يعيش هذه الأيام مركب الحديد والصلب بعنابة، حالة من الفوضى والغليان، نتيجة الاحتجاجات المتكررة لعماله، الذين انتفضوا ضد ما أسموه بتدخل أطراف نافذة من خارج المركب في تسيير شؤونه، ومحاولة التدخل في صلاحيات الرئيس المدير العام معطى الله شمس الدين، وممارسة ضغوطات عليه لدفعه للتنحي عن منصبه واستبداله بمن يخدم مصالحهم الشخصية. تجمع المئات من عمال مركب الحديد والصلب أمام مقر الاتحاد الولائي للعمال الجزائريين، مطالبين برحيل الأمين العام للنقابة نور الدين عموري، الذي يمثل حسبهم العمال بصفة غير شرعية منذ ما يقارب السنتين، بسبب انتهاء عهدته شهر مارس 2016، إلا أنه بقي يؤدي مهامه دون وجه حق متجاوزا صلاحياته. وكشف بعض العمال ل»الشعب» بأن الاحتجاجات ستتواصل إلى غاية تحقيق مطالبهم بتجديد الفرع النقابي لعمال المركب، ورحيل الأمين العام للنقابة نور الدين عموري، خصوصا وأنه اليوم يحضى بدعم رجل أعمال نافذ بولاية عنابة، جعله يتدخل في صلاحيات عملاق الحديد والصلب، مؤكدين على علاقة القرابة التي تجمع بين الطرفين، وهو ما أغرق المركب في تجاوزات لا متناهية. وأكد العمال المحتجون بأن أطرافا خارجية باتت تتحكم اليوم في مركب سيدار، وفي مصير العمال، وعمليات التوظيف والتعيين، حيث يستقدمون من يخدم مصالحهم بالدرجة الأولى، ضاربين عرض الحائط مصلحة عملاق الحديد والصلب الذي بات يحتاج لمن يعمل على النهوض به بعد العراقيل التي عرفها والتي كادت تعصف به، قائلين بأنه الويل لمن انتقد سياستهم فإن مصيرهم إما الطرد أو تحويلهم إلى وحدات تابعة للمركب خارج حدود الولاية. وشدد العمال على أن احتجاجاتهم ستتواصل إلى غاية تنفيذ مطلبهم بتجميد الفرع النقابي المنتهية صلاحيته، وإعادة انتخاب فرع جديد يعمل على مصلحة العمال ومصلحة المركب، والذي يعيش يوميا صراعات داخلية بين النقابة والإدارة، كما عبر العمال عن مساندتهم المطلقة للرئيس المدير العام لمركب الحجار شمس الدين معطى الله، الذي يعمل وفق البرنامج المسطر لاسترجاع المركب مكانته وبقدرات إنتاجية هائلة، ويناشد العمال المحتجون الأمين الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين بعنابة، كمال فريتح التدخل العاجل، لوضع حد لهذه التجاوزات وإنقاذ المركب مما هو عليه. وبالمقابل عقدت نقابة سيدار الحجار أمس جمعية عمالية أمام المدخل الرئيسي لسيدي عمار، والحديث عن التطورات والمستجدات الحاصلة في الأيام الأخيرة، وما أسمته النقابة بالتحركات غير الشرعية لبعض الأطراف، وقد تقدمت النقابة في بيان لها بالشكر للعمال الأوفياء، لتمتعهم بروح المسؤولية والحفاظ على استقرار المركب، خاصة في هذا الوضع الحساس والتدخلات الخارجية ومحاولة زعزعة استقرار هذا الصرح الوطني الهام الذي بنوه معا ودفعوا بعجلة الإنتاج لاسترجاع مكانته، من خلال الثقة التي أصبحت العامل الوحيد الذي يربطهم لاستكمال الشطر الثاني في ملف الاستثمار في مناخ هادئ بعيدا عن الفوضى. وقد دعت النقابة لعدم الانسياق وراء الفوضى، أو الدعوات إلى التجمعات من دون بيان نقابي يدعو إلى تجمع عمالي إلا من طرف النقابة دون سواه، ليبقى المركب يسير في طريق الاستقرار والاستمرارية وخلق مناخ ملائم للعمل. للإشارة شهد مجمع «إيميتال» حركة تغيير في بعض إطاراتها، لقيت استحسان عديد العمال والمسؤولين، حيث تم إنهاء مهام مدير عام «إيميتال» عبد الحكيم معوش وتنصيب مكانه بوسلامة طارق، والذي كان يشغل فيما سبق الرئيس المدير العام للمجمع العمومي المتخصص في تحويل الحديد «ترونسلوب»، كما تمت إقالة كل من مدير الأمن بمركب الحجار يوسف عريش، رئيس قطاع الأمن عبد الناصر بن عمارة، مدير الموارد البشرية جمال علاط ومديرة قسم الإعلام الآلي والاتصالات أمال بومهرة.