لقاء تاريخي لأول زعيم كوري مع امريكا كيم جونغ اون قائد شاب يحتلّ واجهة الساحة الدولية تعيش كوريا الشمالية منذ عقود عزلة دولية. إلا أن زعيمها كيم جونغ اون سيكون تحت الأضواء على الساحة الدبلوماسية الدولية الثلاثاء أثناء لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكانت تنقلات والده وجدّه تقتصر على دول الاتحاد السوفياتي ودول عدم الانحياز علما أن خوف والده كيم جونغ ايل من ركوب الطائرة كان أمرا معروفا. لكن وريث السلالة الحاكمة في بيونغ يانغ الذي يبلغ من العمر 35 عاماً تقريبا عبّر مرات عديدة عن تصميمه على وضع بصماته في التاريخ من دون مغادرة أراضي بلاده. وبلغت قدرات كوريا الشمالية النووية في عهده ذروتها رغم التوترات. وفي نقطة تحوّل كبيرة تستقبل سنغافورة اول لقاء بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأميركي الحالي لتتويج سلسلة لقاءات عُقدت في وقت قياسي. ووصل كيم الأحد إلى سنغافورة. وفي العام الماضي وصف كيم ترامب بأنه مختل عقليا وخرف . أما اليوم فيبدو أنه بدّل موقفه متحليا بالادب وحتى التودد أثناء لقاءاته الأربعة مع الرئيسين الصيني شي جينبينغ والكوري الجنوبي مون جاي ان. وعام 2011 ورث كيم الذي كان في العشرينات من عمره مقاليد الحكم في جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية. وكان يُعتبر في ذلك الحين عديم الخبرة وعرضة للتأثر ويمكن أن يتلاعب به مسؤولون كبار في النظام المنغلق. في المقابل تلعب شقيقته كيم يو جونغ دور أقرب مستشارة بشكل متواصل إلى جانب كيم في رحلاته الدبلوماسية. وقد أوفدها الى كوريا الجنوبية أثناء الألعاب الأولمبية الشتوية في فيفري ويحرص الزعيم الكوري الشمالي حرص على الظهور أقرب إلى الناس على الأقل في الإعلام الرسمي. فخلافا لوالده الذي كان نادرا ما يتحدث ويبتسم للجمهور يبدو كيم جونغ اون في صوره شخصية أقرب إلى الناس. فهو يظهر في صور وهو يمازح عسكريين ومسؤولين في النظام وأشخاص عاديين. ومن تسريحة شعره إلى طريقته في اللبس والحديث كل شيء يبدو وكأنه يهدف الى التذكير بجده مؤسس كوريا الشمالية كيم ايل سونغ الشخصية المحترمة جدا. رخاء وتحرص كوريا الشمالية على حماية صورة العائلة الحاكمة بشدة. فصور والده وجده تنتشر في كل مكان وجثمانهما مدفونان في قصر كومسوسان في بيونغ يانغ. ويبقى كيم ايل سونغ الذي توفي عام 1994 رسميا الرئيس الأبدي لكوريا الشمالية. ويشغل حفيده بشكل أساسي منصب رئيس لجنة شؤون الدولة. وخلافا لأخيه الأكبر الذي عاش شبابه في أجواء الحرب ضد اليابانيين كانت حياة كيم جونغ تتسم بالرخاء. ولم يكشف زواج كيم جونغ اون إلا في جويلية 2012 مع نشر صور شابة تدعى ري سول جو. وذكرت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية أن الزوجين رزقا بطفل ثالث مطلع 2017. أمضى كيم جزءا من دراسته في سويسرا حيث كانت تعتني به خالته كو يونغ سوك وزوجها. ويصفه المدرسون وأصدقاؤه في الدراسة الذين لم يكونوا على علم بأنه ينتمي إلى الأسرة الحاكمة في كوريا الشمالية بأنه كان صبيا خجولا يحب التزلج وافلام النجم السينمائي جان كلود فان دام. لكن من المعروف انه كان موعودا بتولي قيادة البلاد منذ أن كان في الثامنة من العمر عندما تسلم بزة عسكرية من الجيش وحياه أرفع العسكريين. لكنه لم يظهر على الساحة العامة إلا في 2008 بعد إصابة والده بجلطة دماغية عندما سرّع النظام الاستعدادات لانتقال السلطة داخل العائلة. سنغافورة: كل شيء جاهز لقمة ترامب كيم وسط إجراءات أمنية مشددة تستعد جمهورية سنغافورة لقمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وفيما وضعت الحواجز ونقاط التفتيش في عدد من الشوارع وشددت إجراءات الأمن حول فندقي سانت ريجيس وشانغريلا الفخمين اللذين يتوقع أن يقيم فيهما الزعيمان خلال الزيارة من دون تأكيدات رسمية. وقال وزير خارجية سنغافورة فيفيان بالاكريشنان إن كل شيء جاهز في بلاده لاستضافة قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون التي من المقرر انعقادها في البلد الواقع جنوب شرقي آسيا الثلاثاء المقبل. وأكد بالاكريشنان من بكين التي يزورها بعد زيارته كوريا الشمالية أن الأمور ستبدأ في الحدوث في غضون 24 ساعة قادمة دون أن يفسر تصريحاته لمراسلين سنغافوريين. لكن بالاكريشنان أبلغ المراسلين بأن واشنطن وبيونغيانغ تشعران بالرضا إزاء الترتيبات وأنه رأى لدى الجانبين رغبة وإرادة للتخلص من القيود الموجودة منذ سبعة عقود خلت . ويخطط ترامب وكيم للقاء في سنغافورة الثلاثاء المقبل في لقاء سيصبح أول قمة بين زعيم كوري شمالي ورئيس أميركي في المنصب. ومن المتوقع أن يصل الزعيم الكوري الشمالي إلى مطار شانغي في سنغافورة امس الأحد ومن المقرر أن يلتقي مع رئيس وزراء الدولة المضيفة لي هسين لونغ لدى وصوله. وكان الرئيس الأميركي أعلن أنه سيلتقي بالزعيم الكوري الشمالي في سنغافورة يوم 12 جوان الجاري.كما أعلن ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الحكومة اليابانية إمكانية توقيع اتفاق حول إنهاء الحرب الكورية خلال لقائه مع زعيم كوريا الشمالية. من ناحيته قال وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف إن القمة ستتناول قضية معاهدة السلام بين سيؤول وبيونغيانغ. وأوضح الوزير الروسي للصحفيين: سيبحثان من بين أمور أخرى معاهدة سلام لذلك كل شيء يتطور وفقاً لخريطة الطريق الروسية الصينية . وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن ترامب مستعد لتقديم ضمانات أمنية لكوريا الشمالية مضيفاً: يدرك الرئيس أن لدى كوريا الشمالية رغبة في ضمان أمنها وهو مستعد لضمان أن تكون كوريا الشمالية التي تتخلى عن أسلحة الدمار الشامل آمنة .