فيما تستمر عمليات الاحتجاج تواترت الأنباء عن تعرض عدد كبير من السجناء وذويهم في سجني أبو زعبل والقطا لمجزرة أوقعت عشرات القتلى. وقال شاهد عيان -وهو شقيق لأحد السجناء- في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت: إن 172 قتلوا وجرح 203 من سجناء سجن القطا في الجيزة إثر إطلاق ضباط الشرطة الرصاص عليهم بعدما أشعل مساجين القسم الجنائي النيران فيه، بالتزامن مع زيارة أهالي المساجين لذويهم. وأكد الشاهد في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن الضباط أطلقوا الرصاص والقنابل على الآلاف من الأهالي الزائرين. مما أسفر عن مقتل أحدهم وجرح أربعة آخرين، بينما كان الأهالي يهتفون لتحرير ذويهم. وقام الضباط بإطلاق الرصاص بأنفسهم -وفق شاهد العيان - بعد أن رفض أفراد الشرطة أوامر الضباط بإطلاق النار على المساجين والأهالي. وكان السجناء منعوا من الأكل والماء والكهرباء، وتعرضوا لإطلاق النار قبل يوم. وقد رفض أفراد الجيش استغاثة الأهالي بمساعدة المساجين الذين يبلغ عددهم نحو تسعة آلاف مسجون، بحجة أن ذلك من اختصاص الشرطة وليس من اختصاصهم. وفي سجن أبو زعبل شمال القاهرة نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني قوله: إن عشرات الجثث موجودة على الطريق قرب السجن الواقع شمال القاهرة بعد أعمال شغب الليلة الماضية. أوقعت ثمانية قتلى على الأقل في صفوف المساجين. ولم تشر الوكالة إلى هويات القتلى أو ظروف مقتلهم. وكانت مصادر أمنية أشارت إلى سقوط ثمانية قتلى و123 جريحا عندما وقعت اشتباكات بعد أن حاول سجناء الهروب من سجن أبو زعبل. وقد فر آلاف السجناء من السجون بأنحاء مصر في خضم التدهور الأمني. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أمني قوله أمس: إن عدة آلاف من نزلاء سجن وادي النطرون شمال القاهرة على طريق مصر-إسكندرية الصحراوي فروا من السجن بعد اشتباكهم مع الحراس الليلة الماضية. وانتشروا في البلدات والقرى المجاورة. وأضافت: أن نحو 1000 شخص هربوا من أماكن الحجز في أقسام شرطة في القاهرة بعد حرقها ونهبها منذ بداية الاحتجاجات. كما فر عشرات السجناء من سجن في الفيومجنوبالقاهرة مساء أمس، في عملية أسفرت عن مقتل شرطي. وفي محافظة المنوفية قال الطبيب مصطفى شحاتة -أحد أطباء مدينة شبين الكوم- للجزيرة: إن السجناء فروا من السجن في المدينة الليلة قبل الماضية. وانتشروا في الشوارع واستولوا على أسلحة ويطلقون النار على المواطنين ما أوقع قتلى حيث لا يتواجد الجيش. ويقول نشطاء وسكان: إن أسباب انتشار ظاهرة السلب والنهب يعود لفرار السجناء من السجون في غمرة الاحتجاجات الغاضبة المطالبة بإسقاط النظام. وفي هذا السياق وجه المواطنون نداءات استغاثة للجيش المصري لحماية السجون التي تتعرض لمحاولات اقتحامها.