عاشت ساحة أول ماي في حدود العاشرة والنصف صباح أمس مفارقة غريبة بين أنصار منظمي المسيرة من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وبوشاشي وعلي يحيي عبد النور وبين مواطني وسكان بلوزداد وسيدي أمحمد وأحياء عاصمية أخرى متبادلين شعارات مختلفة. وفي مقابل شعارات التغيير التي حملها المتظاهرون حول الديمقراطية والحرڤة والبطالة وتغيير النظام رد المواطنون بشعارات مناوئة لهم ك ''بوتفليقة ماشي مبارك'' و''لابوليس ديالنا'' و''تحيا الجزائر'' في إشارة لهم إلى رفض المسيرة ومنددين بأي انفلات امني يعود بهم إلى العشرية السوداء، ورد واضح على ما تخطط له الأيادي الأجنبية لزعزعة الأمن الذي دفعت بلادنا كثيرا لاستعادته. وأضفى موقف المواطنين على الوضع خصوصية جزائرية رافضين كل الإسقاطات التي تحاول بعض الفضائيات والجهات فرضها على الواقع الجزائري. وشدد المواطنون المنددون خاصة الشباب بالمسيرة على ضرورة العودة للهدوء واستقرار الأوضاع وإعطاء الفرصة للدولة لتنفيذ برامجها التنموية في مختلف القطاعات، مؤكدين على عدم اغترارهم مرة أخرى بأي اتجاه يدمر امن واستقرار الجزائر، مجددين ثقتهم في الدولة . وبخصوص توقيف بعض المتظاهرين من قبل رجال الأمن أوضح لنا مصدر من الشرطة أن عملية التوقيف تمت بجنحة التجمهر والتجمع في مكان عام وطريق عمومي بصفة غير قانونية والذي من شأنه الإخلال بالهدوء العمومي والمنصوص عليه في المواد 97 إلى 101 من قانون العقوبات تحت عنوان التجمهر. وفي سياق آخر عرفت الجزائر العاصمة أمس تعزيزات مكثفة وحواجز أمنية على مستوى الطرق الرئيسية المؤدية لها وخاصة ساحة أول ماي تحسبا لأي انفلات امني قد تأخذه المسيرة غير المرخصة حسبما أفاد به سابقا بيان لولاية الجزائر. من جهته أوضح بعض المواطنين المتواجدين بالساحة الذين قابلناهم يترقبون ما تؤول إليه الأمور أعربوا عن موقفهم الرافض لهذه المسيرة التي لا تهدف سوى إلى زعزعة الأمن والسكينة والمتاجرة بالشباب باعتبارهم وسيلة حماسية سهلة الاستدراج. وفي نفس السياق أدلى بعض الطلبة الجامعيين بعين المكان عن موقفهم من الحدث وقال لنا طلبة كلية الحقوق ''لن نشارك في مسيرة غير مرخصة وتعد جنحة في نظر القانون وإن كانت لنا مطالب فنحن من سيطرحها ولا نسمح لأي أحد أن يتكلم باسمنا''. كما أكد لنا طلبة العلوم السياسية أن هناك يدا خفية تقف وراء ما يحدث وغايتها زعزعة استقرار تحقق بجهود مضنية.