أفاد شهود عيان ومصادر متعددة أن مدينة بنغازي، ثاني اكبر المدن الليبية ومدنا عديدة بشرق البلاد أصبحت خارج سلطة الحكومة الليبية، في وقت اتسعت فيه دائرة المظاهرات المطالبة بتنحي معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ 42 عاما. وسجلت ليبيا رقم قياسي في اعداد القتلى الذين سقطوا خلال ثلاثة ايام فقط نتيجة الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل القذافي وتغيير النظام. وفي هذا السياق كشفت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان يوم الجمعة إن قوات الأمن الليبية قتلت أكثر من 84 شخصا وارتفعت حصيلة أعمال العنف التي تهز ليبيا منذ الثلاثاء الماضي بشكل تدريجي. إذ اتهمت المنظمة ومقرها نيويورك السلطات الليبية بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين المسالمين، وبتوعدهم برد صاعق في حال استمرار الاحتجاجات. وذكرت تقارير اخبارية ان الاحتجاجات الشعبية في لبيبا اتسعت لتشمل مدن طبرق وتاجورا واجابيا ودرنة وشحات والبيضاء وبنغازي وطرابلس وزنتان. واضافت التقارير: أن قوة ليبية خاصة هاجمت أمس السبت مئات المعتصمين وسط مدينة بنغازي شمال شرق ليبيا وفرقتهم بالقوة، فيما شيع آلاف المواطنين في مدينة البيضاء بعض من سقطوا في المواجهات مع الأمن. كما تجمع متظاهرون في مدينة الزاوية للمطالبة برحيل القذافي واسقاط النظام. وكان متظاهرون قد أحرقوا يوم الجمعة مقر الإذاعة المحلية في بنغازي، وذلك بعدما انسحبت منه قوات الأمن التي كانت تتولى حماية المبنى. أنباء عن سقوط بنغازي في يد المتظاهرين ووفقا لمعلومات نقلت عن شهود فإنه تم إحراق جميع مراكز الشرطة في بنغازي، كما أحرقت مديرية الأمن في درنة. وروى الناشط الحقوقي عمار السنوسي من بنغازي للجزيرة: أن السلطة الليبية ليس لها أي وجود في بنغازي. وأفاد أن 40 شخصا على الأقل قتلتهم أجهزة أمن وعناصر مرتزقة الليلة قبل الماضية. وبحسب السنوسي فإن جميع السجون أضحت خاوية. مشيرا إلى إشاعات عن إطلاق سراح المساجين من قبل السلطات وإعطائهم أموالا مع وعود مغرية إن وقفوا ضد الثورة. وقال رمضان البريكي رئيس تحرير صحيفة قورينا ومقرها بنغازي والمحسوبة على سيف الإسلام، نجل العقيد القذافي: لقد حصل تمرد يوم الجمعة في سجن الكويفية. وفر العديد من السجون الأخرى. مضيفا: أن الفارين أضرموا النار في مكتب النائب العام المحلي وفي مصرف ومركز للشرطة. ومن ناحيته قال شاهد العيان عبد الباري ازوي من أجدابيا بشرق البلاد: إن المدينة سقطت منذ أمس الاول في أيدي المتظاهرين بعداحتجاجات ضخمة شارك فيها أكثر من 10 آلاف شخص. وأفاد الشاهد أن شرطة المدينة بسياراتها وأسلحتها الخفيفة انضمت إلى ما سماه الثورة. وروى الشاهد للجزيرة نت أن مظاهرات ضخمة جرت في ميدان الشهداء الذي كان يدعى ميدان الفاتح. وخلال الاتصال الهاتفي بدت أصوات المتظاهرين واضحة في الخلفية. وقالت مجموعتان ليبيتان معارضتان في المنفى إن مدينة البيضاء باتت في يد الشعب بعد أن سيطر عليها المحتجون، وانضم إليهم بعض من الشرطة المحلية. وذكر شاهد عيان آخر من طبرق أن كتائب الدروع وقاعدة جمال عبد الناصر الجوية بالمدينة انضموا لمطالب الشعب والتنسيق مع المتظاهرين لمنع دخول قوات القذافي، وذلك بتنسيق مع مدن درنة وشحات والبيضاء. وقال مصدر صحفي للجزيرة نت: إن منطقة الزنتان أحرق فيها كل ما يمثل الواجهة الرسمية للدولة، وسيطر المواطنون على الوضع بصورة شبه كاملة. ووفق مصادر ليبية, رفضت وحدات من الأمن المركزي بشرق ليبيا إطلاق النار، بل ساعدت المتظاهرين في طرد فرق أمنية أفريقية قيل إنها استُقدمت مع بلطجية مسلحين. اللجان الشعبية الثورية تهدد برد عنيف وصاعق وكانت اللجان الشعبية الثورية، قد هددت يوم الجمعة برد عنيف وصاعق على المتظاهرين المغامرين. وقالت: إن المساس بالخطوط الحمراء انتحار ولعب بالنار. وبث التليفزيون الرسمي الليبي يوم الجمعة لقطات أظهرت أنصار القذافي وهم يهتفون بحياته أثناء إحاطتهم بسيارته التي كانت تتقدم ببطء في أحد شوارع العاصمة طرابلس، بينما أضاءت الألعاب النارية سماء المدينة. استقالة عدد من أعضاء مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية من جهتها ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية: أن عددا من أعضاء مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية قدموا أمس الأول استقالاتهم رسميا إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، احتجاجا على تصاعد أعداد القتلى والجرحى في الاشتباكات الدامية بين القوات الليبية والمتظاهرين. ولم يكشف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ما إذا كان العقيد القذافي قد قبل هذه الاستقالات أم لا، لكنه أضاف: نعم تلقى مكتب القائد استقالات، لا نعرف الأسماء لكنهم من رفاقه في الثورة. وتظهر هذه الاستقالات وجود انقسام بين القذافي وباقي أعضاء مجلس قيادة الثورة، الذين نجح القذافي على مدى 42 عاما من سنوات حكمه في تحييدهم وتعيينهم في وظائف هامشية والانفراد بالسلطة من دون منازع. كما نفت مصادر ليبية رسمية للشرق الأوسط ما أشيع عن هروب بعض أفراد أسرة عائلة القذافي إلى الخارج مع احتدام المواجهات الراهنة في مناطق مختلفة من ليبيا بين السلطات الأمنية والمطابين بتنحي العقيد القذافي عن السلطة. وكانت السلطات الليبية قد قطعت خدمات الانترنت كليا في البلاد . الشباب يشكلون حركة أحفاد عمر المختار قالت مجموعة أطلقت على نفسها اسم حركة أحفاد عمر المختار إنّها تشكّلت من بعض الشباب الليبي بمختلف انتماءاته. وانبثقت من رحم الظلم والقمع المسلّط على الشعب الليبي على حد تعبيرها. ودعت حركة أحفاد عمر المختار الشعب الليبي إلى كسر حاجز الخوف والاستلهام من الشعبين التونسي والمصري وتوحيد الصفوف ولمّ الشمل من أجل مصلحة الوطن وفرض إرادته بالاحتجاجات والإضرابات حتى يحقق هدفه المتمثّل في تغيير النظام الجائر. وحثّت الحركة نفسها الليبيين على العمل من أجل التغيير، وقالت: إن الشعوب العربية وعت الدرس وأيقنت أن الشعب إذا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. أوباما قلق وبريطانيا تندد بالعنف حث وليام هيج وزير الخارجية البريطاني ليبيا أمس على وقف استخدام القوة ضد المحتجين. وطلب من حكومات الشرق الاوسط الاستجابة للطموحات المشروعة لشعوب المنطقة. وقال هيج في بيان: أندد بالعنف في ليبيا بما في ذلك أنباء باستخدام نيران الاسلحة الثقيلة والاستعانة بوحدة قناصة ضد المتظاهرين. واضاف: بوضوح فان هذا أمر غير مقبول ومروع. و طلبت فرنسا من رعاياها هناك توخي الحذر والابتعاد عن أماكن تلك المظاهرات حفاظا على سلامتهم. فيما أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلقه العميق من الأحداث الجارية في ليبيا. وفي النرويج ناشد مهاجرون ليبيون وسائل الإعلام العالمية تسليط الأضواء على ما وصفوه بانتهاكات قالوا إن السلطات تمارسها في حق ليبيين عزل يطالبون سلميا بالتغيير. كما استنهضوا شباب ليبيا لافتكاك حقوقهم.