بعد نهاية منافسات الجيدو، خصّنا المدير الفني الوطني سليم بوطبشة بحوار تحدث فيه عن نتائج النخبة الوطنية في الألعاب المتوسطية و كذا مستقبل الجيدو الجزائري و الطموحات الفنية التي تمكن هذه الرياضة من العودة الى الواجهة في المنافسات الدولية. (الشعب): كيف تقيّم نتائج المنتخب الوطني في ألعاب تاراغونا ؟ بوطبشة - النتيجة المسجلة ليست مرضية حيث كان بامكاننا تحقيق أحسن بكثير و نيل على الأقل ميدالية ذهبية بحكم تواجد عدد من المصارعين الجزائريين الذين لهم مستوى محترم و خبرة في المنافسات الدولية ..بالرغم من أننا نقول أن النتائج لم تكن بعيدة عن مشاركتنا في دورة مرسين التي نال فيها الفريق الوطني للجيدو ثلاث ميداليات برونزية. - لما تعود هذه النتائج التي لم تكن مرضية، كما قلت ؟ الأمور تعود الى وجود خلل في التحضير لهذه المنافسة حيث وقفت على وضعية لاحظت فيها أن المصارعين لم يكونوا مستعدين و محضّرين بالكيفية التي تسمح لهم السير بشكل جيد في هذه المنافسة المتوسطية .. فلا يمكن التحجج أننا لم نشارك في دورات دولية تحضيرية لأن حوالي 70 ٪ من المصارعين يتمتعون بخبرة معتبرة .. كما أننا حضرنا لهذه الدورة بأبطال الجزائر أي أنهم الأحسن في الوقت الحالي . في هذا الإطار فإنني تفاجأت لعدم ظهور مصارعين ذوي مستوى عالمي بالوجه الذي كان منتظرا منهم في مثل هذه الدورات، على غرار زرداني هود .. إلى جانب ذلك فإننا لا بد من التأكيد بهذه المناسبة أن مستوى دورة تاراغونا كان رفيعا بمشاركة أبطال عالميين و أولمبيين على غرار نسرم هاجر التي واجهت بطلة أولمبية و لم تكن عملية القرعة في صالحها .. و أقول بذلك أننا لا يمكن أن نطلب الكثير من مصارعينا عندما تكون القرعة ليست في صالحهم كما قدمت لك في هذا المثال .. فأحيانا عملية القرعة قد تساعد المصارع و يذهب بعيدا في المنافسة و أحيانا أخرى يحدث العكس . - ألن تؤثر هذه النتائج المتواضعة على الجيدو الجزائري؟ لن تؤثر .. وإنما لا يمكننا مواصلة العمل بهذه الطريقة حيث عينت على رأس المديرية الفنية، منذ شهرين فقط، و أسعى لرسم استراتيجية ترتكز على أهداف متوسطة المدى وكذا المدى البعيد تسمح لنا الحصول على نظرة مستقبلية نعمل من خلالها بارتياح و توفير الظروف الفنية المناسبة للمصارعين، وهذا بالاعتماد على تقنيين ذوي كفاءة وهم موجودين حاليا سوف يسيرون في هذه الخطة التي ممكن أن تعطينا نتائج كبيرة في المستقبل .. فلا يمكننا الاستمرار في العمل ضمن مقولة «يوم بعد يوم « بدون رؤية واضحة. - وكيف تكون هذه الاستراتيجية ؟ نفكر منذ الآن في الفريق الوطني للجيدو الذي سيمثلنا في الألعاب المتوسطية لسنة 2021 بوهران برسم خطة و اختيار العناصر التي يمكنها تحقيق نتائج في هذه الدورة .. و أصارحك أنني تمنيت أن يشارك في دورة تاراغونا تشكيلة تضم مصارعين شبان يمكنهم كسب الخبرة اللازمة و التحضير و الاستعداد لسنوات مستقبلية من أجل الحصول على نتائج . أقول أن الاستراتيجية الواضحة و العمل المنهجي لسنوات أوصل الجيدو الجزائري في الماضي القريب الى السيطرة على المستوى القاري ووصلنا الى نتائج عالمية وأولمبية .. فالعمل هو الأساس للوصول الى هذا المستوى .. لذلك سيتم اختيار الفنيين المؤهلين و نتركهم يعملون في ظروف أحسن تمكنهم من تقديم الكثير للجيدو الجزائري . - وكيف يتم العمل للوصول إلى نتائج ملموسة ؟ لقد بدأت المنافسات المؤهلة للأولمبياد القادم باليابان 2020 ، و لذلك لا بد من تحديد عدد من المصارعين الذين لديهم مستوى للتطور و الوصول الى المنافسة في الموعد الأولمبي لكي يكون العمل منهجي و عدم تضييع الوقت و «تمييع» المجهود .. و سيتبع هؤلاء الرياضيين برنامج عمل محدد و فرض منافسة كبيرة بين المصارعين .. فقد تأسفت كثيرا للمردود الذي قدم هنا بتاراغونا ، فلا يمكن المواصلة على هذه الطريقة . أقول لك أنني سطرت برنامجا لفئات الأصاغر الذين يتواجدون كلهم في تربصات من أجل تحضير الخلف بالشكل الجيد .