التمرين التكتيكي”إكتساح 2018 “ تأكيد جيشنا بأنه الخلف الوفي لعهدأسلافه الجدارة والاستحقاق هما منارة الطريق لتثبيت نهج التداول على الوظائف والمناصب استعداد وجاهزية عالية لمواجهة التحديات الحاضرة والمستقبلية لحماية الجزائر قام الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 13 سبتمبر 2018، بزيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية الثالثة ببشار. الزيارة اُستهلت في يومها الأول من القطاع العملياتي الجنوبي بتندوف، حيث وبعد مراسم الاستقبال، ورفقة اللواء سعيد شنقريحة، قائد الناحية العسكرية الثالثة، أشرف الفريق على مراسم تسمية مقر ثكنة من ثكنات الدفاع الجوي عن الإقليم، باسم الشهيد السعيد عماري، وهذا بحضور أفراد من عائلة الشهيد التي تم تكريمها بالمناسبة. بعدها التقى الفريق بقيادة وأركان وإطارات الناحية، أين ألقى، بالمناسبة، كلمة توجيهية تابعها أفراد جميع الوحدات عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد، أشار فيها إلى الحرص الشديد الذي يوليه للإطلاع الميداني على أحوال وحدات الناحية العسكرية الثالثة، بكافة مستوياتها ومهامها، المنتشرة في هذه المنطقة الحيوية من ترابنا الوطني، ومعاينة الظروف العملية والحياتية لأفرادها، وتفحص مدى أداء هذه الوحدات القتالية للدور المحوري المنتظر منها وفقا للمهام المخولة لها: الفرد المنضبط يحرص دوما على أن يكون سلوكه منضبطا «تتمثل أهم تجليات العمل المنضبط في السهر على تطبيق توجيهات القيادة العليا في جميع المجالات التطويرية، بما في ذلك المجال الإعدادي والتحضيري والتعليمي والتكويني، وفي الحرص على أن يكون هذا العمل المؤدى عملا محترفا بأتم معنى الكلمة، ولا شك أن أرقى بل وأنبل سمة من سمات العمل الاحترافي الناجح، هي سمة الانضباط في العمل والاحتراف في التفكير، بمعنى أن الفرد المنضبط يحرص دوما على أن يكون سلوكه منضبطا، وعلى أن يكون تفكيره سويا بل ومنطقيا، فالاحتراف هو مظهر بارز من مظاهر تمسك الفرد بسلامة النية، وصفاء القصد، ونبل الأهداف وسموها، فالاحتراف الذي يتوافق مع خصوصياتنا الذاتية وقيمنا الوطنية التي ورثها الجيش الوطني الشعبي عن أسلافه الميامين في جيش التحرير الوطني، هو ذلك التنافس الشريف بين الأفراد على من يستطيع أن يخدم وطنه أكثر من غيره، وعلى من يستطيع أن يترك بصمته البيضاء الناصعة على سجل مساره المهني. فالتنافس على حب الجزائر والدفاع عنها هو من أرقى أنواع التنافس وأنبلها على الإطلاق، لأنه يسمو بصاحبه إلى مراتب رفيعة تخلد مساره المهني، وتسمو به إلى منازل عالية المقام، تتوافق بشدة مع قيم جيشنا ومبادئه العريقة، وتنسجم بالتأكيد مع الفطرة الإنسانية السوية، وذلكم هو صلب ومحتوى الاحترافية التي ننشدها في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، وأنتم تعلمون جيدا مدى الجهد الذي بذلته شخصيا في هذا الشأن رفقة كافة الخيرين في قواتنا المسلحة من أجل ترسيخ مضامين مثل هذه القيم النبيلة، هذه القيم التي لا نبالغ إطلاقا، إذا قلنا أنها الضمانة الوحيدة التي تكفل الارتقاء بالاحترافية لدينا إلى مرتبتها السامية المرغوبة. فذلكم هو الجيش المحترف الذي نريد بناءه، في ظل توجيهات ودعم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ولقد بلغنا من أجل ذلك، بفضل الله تعالى وقوته، أشواطا كبيرة، وقطعنا خطوات مديدة على هذا الدرب القويم والمحمود”. الولاء للوطن وحده والتشبع بقيم نوفمبر هما خارطة الطريق الفريق، وبخصوص التغييرات التي مست بعض الوظائف والمناصب القيادية العليا في الجيش الوطني الشعبي، أكد مرة أخرى أن مقياس الجدارة ومعيار الاستحقاق هما منارة الطريق الأصوب الذي نسلكه نحو تثبيت نهج التداول على الوظائف والمناصب، وجعله تقليدا عسكريا راسخا وسنة حميدة، تتيح فرصة تحفيز القدرات البشرية، وتثمين خبراتها الغنية والمتراكمة وتشجيعها على مواصلة بذل المزيد من الجهد على درب خدمة جيشنا الوطني الشعبي: «إن للجيش الوطني الشعبي رسالة مقدسة الخلفيات والأبعاد، سامية الأهداف، ونبيلة المرامي والمقاصد، رسالة محملة بقيم نوفمبر الأغر، ومتشبعة بمبادئ رجاله الغر الميامين، الذين عاهدوا فأوفوا بالعهد، وأخلصوا ولاءهم للوطن، فجازاهم الله خير الجزاء، فوفوا فأوفوا من رسالة يتعين أن يدرك كل فرد من أفراد الجيش الوطني الشعبي، بأن حملها أمانة عظيمة، وأن أداءها مسؤولية كبرى، وأنه يتعين على من يتشرف بواجب خدمتها، أن يؤمن بفكرتها، بل، وأفكارها الوطنية السامية والنبيلة، وأن يجسد ذلك بالعمل الميداني المثمر والمنتج، وأن يعتبر نفسه خادما للوطن، وللوطن فقط، وملتزما بأن يستوفيها حقها من الإحاطة والشمول، وتلكم هي خريطة الطريق التي تعمل القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي جاهدة من أجل توضيح معالمها، وأن تحدد معاييرها الموضوعية والصائبة، المتمثلة أساسا في أن تجعل سنة التداول على الوظائف والمناصب بمختلف مستوياتها، من سننها الحميدة بل والمطلوبة، وأن تجعل منها تقليدا طبيعيا وثقافة سائدة بل وضرورية، ينبعث من خلالها نفس جديد بين الصفوف، واندفاعة متجددة يعظم عبرها طموح الأفراد، ويكبر أملهم في جعل العمل المخلص لله والوطن، هو المعيار الوحيد لبلوغ مسؤوليات أسمى”. أفراد وحدات الناحية أكدوا من جهتهم من خلال تدخلاتهم على جاهزيتهم واستعدادهم الدائم لحماية الوطن من كافة أشكال التهديدات والمخاطر. في اليوم الثاني من زيارته: اختبار الجاهزية القتالية لوحدات القطاع وتطوير المعارف في اليوم الثاني من زيارته إلى الناحية العسكرية الثالثة، أشرف الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على انطلاق مجريات تنفيذ التمرين البياني المركب بالذخيرة الحية “اكتساح 2018 “.استمع الفريق إلى عرض قائد الناحية العسكرية الثالثة اللواء سعيد شنقريحة الذي قدم الفكرة العامة للتمرين ومراحل تنفيذه، فضلا عن عرض قائد القطاع العملياتي الجنوبي بتندوف وعروض مختلف السلاسل القيادية. ينفذ هذا التمرين التكتيكي بالذخيرة الحية بموضوع “مجموعة القوات الأولى في الهجوم من التماس المباشر مع العدو” الذي شاركت فيه الوحدات العضوية والوحدات الفرعية التابعة للقطاع العملياتي الجنوبي بتندوف، والذي يهدف إلى اختبار الجاهزية القتالية لوحدات القطاع، فضلا عن تدريب القادة والأركانات على قيادة العمليات، وتطوير معارفهم في التخطيط والتحضير والتنظيم والتنفيذ ووضعهم في جو المعركة الحقيقية. التحكم في استعمال منظومات الأسلحة والتجهيزات نتائج جد مرضية وبميدان الرمي للقطاع العملياتي، تابع الفريق عن كثب الأعمال القتالية التي قامت بها الوحدات المقحمة من القوات البرية، والجوية، والدفاع الجوي عن الإقليم، وهي الأعمال التي اتسمت فعلا باحترافية عالية في جميع المراحل وبمستوى تكتيكي وعملياتي جد مرضي يعكس جدية الجانب التخطيطي والتنظيمي، كما يعكس الكفاءة العالية للإطارات في مجال تركيب وإدارة مختلف الأعمال القتالية، ومهارة وقدرة الأفراد على التحكم في استعمال مختلف منظومات الأسلحة والتجهيزات الموضوعة في الخدمة، وهو ما أسهم في تحقيق نتائج جد مرضية في دقة الرمايات. في نهاية التمرين، التقى الفريق بأفراد الوحدات المشاركة شاكرا لهم الجهود الكبرى التي يبذلونها طوال السنة، وخصوصا خلال تحضير وتنفيذ هذا التمرين الذي كلل بالنجاح التام: «إن الأهداف التي نتوخى دوما بلوغها من خلال إجراء مثل هذه التمارين التكتيكية الاختبارية، هي ذات أهمية كبرى بالنسبة للمسار التطويري لقواتنا المسلحة، باعتبارها تسلط الضوء بطريقة سليمة وصحيحة بل وميدانية على مدى التجاوب ما بين الجانب النظري المتمثل في برامج التحضير القتالي وما يكملها في الشق الميداني والتطبيقي المتمثل في الإجراء السنوي لمثل هذه التمارين الميدانية، التي نعتبرها مسلكا ناجحا من مسالك العمل التطويري لقوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، والنجاح لا يكون كذلك إلا إذا كان نجاحا ملموسا تسنده النتائج المحققة على أكثر من صعيد. الاعتماد على رؤية واضحة المعالم أنتجت إستراتيجية ذكية الطرح والأبعاد فالنهج التطويري المتصاعد هو المقصد الأساسي الذي أولته القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي في السنوات القليلة الماضية عناية كبرى، وقد أثمرت هذه العناية ثمارها المرغوبة، بفضل ما حظي به جيشنا من توجيهات رشيدة ودعم كبير ومستمر من لدن رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ثمار سمحت وستسمح، بحول الله تعالى وقوته، بإبراز صدق الجهود ومثابرتها في كافة مجالات المهنة العسكرية، جهود استطاعت قواتنا المسلحة، وفي ظرف وجيز نسبيا، أن تحقق بفضلها إنجازات عديدة ومعتبرة بكل المقاييس، إنجازات تحققت في ظل الاعتماد على رؤية واضحة المعالم أنتجت إستراتيجية ذكية الطرح والأبعاد، قوامها وضع الثقة بصفة كاملة ومطلقة في القدرات الذاتية والاعتماد عليها، بعد الله سبحانه وتعالى، في مواصلة طريق الإصرار على النجاح مهما كانت الظروف والأحوال”. الفريق حث الجميع على أن يظلوا دوما على استعداد تام وجاهزية عالية لمواجهة كافة التحديات الحاضرة والمستقبلية، حماية للجزائر وذودا عن سيادتها وأمنها واستقرارها: «فكل هذه الأعمال الناجحة هي ثمرة بل ثمرات مستحقة لجهود مضنية في الميدان وتضحيات جسام تؤكد بصورة جازمة على ما يزخر به الجيش الوطني الشعبي من طاقات، وعلى صوابية تسخير هذه الطاقات المتوفرة تسخيرا لائقا ينبع أساسا من حسن مسايرة ما نرنو إليه من أهداف مشروعة وطموحة، نريدها دوما بأن تكون متكيفة تكيفا كاملا مع مرتكزات هويتنا الوطنية ذات الخصوصية الذاتية المتفردة من حيث التاريخ والجغرافيا ومن حيث القيم الوطنية الأصيلة والعريقة والمبادئ الثابتة، التي تبقى بصفة مستمرة تجد أمامها العديد من التحديات الحاضرة والمستقبلية التي تتطلب من أجل مواجهتها قوة تحميها وسندا يسندها، وتلكم مهمة قواتنا المسلحة ورسالتها المهنية الأبدية”. كما قام الفريق بتفتيش الوحدات والوحدات الفرعية المشاركة في هذا التمرين التكتيكي “إكتساح 2018”.إثر ذلك، استمع الفريق إلى تدخلات وانشغالات إطارات وأفراد القطاع، الذين جددوا التأكيد على أنهم سيكونون دوما الخلف الوفي لعهد الأسلاف الميامين.