منعت قوات الأمن اليوم، المسيرة التي دعا إليها، التنسيقية الوطنية من أجل الديمقراطية و التغيير، واعتقلت العشرات منهم بساحة الوئام المدني (أول ماي) بالجزائر العاصمة قبل أن تخلي سبيلهم ساعات قليلة بعد ذلك. ضربت قوات الأمن التي سخرت بالمئات بساحة أول ماي طوقا امنيا على جموع المتظاهرين الذين تضاعف عددهم من عدد محدود إلى قرابة 500 متظاهر، ومنعتهم من السير في اتجاه شارع حسيبة بن بوعلي، ورغم أن المتظاهرون الذين ينتمون إلى التجمع من اجل الثقافة و الديمقراطية والرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، ومنظمات أخرى من المجتمع المدني، استطاعوا كسر الجدار الأمني و البدء في السير إلا ان قوات الأمن التي كانت مدججة بوسائل مكافحة الشغب، تداركت الوضع وضربت عليهم طوقا امنيا آخرا أسفل مستشفى مصطفى باشا. وقامت مصالح الأمن بحملة اعتقالات، وقال رئيس الرابطة الحقوقية، مصطفى بوشاشي أنه تم توقيف نحو 100 متظاهر من بينهم نساء اقتيدوا إلى محافظات شرطة مختلفة، غير أنهم تم إطلاق سراحهم بعد ساعات من ذلك ومن بين المعتقلين عضو التنسيقية فوضيل بومالة و أربعة نواب أعضاء في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وهم حيدر أرزقي ومحسن بلعباس والطاهر بسباس ومعزوز عثمان. و قد أعلنت وزارة الداخلية و الجماعات المحلية أنه تم إطلاق سراح 14 شخص "مباشرة"بعد إيقافهم كما أوقفت مصالح الأمن مصورا هاويا غير معتمد و يتعلق الأمر حسب مصدر أمني ب" رعية فرنسية تونسية يحوز على بطاقة مصور هاوي يعمل لفائدة جهاز إعلامي فرنسي". وقد حضر إلى المظاهرة رئيس التجمع سعيد سعدي والرئيس الشرفي للرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان علي يحيى عبد النور شعار "الشعب يريد تغيير النظام". وتفادت مصالح مكافحة الشغب استخدام القوة ضد المتظاهرين واكتفت بمراقبة الوضع والاعتقال دون عنف، كما خصصت شرطيات لتعقب المتظاهرات، وهتف هؤلاء بشعارات مناوئة للنظام و الحكومة، مستعيرين الشعار الذي استعمله التونسيون و المصريون في تنحية رئيسيهما من قبيل " الشعب يريد تغيير النظام"، بينما تفاجأ المتظاهرون بقدوم نحو 30 شابا ينحدرون من أحياء العقيبة وبلوزداد وبلكور مرددين شعارات مناهضة لكل من سعيد سعدي والمتظاهرين، وهم شباب صغار السن، دعوا سعدي الى"العودة الى فرنسا" و"كشف وثائق هويتك"في اشارة الى انه يخدم اجندة اجنبية,كما رددوا شعارات مساندة للشرطة "لابوليس حبابنا"و" الشرطة الحنينة وبوتفليقة رئيسنا وبوتفليقة ماشي مبارك، الله يبارك"، كما هاجم هؤلاء الشباب، كل من علي بن حاج وبعض الإسلاميين الذين التحقوا بالمسيرة، كما رددوا شعارات ضد بلعيد أبريكا الذي كان متواجدا بعين المكان،غير أنهم كانوا يطالبون بالشغل و السكنات، ودعوا الرئيس بوتفليقة إلى تنحية الوزير الأول أحمد أويحي. وحالت قوات الأمن بين المتظاهرين وهؤلاء الشبان المناوئين لهم تفاديا لصدامات، بينما طالب هؤلاء الشباب من الشرطة فسح المجال لهم للدخول في مواجهة مع المتظاهرين، غير أن أعوان الأمن رفضوا ذلك. وتعاملت قوات الأمن مع قيادات المسيرة على غرار سعيد سعدي ومصطفى بوشاشي وعلي يحي عبد النور بلباقة، وقد دعا بوشاشي جموع المتظاهرين إلى إخلاء المكان في منتصف النهار، وقال أن قيادة التنسيقية حريصة على "حقن دماء الجزائريين" وكان واضحا أن هؤلاء الشبان الذين التحقوا بالمسيرة "أفسدوا المسعى" ما دعا القيادة إلى تفريق المتظاهرين".