كشف وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي، أمس عن سعي مصالحه لتعميم التجربة البرتغالية المتعلقة بتخصيص حاسوب لكل تلميذ، من خلال مشروع رقمنة المنظومة التربوية المرتكز على أرضية رقمية وشبكة خاصة تسمح للتلميذ بالتواصل مع أستاذه في أي وقت والدخول إلى بوابة إلكترونية تضم مختلف الدروس المقررة ضمن البرنامج الدراسي. وقال بن حمادي في تصريح إعلامي على هامش منتدى الأعمال الجزائري البرتغالي حول فرص الشراكة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال المنظم بنادي الجيش بالعاصمة، أن مصالح دائرته الوزارية ترغب في الاستفادة من التجربة البرتغالية في مجال تعميم تكنولوجيات الإعلام والاتصال في قطاع التربية من خلال برنامج «ماجيلان»، بحيث يصبح باستطاعة كل تلميذ الحصول على محفظة إلكترونية بمحتوى خاص، يتابعه معلميه وأساتذته عبر شبكة رقمية، مبرزا رغبة الحكومة الملحة في تعميم هذه التجربة بالجزائر وتمكين التلاميذ الجزائريين من الاستفادة من هذه الخدمة خاصة وأن عدد المتمدرسين بالمدرسة الجزائرية يقدر ب8 ملايين تلميذ وهو ما يساعد الوزارة المعنية في تقديم المساعدة المباشرة للمتمدرسين وتوفير المواد والمعرفة الإلكترونية. وأضاف ذات المسؤول، أن مصالحه ستسعى إلى تحديد النقاط الهامة بين المتعاملين الاقتصاديين من خلال هذا المنتدى، موضحا أنه سيشرف شخصيا على متابعة الاتصالات المسجلة بين الطرفين باعتباره ممثلا للحكومة التي تقدم دعما قويا لهذا التعاون. وفي كلمة له بالمناسبة، أوضح بن حمادي أن وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بادرت بتنظيم هذا المنتدى الجزائري البرتغالي بهدف تثمين الاتفاقيات التسع التي تم التوقيع عليها من قبل بين الجزائر والبرتغال، إضافة إلى مذكرة الوفاق الخاصة بالاقتصاد الرقمي والموقع عليها بلشبونة بتاريخ 9 نوفمبر2010، على هامش أشغال الاجتماع الجزائري البرتغالي الثالث الذي ترأسه كل من الوزير الأول أحمد أويحيى ونظيره البرتغالي جوزي سوقراطيس. واعتبر وزير البريد، أن ما يرشح هذه العلاقات بين البلدين في ميدان تكنولوجيات الإعلام والاتصال لأن تخطو خطوات أخرى نحو تدعيم التعاون بينهما التوقيع على مذكرة التفاهم بتاريخ 9 نوفمبر 2010 بين الحكومتين الجزائرية والبرتغالية والخاصة بالاقتصاد الرقمي، مشيرا إلى أن أهداف هذه المذكرة ترمي إلى إعطاء مد قوي للتعاون بين البلدين في إطار أولوياتهما المتمثلتين في تحقيق الجزائر الإلكترونية من جهة وتحقيق برنامج «أجندا ديجيتال 2015» البرتغالي من جهة أخرى. وأوضح الوزير في كلمته، أن علاقات التعاون بين الجزائر والبرتغال في المجال الاقتصادي مافتئت تعزز في السنوات الأخيرة، لاسيما بعد الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى البرتغال سنة 2005 والتوقيع على اتفاقية الصداقة والتعاون وحسن الجوار بين البلدين، كما أن التبادلات التجارية بين البلدين عرفت انتعاشا كبيرة مجتازة بذلك مختلف العقبات. من جهته، أكد نائب كاتب الدولة البرتغالي للأشغال العمومية والاتصال باولو كامبوس أن خبرة البرتغال في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال «تستحق أن تكون مرجعا بالنسبة للجزائر لا سيما في مجال التربية من خلال البرنامج المعروف ''ماجيلان'' الذي سمح بإنشاء أول حاسوب في العالم يحمل نفس الإسم والمخصص للأطفال»، مشيدا بدوره بعلاقات التعاون بين الجزائر والبرتغال التي تعززت في السنوات الأخيرة بعد التوقيع على العديد من الاتفاقيات التي تخص مجالات مختلفة. وأبدى ذات المسؤول استعداد المؤسسات البرتغالية للاستثمار في الجزائر ونقل تجربتها وخبرتها للمؤسسات الجزائرية لاسيما العاملة في قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال. من جهة أخرى، وبخصوص تفعيل الاتفاقية الموقعة بين البنك الوطني الجزائري والبنك البرتغالي «سبيريتو» أكد بن حمادي في تصريح للصحافة على هامش أشغال اليوم الأول من المنتدى، أن الاتفاقية جاري تنفيذها حيث سيرافق البنك البرتغالي البنك الوطني الجزائري في عملية عصرنته من خلال إدخال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في أنظمته وتطوير شبكة ممركزة لكل حساباته البنكية، مشيرا إلى توقيع اتفاقية بين البنك واتصالات الجزائر لانجاز هذه الشبكة. وبشأن الاتفاقية الموقعة بين حظيرة سيدي عبد الله وحظيرة تاجوبارك البرتغالية، والتي تخص ميدان التعليم الإلكتروني والتجارة الإلكترونية قال وزير البريد أنه لا توجد متابعة لتجسيد هذه الاتفاقية من طرف المسؤولين، كما أنهم لم يضعوا ميكانيزمات لتنفيذها، مشيرا إلى إمكانية تحيينها خلال زيارة الوفد البرتغالي للجزائر المشارك في أشغال المنتدى الجزائري البرتغالي الذي يختتم اليوم بإصدار توصيات من شأنها تحديد سبل إقامة شراكة فعلية بين مؤسسات البلدين الناشطة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال.