أبرز أمين مكتب الطفولة المنظوية تحت لواء المنظمة الوطنية لتواصل الأجيال، سهيل مناصر ضرورة تجسيد ثقافة الحوار ''الغائبة'' في المؤسسات التربوية، بهدف تمكين التلميذ من اكتشاف قدراته ومواهبه والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تهمه على مستوى مدرسته. وأوضح مناصر في ندوة صحفية نشطها بمركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية، أن ثقافة الحوار غائبة بالمؤسسات التربوية بل أكثر من ذلك أصبحت بعض المؤسسات التربوية تحتكر التلميذ من خلال عدم إعطاءه القدر الكافي من الاعتناء والتشجيع في وقت هو يحتاج لمن يحاوره ويشجعه حتى يستطيع أن يبدع ويتفوق ويكون بذلك مشروع كفاءة علمية في المستقبل. واعتبر أمين مكتب الطفولة أن المؤسسات التربوية هي بمثابة الوعاء الحاوي لقدرات ومواهب وإبداعات التلاميذ وهي المنتجة للأجيال من خلال التربية وعلى هذا الأساس، جاءت فكرة مكتب الطفولة في بعث مشروع اللجان المدرسية للثقافة والحوار على مستوى المدارس التربوية بالتنسيق مع مديرية التربية لشرق العاصمة. وأشار ذات المتحدث إلى أن المشروع، بدأ بتجسيده على مستوى 600 مؤسسة مدرسية في انتظار تعميمه على كافة المدارس المنتشرة بالتراب الوطني بعد تقييم النتائج المحققة في موسم 2010 - 2011، على أن يرفع لوزير التربية في الموسم المقبل بغرض تعميمه. ويرتكز مشروع اللجان المدرسية للثقافة والحوار- حسب مناصر - على برنامج سنوي يعده مكتب الطفولة بالتنسيق مع أساتذة جامعيين ومختصين، يتضمن نشاطات ثقافية، وأخرى تهتم بإعادة الاعتبار لثقافة المطالعة. وفي هذا السياق، أوضح مناصر أن الدراسة التي وضعها مكتب الطفولة أثبتت أن الطفل لا يطالع كثيرا كما أنه لا يملك ثقافة المطالعة مما ترك المكتب يفكر في أسلوب تحفيزي يجعل التلميذ يقبل على زيارة مكتبة المدرسة وقراءة الكتب وذلك من خلال وضع استمارات تحتوي بعض الأسئلة يتم توزيعها على التلاميذ الذين يطالعون الكتب، ثم توضع تلك الاستمارات في صندوق مسابقة فصلية خاصة بالمكتبة المدرسية يتم فيما بعد دراستها من طرف أساتذة مختصين لاختيار الفائز. واعتبر ذات المتحدث أن هذا الأسلوب من شأنه تحفيز التلاميذ على المطالعة وإعادة الاعتبار لها على مستوى المؤسسات التربوية. ومن بين نشاطات وأهداف مشروع اللجان المدرسية للثقافة والحوار، إعادة الاعتبار كذلك لمسؤول القسم، هذا الأخير الذي تحول دوره حسب مناصر - إلى التبليغ عن التلاميذ المشوشين أو نقل دفتر النصوص للأستاذ في حين أنه كان يفترض به أن يعمل على التنسيق بين تلاميذ قسمه في المسابقات الفكرية والنشاطات الثقافية ويشارك في إبداء الرأي في اجتماعات رؤساء الأقسام. من جهته، أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية لتواصل الأجيال عبد الحفيظ لحول، حاجة الأطفال الجزائريين لفضاء يعبرون من خلاله على آمالهم، وطموحاتهم مشيرا إلى أن الكثير منهم يعانون من مشاكل على مستوى المدارس لاسيما الموجودين بالجزائر العميقة. وأوضح في كلمة له بالمناسبة، أن إنشاء مكتب الطفولة هو مبادرة وجدت لتربية جيل من شأنه أن يكون البديل للكفاءات الحالية، مشددا على أن الطفل بحاجة إلى الحوار داعيا إلى فتح أبواب البرلمان أمامه ليعبر من خلاله على انشغالاته. وتأسف لحول لبعض تصرفات المسؤولين التي حالت دون توسيع تجربة المجلس البلدي للطفل التي انطلقت بولاية باتنة دون أن تعمم على باقي الولايات الأخرى بسبب ما وصفه بالرداءة التي لا تفتح الأبواب للكفاءات حتى ولو كانت طفلا. ولفت الأمين العام للمنظمة الوطنية لتواصل الأجيال الانتباه إلى وجود أطفال يعانون من نقص التغذية بالمناطق النائية، فيما يتواجد أطفال بالجنوب الجزائري يضطرون إلى جمع الحصى تحت الرمال الساخنة بمبلغ 30 دينار من أجل تأمين مصروف دراستهم وآخرين عجزوا عن التوفيق بين الدراسة وبيع الحشيش والحمص في رمضان. وختم لحول مداخلته بدعوة المؤطرين والأساتذة بالمساهمة في إضافة لبنة إلى لبنات تنظيم الطفل، مؤكدا أن مصير الأطفال مرتبط بالتأطير والتوجيه السليم. أما لعيداني نادية معلمة بمدرسة علي عراش ببئر توتة، وعضو بمنظمة تواصل الأجيال فاعتبرت في كلمة مقتضبة لها أن الطفل بمثابة شجرة إذا أُعتنيّ بها أعطت ثمارا طيبة، وإن وجدت إهمالا لا تعطي إلا الثمار المرة أو الشائكة. وأكدت أن الكثير من الأطفال العباقرة بالمدرسة الجزائرية لا يجدون يد المساعدة وإن وجد مربي أو إرادة لمساعدتهم على المواصلة يتهم من طرف البعض بأنه يتظاهر بذلك، فيما لازال أطفال المناطق المعزولة يعانون في صمت والبعض منهم ضيع فرصة متابعة التعليم بسبب نقص الإمكانيات.