وسط قلق أوروبي من مزاج ترامب ** تواجه دول تحالف شمال الأطلسي أجواء متوترة وقمة صعبة تعقد في بروكسل ذلك أنها رهن مزاج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يضغط على حلفائه في الحلف بسبب ملفات عدة أبرزها الإنفاق العسكري ق.د/وكالات افتتحت أعمال قمة حلف شمال الأطلسي في ظل أجواء متوترة إذ يدعو الأوروبيون ترامب إلى تقدير حلفائه وسبق أن غادر ترامب واشنطن بمزاج عدواني مصرحا بطريقته بأن لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي قد يكون أسهل من قمة الأطلسي وهو بهذا السلوك يثير غضب الأوروبيين. وخلافا للهجة أسلافه اللبقة فقد خاطب رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك ترامب ليعبر عن مدى الانزعاج الذي تسببه انتقاداته اليومية ودعاه إلى تقدير حلفائه لأن أمريكا ليس لديها الكثير منهم . وذكر أيضا بأن أوروبا كانت أول من تصرّف بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على الأراضي الأمريكية. استياء أوروبي وبدا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ مستاء جدا من التوتر ولم يخفِ توجسه من مجريات القمة. فقال: لن أفاجأ بأن تكون محادثات حادة النبرة خصوصا في ما يخصّ النفقات على الدفاع . وسبق أن كرر ترامب مطالبه لحلفائه بزيادة إنفاقهم العسكري على الحلف مقارنا إنفاق أمريكا بما تنفقه باقي الدول من إجمالي إنتاجها المحلي. وتعهد الحلفاء في عام 2014 بإنفاق 2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي لبلدانهم على شؤون الدفاع بحلول عام 2024 لكن حوالي 15 دولة عضوا في الحلف بينها ألمانيا وكندا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا لا يزال إنفاقها على الدفاع تحت عتبة ال1.4 في المائة في 2018 وستكون غير قادرة على احترام وعودها الأمر الذي يثير غضب ترامب. وكتب الرئيس الأمريكي على تويتر قبل مغادرته إلى أوروبا: دول حلف الأطلسي يجب أن تدفع أكثر الولاياتالمتحدة يجب أن تدفع أقل. (هذا أمر) غير عادل إطلاقا . وقال ستولتنبرغ: آمل أن نتمكن خلال القمة من اجراء محادثات صريحة وصادقة حول الاختلافات في وجهات النظر لكن من واجبي أن أخفف تأثيرها على الحلف كي يبقى (هذا الأخير) حجر الأساس للأمن بين ضفتي الأطلسي . ورأى ستولتنبرغ أن كل القرارات التي ستُتخذ خلال القمة تهدف إلى تعزيز قدرة الحلف على الردع . وقال: الحلفاء لا يجب أن يزيدوا إنفاقهم لإرضاء الولاياتالمتحدة بل لأن ذلك يصبّ في مصلحتهم . وفي إطار المبادرة الأمريكية 4x30 ستتعهد دول حلف الأطلسي بأن تكون قادرة بحلول عام 2030 في غضون 30 يوما على نشر 30 كتيبة آلية و30 سرب طائرات و30 سفينة مقاتلة لتتمكن من مواجهة عملية عسكرية لروسيا التي تُعد مهاجما محتملا . وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: إننا زدنا مستوى أعداد قواتنا في الخاصرة الشرقية ونأخذ قرارات لتقديم تعزيزات بسرعة عند الحاجة. كل ذلك يساهم في جعل ردعنا موثوقا . ميركل ترد على ترامب قبل المواجهة من جهتها ردت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل سريعا أمس الأربعاء على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قال فيها إن ألمانيا رهينة لروسيا. وقالت ميركل لدى وصولها إلى قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل إن ألمانيا تتخذ قراراتها بشكل مستقل دون أن تشير إلى تصريح ترامب صراحة. وصرحت ميركل المتحدرة من ألمانيا الشرقية سابقا: لقد عشت في قسم من ألمانياالمحتلة من قبل الاتحاد السوفييتي. أنا سعيدة جدا لأننا متحدون اليوم بالحرية بصفتنا جمهورية ألمانيا الفيدرالية. يمكننا بالتالي اعتماد سياساتنا الخاصة واتخاذ قرارات مستقلة . وكان الرئيس الأمريكي استهل جولته الأوروبية في وقت سابق الأربعاء بتصريحات هجومية ضد حلفائه لاسيما ألمانيا متهما إياها بانها رهينة روسيا في إمدادات الطاقة. وقال إن ألمانيا تثري روسيا مضيفا إنها تدفع مليارات الدولارات لروسيا عن إمداداتها للطاقة وعلينا أن ندفع من أجل حمايتها في مواجهة روسيا. كيف يمكن تفسير هذا الأمر؟ هذا ليس عادلا . ويشير ترامب في كلامه إلى مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2 الذي سيضاعف كمية الغاز الطبيعي الذي يمكن لروسيا أن ترسله مباشرة إلى ألمانيا ويمر عبر دول مثل أوكرانيا. وتستورد ألمانيا 60 في المائة من إجمالي إمدادات الغاز من روسيا وبنسبة أقل على النرويج طبقا لوكالة بلومبرغ . وطالب ترامب ألمانيا بزيادة نفقاتها العسكرية بهدف احترام التزامها برفعها إلى 2 من اجمالي ناتجها الداخلي في 2024. وعلقت ميركل على هذا التصريح قائلة ألمانيا تبذل الكثير لحلف الأطلسي. نحن ثاني أكبر مزود بالقوات ونضع غالبية قدراتنا العسكرية في خدمة حلف شمال الأطلسي .