تنظّم وحدة البحث اللساني وقضايا اللغة العربية في الجزائر بورقلة، التابعة لمركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية، تنظم الملتقى الدولي «صناعة الأطالس اللسانية: الآليات والتجارب»، الذي سينعقد يومي 11 و12 ديسمبر المقبل بورقلة، فيما سيكون بعد غد الجمعة آخر أجل لإرسال الملخصات من أجل المشاركة في هذا الملتقى. وتهدف هذه التظاهرة العلمية إلى معرفة أهم الأسس والآليات والمناهج المتبعة في صناعة الأطالس اللسانية، والاطلاع على أهم التجارب الغربية والعربية بما فيها الجزائرية. يهدف هذا الملتقى الدولي إلى ضبط المفاهيم ومعرفة أهم الأسس والآليات والمناهج المتبعة في صناعة الأطالس اللسانية، والاطلاع على أهم التجارب في مجال صناعة الأطالس اللسانية الغربية والعربية، والتعرّف على آليات بناء مدوّنة لسانيّة وفق أسُس ومعايير علمية عالمية. كما يرمي إلى تحديد القيمة العلمية للأطلس اللساني في بناء التخطيط اللغوي ورسم السياسات اللغوية، والإفادة والاستفادة من التجارب السابقة في صناعة أطلس لساني جزائري. ولتحقيق هذه الأهداف، قسّم الملتقى إلى 6 محاور، أولها حول المفاهيم النظرية للأطالس اللسانية، وثانيها حول التجارب الغربية في مجال صناعة الأطالس اللسانية، وثالثها عن الجهود العربية في صناعة هذه الأطالس. أما المحور الرابع فيتطرّق إلى المدونات اللسانية وسبل الإفادة منها منهجا ومضمونا في صناعة الأطالس اللسانية، أما الخامس فيعنى بأهميتها في التخطيط اللغوي وفي رسم السياسات اللغوية. فيما يتطرّق المحور السادس والأخير إلى المحاولات في صناعة أطلس لساني جزائري. ويأتي هذا الملتقى الدولي، الذي تنظّمه وحدة البحث اللساني وقضايا اللغة العربية بالجزائر، التابعة لمركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية ببوزريعة بالعاصمة، الذي يديره أ.د.الشريف مريبعي، يأتي ليحاول الإحاطة بموضوع الأطالس اللسانية، التي ظهرت نتيجة للتقاطع بين علمي اللغة والجغرافيا، وهو ما أفرز ما يعرف باللسانيات الجغرافية. وتعدّ هذه الأطالس، حسب ديباجة الملتقى، وسيلة حديثة لتسجيل الظواهر اللسانية على خرائط جغرافية، إذ يستعان بهذه الخرائط عند الحاجة إلى تحديد مناطق تلك الظواهر باعتبارها وسائل إيضاح لظاهرة لسانية في إقليم من الأقاليم المحدّدة، كما يمكن اعتبار هذه الأطالس ثمرة بحثٍ لساني بُني على أسس ومنطلقات جغرافية، بهدف استقصاء صور التنوع اللساني فيها. وقد ظهرت بوادر هذه الدراسات في بداية القرن الثامن عشر، واستغرقت فترة طويلة لتظهر بعدها بشكل ممنهج ومضبوط في القرن التاسع عشر عند الغرب تحديدا، كما سُجّل ظهور مثل هذه الدراسات عند العرب في مؤلفات ترقى إلى مستوى الأطالس اللسانية الحديثة. وبذلت جهود متفرقة في الجزائر والمغرب تُوّجت بأطلس المغرب العربيّ لمرسيل ودفيد كوهين، إلى جانب تجارب في دول عربية مختلفة، «ولذلك فإننا نطمح من خلال هذا العمل إلى تجميع الجهود العربية من أجل التوصل إلى نتائج ملموسة في هذا المجال»، يقول منظمو هذه الفعالية العلمية الدولية.