في إطار القضاء على البيوت القصديرية، التي أصبحت وكرا للعصابات وإعادة التهيئة العمرانية لإعطاء وجه آخر للمدينة، كي لا تكون مفرغة للنفايات والمشاكل التي تنتج عنها، فقد انصب اهتمام الدولة الجزائرية وسياستها على تحقيق التنمية المستدامة، عبر العمل على استحداث مناصب شغل جديدة وخلق الثروة الإنتاجية الوطنية، كأول خطوة. وثانيا السهر على المراقبة الشديدة لكل المشاريع الكبرى التي من الممكن أن تمس بالبيئة وتؤثر عليها بشكل سلبي، ولهذا نلاحظ رفض الحكومة لإنشاء بعض المركبات الكبرى التي تلوث البيئة، بل الأكثر من ذلك، فقد تم غلق بعض المصانع الملوثة والتي سببت ضررا كبيرا للسكان والمحيط على حد سواء مثل مصنع الأميونت. زيادة على ذلك، فوجه العاصمة تغير من الجزائرالبيضاء إلى مدينة مليئة بالنفايات بسبب انعدام حس المواطنة والمحافظة على البيئة. وفي هذا الصدد، تعمل مؤسسة جمع النفايات المنزلية لولاية الجزائر''ناتكوم'' حاليا على التحضير لإعداد مخطط توجيهي لتسيير النفايات على مستوى ولاية الجزائر، انطلاقا من المخططات التي تقوم بها البلديات. وحسب المدير العام للمؤسسة، فإن هذا المخطط الشامل الخاص بولاية الجزائر ينطلق من البلديات التي تضع مخططات تأخذ بعين الاعتبار طبيعة المنطقة وعدد السكان وأوقات جمع النفايات المنزلية وتحديد أوقات إخراجها من قبل العائلات. وبالموازاة مع ذلك، تجري الوكالة الوطنية للنفايات التابعة لوزارة البيئة اتصالات أولية مع البلديات لدراسة المخططات التي سطرتها كل بلدية بغرض التوصل في نهاية المطاف إلى وضع مخطط شامل على مستوى ولاية الجزائر. مع العلم، أن هناك دراسة في مرحلة متقدمة يقوم بها مكتب دراسات مشترك جزائري - أجنبي، حيث ترمي هذه الدراسة إلى تحضير خطة رئيسية لجمع النفايات على مستوى ولاية الجزائر، والتي تتعدى الخطط الداخلية للمؤسسات أو خطط البلديات. كما تعمل الدراسة على تحديد المواصفات والشروط اللازمة لتسيير النفايات بالعاصمة، وإعطاء التوجيهات، انطلاقا من تحديد المشاكل الخاصة بها، مع إيجاد طرق التكامل بين مختلف الفاعلين بمن فيهم المواطن. وتجدر الإشارة، الى أن مؤسسة ''ناتكوم'' تعمل بالتنسيق مع وزارة البيئة على تحضير دفتر شروط لتنظيم مجال جمع النفايات الموجهة للاسترجاع وإعادة الاستعمال، مع العلم أن هناك مؤسسات وطنية تعمل في هذا الميدان، غير أنها مازالت تعمل بصفة عشوائية، كونها تفتقر إلى قنوات منظمة من شأنها تشجيع المنافسة في هذا المجال من جهة، ومن جهة أخرى تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني. وحسب مسؤول ''ناتكوم''، فإن نشاط جمع النفايات يتطلب وقتا كبيرا ليصبح منظما ضمن قنوات بداية من تغيير ذهنيات المواطنين، وصولا إلى اهتمام المؤسسات الصغرى والكبرى بهذا المجال ثم تواجد هياكل وقطاعات تهتم بالاسترجاع. وعلى صعيد آخر، شدد المدير العام لمؤسسة ''ناتكوم'' على ضرورة وضع قنوات منظمة للاسترجاع النفايات بمختلف أنواعها وإعادة إدماجها في الدورة الاقتصادية ليكون لها مردودية اقتصادية، داعيا إلى الاهتمام بجميع النفايات القابلة للاسترجاع وإعادة التصنيع.