وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون أمس الأحد إلى سنغافورة قبل يومين من انعقاد قمتهما التاريخية، بعد عقود من انعدام الثقة والتوترات بين البلدين. وستكون الترسانة النووية الكورية الشمالية التي كلفت بيونغ يانغ سلسلة من العقوبات الدولية على مرّ السنوات، في صلب كل النقاشات. وقد حطت الطائرة الرئاسية الاميركية «اير فورس وان» في سنغافورة مساء امس، وعلى متنها أول رئيس أميركي يمارس مهامه يفاوض مباشرة وريث أسرة كيم الحاكمة. وسبق الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ترامب إلى سنغافورة، وقد إلتقى رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ. وحسب جلّ المراقبين السياسيين، فإن أبعد من الصورة التي سيلتقطها ترامب وأون في قمتهما التاريخية، والتي لم يكن من الممكن تصوّرها منذ أشهر عندما كانا لا يزالان في خضمّ تصعيدهما الكلامي، تُطرح أسئلة كبيرة حول نتيجة هذه القمة التي سيراقبها العالم بأسره عن كثب. ووفق القراءات، فإن واشنطن ستطالب بنزع الاسلحة النووية الكورية الشمالية «بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا عودة عنه»، وقد تستجيب بيونغ يونغ لهذا الطلب بعد أن تعهدت مرات عدة بجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية. لكن تحقيق هذا الهدف سيأخذ حتما بعض الوقت وسيتم خطوة خطوة، «إذ لا يمكن - كما قال أحد الخبراء - تخيّل أن رجلا، كان نظامه منذ سنوات عديدة يؤكد أنه بحاجة الى الأسلحة النووية لضمان أمنه، يتخلى عنها بضربة واحدة، حتى مقابل تعويضات اقتصادية كبيرة». وتحدّثت واشنطن عن احتمال التوصل الى اتفاق مبدئي لوضع حدّ للحرب الكورية. وقد انتهت الحرب الكورية (1950-1953) بهدنة وليس بمعاهدة سلام، ما يعني أن الكوريتين لا تزالان في حال حرب. وقبل مغادرته كندا، عبّر ترامب مرة جديدة السبت عن تفاؤله ازاء هذه القمة التي يأمل في أن تكون علامة فارقة في عهده الرئاسي. قال: «أشعر أن كيم جونغ اون يريد أن يفعل شيئا رائعا لشعبه ولديه هذه الفرصة». واعتبر أن القمّة «فرصة فريدة لن تتكرّر أبدأ». وتحدّث ترامب الخميس عن احتمال دعوة الزعيم الكوري الشمالي الى البيت الأبيض إذا كان اللقاء الأول جيدا. هذا وقال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الذي التقى كيم جونغ اون مرتين في بيونغ يانغ، انه يعلق آمالا على هذه القمة، بأسلوب أكثر تحفظا. وكتب في تغريدة «على متن الطائرة «اير فورس وان» في الطريق إلى قمة سنغافورة. مستقبل أفضل ممكن لكوريا الشمالية». وبدأت في مارس تتشكّل معالم هذه القمة في البيت الأبيض عندما نقل موفد كوري جنوبي دعوة من كيم جونغ اون الى دونالد ترامب الذي قبلها على الفور، ما شكل مفاجئة للجميع.