يشهد وادي بني عزة المتواجد بإقليم ولاية البليدة والعابر لبلديات كل من البليدة وأولاديعيش وكذا بني مراد حالة من الثلوث الخطير لحد أنه أصبح يشكل خطرا على الصحة العمومية سيما بعد اكتشاف أنه مصدر هام لانتشار وباء الكوليرا الذي ظهر في الآونة الأخيرة بالولاية ومس عددا من الولايات المجاورة لها. فالزائر لهذه الولاية التي اقترن اسمها في وقت سابق ب «الورود» يقف على صورة النفايات الملقاة بشتى أنواعها المنزلية والصناعية وكذا بقايا الأشغال المنزلية على جنبات الوادي وحتى بمجراه الممتد على مسافة 30 كلم لدرجة أنه أضحى يهدد صحة وبيئة المواطنين سيما القاطنين منهم بالبيوت الهشة بمحاذاة مجرى الوادي. وتناقلت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي المهتمة بالشأن المحلي صور هذه النفايات في خطوة لحمل المسؤولين على التدخل العاجل خشية ظهور أوبئة أخرى. ويتأزم الوضع بالنسبة لمجرى وادي بني عزة خصوصا بمنطقة بني عاشور وخزرونة حيث تراكم النفايات أصبح ديكورا ملازما لسكان المنطقة الوافدين إليها من مختلف ولايات الوطن. وكان هؤلاء قد شيدوا بجنبات الوادي بيوتا قصديرية استقروا بها منذ أكثر منعشرية من الزمن هروبا من ويلات الإرهاب وسط ظروف معيشية صعبة تنعدم فيها أدنى شروط الحياة ما جعل هذا الأخير مرتعا لمختلف الحشرات والحيوانات القارضة المنتشرة بالمكان الأمر الذي سبب لسكان المنطقة داء الكوليرا الذي افتك بحالتين من الولاية وإصابة العشرات بهذا الوباء . كما تسببت هذه الوضعية «الاستثنائية» التي يعيشها الوادي في تقليص مجراه بفعل الاعتداءات المتواصلة عليه من طرف المواطنين دون الاكتراث منهم بخطورة الوضع الذي نجم عنه في الآونة الأخيرة انتشار وباء الكوليرا في عدة نقاط منه. وتحمل مياه وادي بني عزة النابعة من منطقة سيدي الكبير حيث تكون عذبة نقية مختلف النفايات بمجرد وصولها إلى منطقة بن عاشور مرورا بكل من وادي لكحل ووادي فتيس بالبليدة ووادي مزفران بولاية تيبازة لتلقى إلى البحر مباشرة دون معالجة. وقد انعكست أثار هذه الوضعية السلبية التي تعيشها الولاية على الوجه العام للمدينة التي تحولت مختلف نواحيها وكذا وديانها على غرار سيدي الكبير الى مرتع لرمي النفايات راسمة بذلك نقطة سوداء تلاحق المسؤولين المحليين. وفي السياق حذر مختص في نظافة المحيط، يوسف أوراغي، في تصريح لوأج من خطر انتشار الفئران وشتى القوارض بالطوابق السفلية للأحياء السكنية وكذا أكوام النفايات التي تحاصر المدينة وكذا في محيط الوادي حيث وجدت هذه الأخيرة (القوارض) مرتعا مناسبا للتكاثر ما قد يتسبب في ظهور مرض الطاعون في حال عدم التدخل العاجل لمعالجة الوضع. وأضاف أن هذه الأخيرة تستدعي القضاء عليها بصفة استعجالية باعتبارها انها تتكاثر كل ثلاثة أشهر ما يزيد من خطورة الوضع على الصحة العمومية. عمليات استعجالية لتطهير الوادي وحملات تنظيف لمعالجة الوضع وحيال هذه الوضعية «الاستثنائية» أعلن الخميس الماضي والي البليدة بالنيابة،رابح أيت حسن،عن جملة من الاجراءات الاستعجالية لتطهير وتغطية وادي بني عزة بعد أن أكدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أنه مصدر وباء الكوليرا الذي مس ست ولايات عبر الوطن من بينها البليدة التي سجلت أكبر عدد من الإصابات. وتمثلت هذه الاجراءات التي كشف عنها السيد ايت حسن للصحافة على هامش زيارة وفد عن وزارة الري والموارد المائية للوقوف على وضعية هذا الوادي في إطلاق حملة لتطهير مجرى هذا الوادي وهي العملية التي انطلقت يوم الخميس الى جانب اتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية لحماية هذا الوادي من الانتهاكات وكذا الرمي العشوائي للنفايات.