انطلقت امس الاربعاء أشغال القمة ال 28 لحلف شمال الأطلسي «الناتو» في بروكسل بمشاركة 29 زعيم دولة, في ظل أجواء يطبعها التوتر و المخاوف على خلفية تكثيف الرئيس الامريكي دونالد ترامب لضغوطاته على حلفائه الاوروبيين و مطالبته لهم بمزيد من الانفاق وتقاسم الاعباء الدفاعية، وذلك قبل أيام قليلة من انعقاد قمة تاريخية روسية أمريكية في هلسنكي لبحث قضايا «التوازن الاستراتيجي و السيطرة على التسلح». وقد شن ترامب هجوما حادا على المانيا متهما اياها باثراء روسيا، الامر الذي ردت عليه انغيلا ميركل مؤكدة ان بلادها تتخذ قراراتها في شكل «مستقل». ويبدو ان محاولات الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الذي التقاه ترامب قبل افتتاح قمة حلف الاطلسي رسميا، لتقديم تفسيرات لم تقنع الرئيس الاميركي. وقال ترامب في معرض هجومه على أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الاوروبي ان «المانيا تثري روسيا. انها رهينة روسيا». واضاف «ان المانيا خاضعة بالكامل لسيطرة روسيا. انها تدفع مليارات الدولارات لروسيا لتأمين امداداتها بالطاقة وعلينا الدفاع عنهم في مواجهة روسيا. كيف يمكن تفسير هذا الامر؟ هذا ليس عادلا». من جهتها، قالت المستشارة الالمانية عند وصولها الى قمة حلف الاطلسي في بروكسل «يمكننا اعتماد سياساتنا الخاصة ويمكننا اتخاذ قرارات مستقلة» من دون ان تسمي الرئيس الاميركي في شكل مباشر. واضافت ميركل «المانيا تبذل الكثير لحلف الاطلسي. نحن ثاني اكبر مزود بالقوات ونضع غالبية قدراتنا العسكرية في خدمة حلف شمال الاطلسي». وكان الرئيس الاميركي ندد عدة مرات بمشروع انبوب الغاز نورستريم الذي سيربط مباشرة روسيابالمانيا وطالب بالتخلي عنه، وهذا المشروع يثير انقساما في صفوف الاوروبيين. كما هاجم ترامب بشكل عام أعضاء حلف الأطلسي الذين «لا يدفعون ما عليهم» للنفقات العسكرية كما قال . ويطالب الرئيس الاميركي بانتظام الاوروبيين بزيادة نفقاتهم العسكرية بهدف احترام تعهداتهم ورفعها الى 2% من اجمالي الناتج الداخلي لدولهم في العام 2024. وشكلت نفقات الولاياتالمتحدة العسكرية العام 2018 حوالى 70% من اجمالي النفقات العسكرية للحلف الاطلسي. وبعد قمة الأطلسي التي تختتم اليوم، يلتقي ترامب الإثنين نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي في اول قمة ثنائية تاريخية بينهما.