يقول الكاتب الراحل توفيق الحكيم «الناس يحتقرون الكلب رغم وفائه لأنه لا يعضّهم». والمعروف أن الكلب حيوان أليف، وقد يجعل الناس يشعرون بالخوف بسبب مرض يصيبه، وهو مرض الكَلَب المشتق من الكلْب. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الموضوع بالتفصيل، ولكن من المفيد تقديم الحقائق التالية: 1) أشهر الكلاب هو كلب أهل الكهف الذي بسط ذراعيه في مدخل الكهف، وأشهر كلبة هي براقش التي كانت لقوم من العرب تعرضوا لغارة في أحد الأيام، فهربوا وتبعتهم براقش فرجع الذين أغاروا خائبين.. سمعت براقش وقع حوافر الخيل فنبحت فدلّت المغيرين على أصحابها، فضرب بها المثل، حيث تقول العربُ في أمثالها «على نفسها جنت براقش». 2) حول صفة الوفاء في الكلب، روى الدميري في كتاب «حياة الحيوان» أن محمد بن حرب قال: دخلت على العتابي يوما فوجدته جالسا على حصير وبين يديه شراب في إناء وكلب رابض أمامه يشرب كأسا ويسقيه كأسا آخر، فقال له ما الذي أردت بما اخترت؟ قال إنه يكف عني أذاه ويكفيني أذى من سواه ويشكر قليلي ويحفظ مبيتي وهو من الحيوان خليلي. 3) صوت الكلب هو النباح، وقد شبَّهَ أحد العارفين بشؤون الموسيقى والغناء صوت أحد المطربين في مقام الهجاء فقال: وابن هلال إذا تنحنح للغناء يعوي مشابه الكلب ويقول أحد الشعراء في وصف كلبه لأهله: ليست الأنام كلاب إن كلبتنا لا تزال لحفظ الوداد عنوانا تحملت قسطها في البؤس صابرة لم تشكُ جوعا ولم تستجد إنسانا 4) شاهد أحد الشعراء كلابا للأمير وهي رابضة على وجه الطريق تأكل اللحم في حين هو يعاني الحرمان، فتمنى لو صار كلبا أو أن هذا الأمير أرفقه بكلب من كلابه المدلّلة وأكل اللحم.. رأيت كلاب مولانا وقوفا ورابضة على وجه الطريق 5) لام اللائمون الشاعر الجزائري الذي ترك الشعر واتخذ (ذبح الحيوان وبيعه حرفةً له) فقال: كيف لا أعشق الجزارة ما عشق وأترك الفنون والأداب فيها صارت الكلاب تحبُّني وبالشعر كنت أرجو الكلاب أراد بالكلاب الثانية البخلاء من الناس الذين كان يمدحهم فيكافئونه بالحرمان والبخل.