جنود في الجيش الليبي ينضمون للمحتجين ارتفعت حصيلة قتلى الاحتجاجات في ليبيا إلى 84 قتيلا وعدد غير معروف من الجرحى، خلال ثلاثة أيام فقط، بحسب ما نقلته مصادر طبية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية. وهو رقم كبير مقارنة بضحايا الثورة في تونس ومصر، حيث لم يتجاوز عددهم في تونس مائة قتيل في ظرف شهر و300 قتيل في مصر في ظرف 20 يوما. في اليوم الرابع للاحتجاجات، بدأ المشهد يأخذ منحى آخر، في ظل تواتر الأنباء عن ''احتلال'' معارضي القذافي لمدن بأكملها بعد طرد أعوان النظام منها، كما هو الشأن بمدينتي بنغازي وأجدابيا والبيضاء، البعيدتين عن العاصمة بأكثر من ألف كيلومتر. وأفاد شهود عيان ومصادر إعلامية أن مدينة بنغازي، ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة طرابلس، ومدنا عديدة بشرق البلاد أصبحت خارج سلطة الحكومة الليبية، في وقت اتسعت فيه دائرة المظاهرات المطالبة بتنحي معمر القذافي. وخلال الاحتجاجات الدامية، تم إحراق عدد من مراكز الشرطة في بنغازي، كما أحرقت مديرية الأمن في درنة. وصرح الناشط الحقوقي عمار السنوسي من بنغازي لقناة الجزيرة أن ''السلطة الليبية ليس لها أي وجود في بنغازي، وأن 40 شخصا على الأقل قتلتهم أجهزة أمن وعناصر مرتزقة ليلة الجمعة''. وبحسب السنوسي، فإن جميع السجون أضحت خاوية، مشيرا إلى إشاعات عن إطلاق سراح المساجين من قبل السلطات وإعطائهم أموالا مع وعود مغرية إن وقفوا ضد الثورة. وبثت القنوات الفضائية صورا مأخوذة من موقع اليوتيوب، تظهر جنودا في الجيش الليبي ببنغازي انضموا إلى المتظاهرين، في حين أرسلت الحكومة الليبية قوات عسكرية إضافية إلى المدينة التي تبعد بألف كيلومتر عن العاصمة طرابلس. ونقل شهود عيان من مدينة أجدابيا بشرق البلاد أن المدينة سقطت منذ أول أمس في أيدي المتظاهرين بعد احتجاجات ضخمة شارك فيها أكثر من 10 آلاف شخص. وأفاد هؤلاء أيضا أن شرطة المدينة بسياراتها وأسلحتها الخفيفة انضمت إلى المتظاهرين. ونقلت منظمة ''هيومن رايت ووتش'' عن شهود ومصادر في مستشفيات قولها إن قوات الأمن الليبية قتلت 35 شخصاً في مدينة بنغازي في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الجمعة. وذكرت المنظمة أن تقديرها لعدد القتلى يرتفع بذلك إلى 84 على مدار ثلاثة أيام. وأضافت أن قتلى أول أمس سقطوا حين أطلقت قوات الأمن النار على المحتجين عقب تشييع جنازة عدد من المحتجين قتلوا في وقت سابق. ولم يصدر إحصاء رسمي لعدد القتلى. ومن جهتها، قالت صحيفة قورينا المقربة من سيف الإسلام القذافي، إنه جرى تسجيل سقوط 36 ضحية منذ بدء الاحتجاجات الثلاثاء الماضي. وأوضحت أن الحصيلة المتوفرة لدى مستشفى الجلاء ببنغازي هي 18 حالة وفاة، بينما كانت حصيلة الوفيات لدى مركز بنغازي الطبي 6 حالات. ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان من سكان بنغازي قوله أمس السبت: ''لا تزال أعداد كبيرة من المحتجين تقف أمام محكمة بنغازي. وقد قرر المعتصمون عدم مغادرة مكانهم''. ويحدث هذا في وقت شرعت السلطات الليبية في عمليات التشويش على بث القنوات الفضائية كالجزيرة، وتعطيل شبكة الأنترنت والهاتف النقال بشكل متفاوت الدرجة. وأكد ناشطون في ''ثورة فبراير''، على مواقع التواصل الاجتماعي، انقطاع خدمتي الكهرباء والمياه عن مدينة البيضاء، كما شهدت خدمة الهواتف المحمولة تشويشا بهدف إعاقة التواصل بين المتظاهرين. وتلقى عدد كبير من المواطنين في مدينة بنغازي رسائل نصية على هواتفهم المحمولة، يُعتقد أن مصدرها السلطات، حملت تهديداً باعتقالهم في حال التظاهر، واقتحام منازلهم إن خرجوا إلى الشوارع.