قبل أن تظهر نظريات علم النفس في التعامل مع الآخرين في العلاقات الانسانية والعلاقات الاجتماعية سبق للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام أن قال: ''كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك''. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الموضوع بالتفصيل ولكن من المفيد تقديم المعلومات والحقائق التالية: 1 ) قال إبن عباس: ''لجليسي علي ثلاث: أن أرمقه بطرفي إذا أقبل وأوسع له إذا جلس وأصغي إليه إذا حدث''، ويقال: ''لكل شيء محل ومحل العقل مجالسة الناس''، وكان من تحية العرب: ''صحبتك إلا فالح وكل طير صالح''. 2) على الانسان ألا يقبل بحديثه على من لا يقبل عليه، فقد قيل أن نشاط المتكلم بقدر إقبال السامع وليعلم الانسان أن لكل مقام مقال وخير القول ما وافق الحال وعلى المستمع إذا ورد عليه من المتكلم ما كان قد مر بسمعه أولا ألا يقطع عليه بل عليه أن ينصت حتى يستوعب منه القول وذلك من باب الأدب ولعله إذا صبر استفاد فائدة لم تكن في معلوماته حول الموضوع''. 3 ) يقول أهل التجربة ثمانية إذا أهينوا لا يلومون إلا أنفسهم : الجالس في مجلس ليس له بأهل المقبل بحديثه على من لا يسمعه والداخل بين اثنين في حديثهما ولم يدخلاه فيه والمتعرض لما لا يعنيه والمتآمر على رب البيت في بيته والآتي الى مائدة بدون دعوة وطالب الخير من أعدائه والمستخفف بقدر السلطان. 4 ) قال معاذ بن جبل رضي اللّه عنه: ''إذا التقى اثنان، فضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه ثم أخذ يده تساقطت ذنوبهما، كما تسقط أوراق الشجر''، ويقول أحد الصالحين: ''إياك أن تمازح لبيبا أو سفيها، فإن اللبيب يحقد عليك والسفيه يتجرذ عليك، أحيانا يخرق المزاح الهيبة ويذهب بماء الوجه ويعقب الحقد ويذهب بحلاوة الايمان والود بين الناس ويشين فقه الفقيه ويجرئ السفيه ويميت القلب ويكسب الغفلة والمذلة''. 5 ) إذا كان الشخص هجاما على أعراض الناس، فقد اكتسب صفة الكلاب ومن عادة الكلب أنه يؤذي من لا يؤذيه وإذا اعتاد شخص على العناد، إذا قلت نعم، قال لا وإذا قلت لا، قال نعم، ينتمي الى صفة الحمير، فمن عادة الحمار إن أديته بعد وإن أبعدته اقترب وإذا كان شخص يمشي بالنميمة بين الناس ويطرق بين الأحبة، فالحقه بعالم الظربان؟