية ‘'كاستور'' (حي المقري) لكرة اليد، حيث يسعى رفقة لاعبين سابقين في مولودية وهران والمنتخب الجزائري لأن تكون جمعيته مدرسة مثالية للمواهب الشابة القادرة على العودة بالكرة الصغيرة بعاصمة الغرب الجزائري إلى سابق عهدها. وأضاف نفس المسؤول: «لقد استغلينا الفرصة كي نتطرّق مع المسؤول التنفيذي الأول بالولاية إلى المشاكل المتعددة التي تواجهنا والتي تعرقل كثيرا مسعانا لتكوين جيل جديد من اللاعبين، على غرار النقص المحسوس في القاعات الرياضية في ظل تزايد عدد الممارسين لكرة اليد بوهران». ويتواصل تقهقر الكرة الصغيرة الوهرانية بعدما كانت في السابق خزانا مهما لتموين مختلف المنتخبات الوطنية، وفي مقدمتها المنتخب الأول الذي بسط سيطرته على الساحة الإفريقية وكان يشارك بانتظام في البطولات العالمية في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. وتجسّد تقهقر رياضة كرة اليد بالباهية بنزول مولودية وهران إلى بطولة القسم الأول في نهاية الموسم المنقضي بعد عدة سنوات من المعاناة في البطولة الممتازة. وعلق بن جميل على هذا الإخفاق قائلا : «نزول مولودية وهران هو نتيجة حتمية للتسيير الكارثي للنادي الهاوي للمولودية. أنا جد حزين لهذا المصير الذي يلقاه فريقي السابق الذي ترعرعت به رفقة عدة نجوم للكرة الصغيرة في الجزائر. أعتقد أن والي وهران يدرك هو الآخر حجم المشاكل التي تواجه فريق كرة اليد لمولودية وهران والكرة الصغيرة الوهرانية بشكل عام، وقد أبان عن نواياه الحسنة للتكفل بهذه المشاكل من أجل مساعدتنا على إعادة بعث هذه الرياضة في الولاية، خاصة وأنه أبدى إعجابه بالعمل القاعدي الذي تقوم به عدة جمعيات رياضية محلية». واختار عدد من نجوم كرة اليد الوهرانية السابقين التحول إلى ميدان التدريب أو التسيير في بعض الأندية المحلية، حيث يركزون على التكوين ضمن مخطط بعث هذه الرياضة بالمدينة، وهو العمل الذي يصفه المتابعون بالمشجع بالنظر إلى النتائج التي بدأت تحرزها سياستهم والتي ترجمها تأهل ثلاثة فرق وهرانية إلى نهائيات كأس الجزائر في الأصناف الصغرى هذا الموسم، ويتعلق الأمر بكل من جمعية كاستور (أقل من 18 سنة / إناث) وودادية كرة اليد (أقل من 20 سنة / إناث) وهلال مسرغين (أقل من 19 سنة / ذكور).