محمد الصالح يحياوي، مجاهد وقيادي بارز في حزب جبهة التحرير الوطني وواحد من صناع القرار في مجلس الثورة بقيادة هواري بومدين ،بالرغم من عظمة هذه الشخصية إلا انه كان يرفض الحديث عن ما قام به إبان الثورة من نضال ،وهو الذي خاض العديد من المعارك ضد العدو الفرنسي وتلقى أكثر من 18 رصاصة عبر تنقلاته كمسؤول عن جيش التحرير الوطني لكنه عنوان للشجاعة والوفاء والصبر. شهادات معبرة وصادقة ،نقلها لنا مجاهدون ورفقاء الفقيد الذي رحل عن عمر ناهز 81 سنة بعد صراع طويل مع المرض خلال تأبينية نظمها منتدى الحوار بعد 3 أيام من وفاته ، وهم الذين اجمعوا على شجاعة الفقيد وتمسكه بقول كلمة الحق دون خوف ولو كلفه ذلك حياته ،ما جعل منه الرجل الصادق والمخلص لوطنه والملتزم رغم الصعاب التي اعترضته والجحود الذي لقيه من بعض الجهات. ابن المدرسة الباديسية التي لا تعرف إلا الانتصار للجزائر وعدم التسامح بالمساس بمبادئ الحفاظ على مقومات الوطن ،كان متميزا في تفكيره ورؤيته وثقافته مقارنة برفقائه ،لطالما عشق القراءة والمطالعة إذ لديه آلاف الكتب ،عاش مناضلا في سبيل الوطن ومات عظيما بشهادة الجميع ،هي تصريحات مدير دار النشر الطاهر يحياوي الذي كان من أكثر المقربين للراحل. وكان للطاهر يحياوي الحظ في أن يكون أول من طبع كتب الفقيد الذي لطالما اختلف مع الجميع في الآراء ووجهات النظر لكن موقفه ثابت لا يتغير فيما يخص مصلحة الوطن ونوفمبر وجمعية العلماء المسلمين ،وحسب البعض فان عيبه الوحيد كان يكمن في أنه لا يحسن السياسة والمناورة والمجاملة إلا قول الحق بصدق وإخلاص غير مبال بالنتائج المترتبة عن الكلمة الصادقة من بينها «إذا كتب لجبهة التحرير الوطني أن تموت فلتمت واقفة ». «رجل شهم عنوانا للوفاء والشجاعة والصبر عشت معه أيام تكتب بأحرف من ذهب» ،هكذا وصف المجاهد والقيادي عبد الرحمان بلعياط الفقيد المجاهد العقيد محمد الصالح يحياوي الذي يعد من الرعيل الأول لضباط جيش التحرير الوطني ،موضحا انه عندما كان مسؤولا لا يرفض استشارة زملائه ولكن عندما يتخذ القرار لا يرجع عن موقفه ولا يخاف من شيء . تلقى الفقيد أكثر من 18 رصاصة في مختلف أجزاء جسمه عبر تنقلاته كمسؤول عن جيش التحرير الوطني والعمليات التي قام بها في اشتباكات مع العدو والكمائن التي نصبها المستعمر للقضاء عليه ، وفي أول رصاصة أصابته طلب من مرافقيه ان يتركوه فريسة للأعداء مفضلا الموت على إفشاء أسرار الثورة -على حد تعبير المجاهد بلعياط. من جهته أكد الوزير السابق محي الدين عميمور الذي كان شاهدا على نضال وتضحيات الفقيد المجاهد أن الحديث عن عظمة هذه الشخصية يجب ان يطول ولا تكفيه بعض ساعات لإبراز محاسن وخصال الرجل المثقف برتبة عقيد الذي كان يجتهد في كل ما يقوم به خدمة لمصلحة الجزائر وشعبها ومسؤولا ليس في المناصب ولكن في مواقفه الصائبة اذ لم يكن يختبئ وراء أي مؤسسة او أفراد أو شخص بل معروفا بشجاعته وصراحته والتزامه. وختم شهادته بالقول «لو كانت الشظايا تنبت أشجارا لكان محمد الصالح يحياوي مزرعة تخرج منها الأسلحة التي تحمي الوطن من كل المخاطر والتحديات».