شكّل يوم الكشف والإعلان عن الشروع في إنجاز محطات توليد الطاقة بالمناطق النائية التابعة لولاية تمنراست، حدثا إستثنائيا ومهما بالنسبة للمواطن المحلي خاصة القاطن بكل من قرى امقيد، أراك ومولاي لحسن، نظرا للأهمية التي تكتسيها هاته المشاريع التي لطالما إنتظرها المواطن المحلي، من أجل التغلب والتكييف مع الظروف الطبيعية القاسية التي تمتاز بها معظم مناطق أكبر ولاية من حيث المساحة بالوطن من جهة، ومن جهة أخرى بالنظر إلى موقع هذه المناطق عن عاصمة الولاية، حيث نجد أن أقرب قرية تفصلها مسافة 250 كلم عن مركز الولاية ، في حين تصل الأبعد إلى 400 و580 كلم، مما حتم ضرورة إتخاذ التدابير اللازمة وبرمجة مشاريع من شأنها بعث التنمية فيها، وخلق مناصب عمل لشبابها، وخلق نوع ولو ضئيل من الرفاهية للمواطن البسيط. كشف خليفة جوادي، مسؤول الإتصال والعلاقات العامة بالمديرية الجهوية لشركة كهرباء الطاقات المتجددة غرداية، في إتصال مع «الشعب» أن الشركة شرعت في الأونة الأخيرة، بعد إنجاز مشروع مركز الطاقة الشمسية الضوئية الذي تم تجسيده، ودخل حيز الخدمة بعاصمة الأهقار بداية سنة 2015، والذي يتربع على مساحة 26 هكتار، وبسعة 13 ميغاواط، والذي يحتوي على 4092 لوحة شمسية، في إنشاء 03 محطات لتوليد الطاقة من أجل إنهاء معاناة مواطنين المناطق النائية لكل من (مولاي لحسن، أراك، امقيد) مع مشكل تذبذب توزيع الكهرباء التي عانى منها سكان هذه القرى لسنوات طويلة، حيث أن الشركة و في إطار البرنامج التكميلي للولاية، عززت القرى السالفة الذكر بمحطات لإنتاج الطاقة الكهربائية، حيث من المنتظر أن تنتج المحطات أزيد من 6 آلاف كيلو واط من الكهرباء، ما يجعل القرى في حالة إكتفاء فيما يخص مادة الكهرباء، والتي من المنتظر ان تفتح آفاق التنمية بهذه القرى، خاصة منها (أراك، مولاي لحسن) الواقعتان على مستوى الطريق الوطني رقم 01، وما تشهدانه من حركية كبيرة جراء التنقل بين الولاية والمناطق الأخرى. في سياق متصل، أضاف المتحدث أنّه تمّ الشروع في إنجاز 03 محطات لإنتاج الطاقة عن طريق الطاقة الشمسية، تضاف إلى المحطات التقليدية المتواجدة ليصبح الإنتاج مهجنا، أين سيتم السنة الجارية الشروع في إنجاز محطة بالمقاطعة الإدارية عين قزام 400 كلم جنوب عاصمة الأهقار، بسعة إنتاج 2.6 ميغاواط، ومحطة ثانية بدائرة تين زواتين الحدودية بسعة إنتاج 1.3 ميغاواط، وثالثة ببلدية «إدلس» بسعة إنتاج 1 ميغاواط. خلق أزيد من 140 منصب شغل لأبناء القرى أضاف المتحدث في سياق آخر، أن المشاريع الطاقوية التي يتم تجسيدها بالقرى، سمحت بخلق عدد معتبر من مناصب العمل، سيساهم بشكل ملموس في التقليص من البطالة، حيث أن الشركة أحصت 144 منصب عمل يستفيد منه شباب القرى بالدرجة الأولى، يتم تأهيلهم وتكوينهم للعمل مقسمين ما بين أعوان إستغلال وأعوان حراسة، الشيء الذي يجعل مثل هذه المشاريع لها إنعكاس إيجابي من جميع النواحي، بما في ذلك خلق الجو الملائم لبعث التنمية في شتى المجالات، ومنه خلق المزيد من مناصب العمل، خاصة وأننا في وقت أصبح فيه كل شيء مرتبط بالطاقة بجميع أشكالها المتاحة حاليا. هذا وتأتي هذه المشاريع في وقت عرفت فيه الولاية مؤخرا تجسيد مشروع ربطها بالغاز الطبيعي (تديكلت تمنراست) على بعد قرابة 600 كلم، لتعزز جملة المشاريع التنموية التي تستفيد منها أكبر ولاية في الوطن من حيث المساحة بين الحين والأخر، في خطوة لجعلها تواكب نظيراتها من الولايات الأخرى في المشاريع التنموية الكبرى الموجهة للمواطن بشكل كبير.