عبر مسؤولو الهيئات الرسمية ومختلف الشخصيات الوطنية عن تأثرهم العميق، إثر وفاة الرئيس السابق والمجاهد علي كافي صبيحة أمس، مجمعين على أن الفقيد كان أحد رجالات الجزائر الأبرار الذين أبلوا البلاء الحسن في الدفاع عن حرية الوطن وسيادته، وظل مخلصا في خدمة الجزائر التي سخر لها كل حياته أثناء حرب التحرير ثم خلال مرحلة البناء والتشييد. واعتبر السيد بن صالح في برقية تعزية إلى عائلة المجاهد الرئيس المرحوم علي كافي رئيس المجلس الأعلى للدولة السابق، أن وفاة هذا الأخير "فاجعة ومصاب أليم"، مضيفا أن الجزائر فقدت "فيه قامة من زمرة المجاهدين الأبطال وصفوة الوطنيين الكبار". وأضاف بن صالح أنه برحيل المجاهد الرئيس المرحوم علي كافي "تخسر الجزائر أحد أبنائها الذين ما توانوا منذ اللحظة الأولى التي تنادي لها بعزيمة الثوار الأحرار، أولئك الأمجاد الأوائل الذين قادوا طلائع ثورة التحرير المباركة، فكان بينهم قائدا مقداما...إلى أن حمل باستحقاق أعلى الرتب العسكرية إبان الكفاح المسلح". وقال رئيس مجلس الأمة إن "الحزن الذي ألم بنا في هذه اللحظات الكئيبة يعبر عن المكانة الخاصة التي يحظى بها الفقيد بين رفاقه المجاهدين، ولدى الجزائريين الذين عرفوه مجاهدا وطنيا غيورا على الجزائر في فترة عصيبة تولي فيها بإخلاص وتفان رئاسة المجلس الأعلى للدولة بعد أن كان قد تقلد مسؤوليات ومهام وطنية رفيعة". واعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد محمد العربي ولد خليفة في برقية تعزية وجهها لأسرة الفقيد، "وفاة الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة، فاجعة على كافة أفراد الشعب الجزائري الذين يحيون الذكرى الخمسين لاستعادة الاستقلال الوطني"، منوها بمناقب الراحل "الذي شبّ منذ نعومة أظافره على حب الوطن والتضحية من أجله، وأسهم في الذود عنه والكفاح من أجل استرجاع استقلاله، مجاهدا ثم قائدا للولاية الثانية التاريخية" كما ذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني بالمسار النضالي للفقيد إبان ثورة التحرير الوطني، وأكد في هذا الصدد بأن المجاهد علي كافي الذي يعد أحد صناع الاستقلال، "كان مع إخوانه وأخواته ممن ضربوا أروع الأمثلة في الفداء والجود بالنفس والنفيس في سبيل وطننا المفدى"، مشيرا إلى أن الفقيد الذي "أدى الأمانة على أكمل وجه"، واصل نضاله بعد الاستقلال في مختلف مواقع المسؤولية التي تقلدها، والتي توجت بترؤسه المجلس الأعلى للدولة في ظروف "يشهد العدو قبل الصديق بصعوبتها". كما قدم الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، تعازيه الخالصة لأسرة وأقارب الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي، مسجلا بأنه قضى جل عمره مناضلا ومجاهدا في سبيل القضية الوطنية. وفي برقية تعزية بعث بها إلى أسرة الفقيد كتب السيد سلال: "بقلب خاشع مؤمن بقضاء الله وقدره تلقيت ببالغ التأثر والأسى، نبأ رحيل المجاهد الكبير الرئيس علي كافي رحمه الله وطيب ثراه وأفاض على روحه مغفرة و ثوابا، الذي وافته المنية بعد أن قضى جل عمره مناضلا ومجاهدا في سبيل القضية الوطنية إبان العهد الاستعماري، قبل أن يمارس عديد من المسؤوليات السياسية والدبلوماسية في جزائر الاستقلال إلى أن تقلد في الأخير منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة في مرحلة من أدق المراحل التي شهدها تاريخ بلادنا المعاصر". وأضاف السيد سلال في برقيته "إذ أشاطركم الآلام والأحزان في فقدان رجل من هذا الطراز، فإنه لا يسعني أمام هذا المصاب الجلل إلا أن أتقدم لكم ومن خلالكم إلى ذويه جميعا وكل رفقائه في السلاح والأسرة الثورية عامة، بأخلص عبارات التعازي وأصدق المواساة، متوسلا إلى المولى جل وعلا أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح الجنان مع الصديقين والأبرار وأن يلهمكم جميعا جميل الصبر وعظيم السلوان". كما تقدم الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني باسمه وباسم إطارات وأفراد الجيش الوطني الشعبي، بأخلص عبارات التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى عائلة الفقيد، راجيا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه وأن يلهم أهله وذويه والجزائريين جميل الصبر والسلوان. من جهته، نوه رئيس المجلس الدستوري، السيد الطيب بلعيز، بالخصال والمبادئ التي كان يتحلى بها الفقيد علي كافي، وذكر في برقية تعزية إلى عائلة المجاهد الراحل بأن الفقيد كان أحد رجالات الجزائر الأبرار الذين أبلوا البلاء الحسن في الدفاع عن حرية الوطن وسيادته، مبرزا بأنه الفقيد كان مجاهدا وطنيا مخلصا. وأضاف السيد بلعيز أن المرحوم علي كافي واصل بعد استرجاع الاستقلال الوطني خدمته للبلاد بكفاءة واقتدار في مختلف مواقع النضال والمسؤولية التي تولاها، وكذا كرئيس للمجلس الأعلى للدولة في ظروف عصيبة وحساسة، مؤكدا في نفس السياق بأنّ المرحوم "تجلت خصاله الوطنية المشهودة ومواقفه الثابتة في الذود عن كرامة البلاد وسؤددها مجددا، أثناء توليه رئاسة المجلس الأعلى للدولة". كما نوه وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد بوعبد الله غلام الله، بخصال ومبادئ المجاهد الراحل علي كافي، قائلا خلال كلمة ألقاها في ندوة علمية نظمت بمناسبة الاحتفال بيوم العلم إن "المجاهد الراحل علي كافي كان مناضلا ومجاهدا كبيرا، عزيمته الأساسية هي تحرير الوطن من الاحتلال واسترجاع الحرية والسيادة الوطنية". وأعرب السيد غلام الله على إثر هذا المصاب الجلل عن "تعازيه الخالصة إلى أسرة الفقيد والأسرة الثورية والشعب الجزائري"، مشيرا في ذات الوقت إلى أن "المجاهد الراحل علي كافي "ساهم أيضا بشجاعة في الحفاظ على وحدة الأمة والتصدي لظاهرة الإرهاب خلال العشرية السوداء، حيث قام في وقت صعب بتقلد منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة رغم الأوضاع الصعبة التي كانت تعيشها الجزائر آنذاك". وإثر المناسبة الأليمة، عبر الاتحاد العام للعمال الجزائريين من جهته عن تأثره لوفاة المجاهد علي كافي، معربا لعائلة الفقيد عن تعازيه الخالصة باسم كافة العمال الجزائريين، وداعيا الله تعالى أن يسكن الفقيد في جنة الرضوان ويلهم ذويه وأهله جميل الصبر والسلوان. كما قدم العديد من الشخصيات الوطنية ولاسيما منهم من عرفوا الراحل علي كافي عن قرب، شهاداتهم عن وفاء الفقيد لمبادئ الثورة وتفانيه في خدمة الجزائر خلال مرحلة الكفاح المسلح من أجل الاستقلال ثم أثناء مرحلة البناء، حيث صرح الوزير السابق إبراهيم شيبوط بأن الخصال التي كان يتمتع بها المرحوم علي كافي، أهلته للاضطلاع بعدة مسؤوليات سواء خلال الثورة أو بعدها، مشيرا إلى أن الفقيد كان "قوي الشخصية ومتزنا، لا يصدر عنه أي قرار قبل دراسة مختلف جوانبه، ولم يتهرب من المسؤولية وخدمة الجزائر عبر مساره النضالي. ومن جهته، ذكر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، أن الجزائر "فقدت أحد أبطال ثورة أول نوفمبر وأحد المخلصين الذين وهبوا حياتهم من أجل تحرير الجزائر من الاستعمار، وكذا الدفاع عن مواقفها ووحدتها الترابية خلال تقلده لمناصب المسؤولية أثناء الثورة وبعد الاستقلال"، فيما أكد رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام أن المرحوم لعب دورا كبيرا خلال الثورة في مواجهة الاستعمار عندما تقلد مسؤولية الولاية الثانية، مشيرا إلى أن الراحل الذي كان يتميز بمواقف هادئة وصارمة داخل المجلس الوطني للثورة، واصل المسيرة خلال مرحلة الاستقلال في مجال الدبلوماسية، حيث دافع عن توجهات ومواقف الدولة الجزائرية وكان ملخصا للوطن خاصة خلال أزمة التسعينات. ونفس الموقف عبر عنه رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك، الذي يرى بأن الجزائر فقدت أحد وجوه ثورة أول نوفمبر وأحد المجاهدين الذين التحقوا بالثورة من بدايتها، مؤكدا بأن الفقيد الذي كان يتمتع بأفكار وطنية أصيلة، كان له دورا كبيرا في تنظيم وتأطير الولاية الثانية خلال مرحلة الكفاح، ولعب دورا فعّالا في المجلس الوطني للثورة، في حين أكد الأمين العام لمنظمة أبناء المجاهدين مبارك خالفة، أن الجزائر خسرت بوفاة كافي مجاهدا خدم الجزائر وشعبها خلال الثورة التحريرية وأثناء معركة البناء، وأشار إلى أن المرحوم الذي كانت لديه مواقف صلبة وكان نزيها ومخلصا، اكتفى بالقليل في مذكراته بشأن الثورة التحريرية. وخلف خبر وفاة الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة، أثرا بليغا لدى العديد من الأحزاب السياسية التي عبرت عن حزنها العميق بافتقاد أحد رموز الثورة التحريرية وصناع نصرها، حيث نعى حزب جبهة التحرير الوطني إلى كافة الشعب الجزائري وفاة المغفور له بإذن الله، الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة المجاهد العقيد علي كافي، وتقدم بأصدق تعازيه وعميق مواساته إلى عائلة الفقيد وإلى كافة أبناء الشعب الجزائري والأسرة الثورية. وأضاف الحزب في بيان له أمس أنه "تشاء الأقدار أن تودع الجزائر في أقل من سنتين ثلاثة من مجاهديها ورؤسائها السابقين، وها هي اليوم تشيع واحدا من مجاهديها الأفذاذ وأبنائها البررة الذين لبوا نداء الواجب الوطني وكانوا في الصفوف الأولى سواء في مرحلة ثورة التحرير أو بعد استرجاع السيادة الوطنية". كما أشاد البيان بخصال المجاهد والقائد والدبلوماسي والرئيس علي كافي الذي سجل مع رفاقه المجاهدين الوطنيين المخلصين صفحات ناصعة في تاريخ الجزائر، متميزة بالعطاء والتضحية والتفاني والإخلاص لهذا الوطن الغالي، ووصفه بأنه كان "رمزا وآية في التحدي وحب الوطن". وأكد رئيس حركة مجتمع السلم، السيد أبوجرة سلطاني في هذا الإطار، أنه بوفاة المجاهد علي كافي "تكون المكتبة الجزائرية قد فقدت واحدا من أضخم مجلداتها الحافظة لذاكرة الأمة والموثقة للمآثر والناطقة باسم السيادة الوطنية". وبعد أن أعرب عن بالغ حزنه وأحر تعازيه وتعازي جميع مناضلي الحركة إلى أسرة الفقيد والأسرة الثورية وللشعب الجزائري، أوضح رئيس حركة مجتمع السلم بأن الفقيد المجاهد الثابت علي كافي توفي "في ظروف تشهد فيها الجزائر متواليات رحيل رجالها الكبار ومجاهديها وصناع ثورتها الكبرى ومن الذين سطروا صفحات تاريخها المشرق". من جهتها، اعتبرت حركة النهضة في بيان لها وفاة المرحوم "فقداننا لرمز وطني مخلص قدم لبلده ولشعبه ما يستحق من جهد وتضحيات"، ووصفت الفقيد بأحد أبطال ثورة التحرير المباركة وواحدا من صناع نصرها المجيد"، مشيرة إلى تولي الراحل علي كافي قيادة البلاد في ظروف المحنة وتمكنه بما لديه من وطنية اكتسبها أيام الثورة التحريرية رفقة أبطال الجزائر من المساهمة في إخراج البلاد من مرحلة الفوضى والاضطرابات والاقتتال إلى مرحلة الاستقرار وحقن دماء الجزائريين، "إذ لم يبخل يوما بجهد أو نصح لأمته". وبدوره عبر رئيس التجمع الجزائري، علي زغدود، عن بالغ حزنه إثر تلقيه نبأ وفاة المجاهد وصانع الثورة التحريرية والرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي. وقال في برقية تعزية لأسرة الفقيد إن "هذا الرجل يعد من قادة الثورة التحريرية البارزين الذين سجلوا صفحة تاريخية خالدة خلال كفاح الشعب الجزائري وأفنى جل حياته في خدمة الشعب والوطن".