نددت منظمات حقوقية إسبانية بقرار إعادة تسليم 50 مهاجرا إفريقيا من أصل 209 للسلطات الأمنية المغربية كانوا اقتحموا السياج الحديدي المحيط بثغر مليلية الاسباني مشيرة إلى أن المغرب «ليس بلدا آمنا كونه ينتهك مبادئ حقوق الإنسان وحقوق المرشحين للهجرة غير النظامية» وأن ترحيلهم يضع حياتهم في خطر. نقلت مصادر اعلامية عن بالوما فابييريس مديرة اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين قولها أنه سبق لعناصر الأمن الإسباني أن رحلت 119 مهاجرا سريا اجتازوا الجدار الأمني الشائك المحيط بمدينة سبتة شهر اوت الماضي في إطار تطبيق اتفاقية الإعادة الفورية للمهاجرين غير الشرعيين الموقعة بين الرباط ومدريد عام 1992. وأضافت بالوما « أن هذا الإجراء لا ينبغي أن يكون وسيلة لمعالجة ملف الهجرة باعتباره ممارسة مخالفة للقانون تنفذ دون أدنى ضمانات» لافتة إلى أن عملية إرجاع هؤلاء إلى المغرب تتم بشكل سريع ل»يتم نقلهم فيما بعد على متن حافلات إلى مدن مغربية بعيدة». وأشارت الناشطة الحقوقية الى أن المنظمة التي تترأسها أُبلغت ب»حالات اعتقال واحتجاز في حق مهاجرين سواء بالمغرب أو إسبانيا» وهو الأمر الذي يصعب تقبله أو السماح به ، فيما عبرت تنظيمات حقوقية أخرى عن انزعاجها من إجراء الترحيل الفوري للمهاجرين الذين ينجحون في بلوغ تراب مدينتي سبتة ومليلية الاسبانيتين. من جانبهما شددتا كل من الشبكة الإسبانية لحقوق المهاجرين والمنظمة الإغاثية الكاثوليكية «كاريتاس» النشيطتين في مجال المساعدات الإنسانية على ضرورة استيفاء جميع الضمانات المتعلقة بإجراء الترحيل الفوري للمهاجرين من خلال التعرف على هوياتهم والتأكد من عدم وجود أطفال قاصرين. وتابعت المنظمتين أن «السلطات الأمنية الإسبانية ونظيرتها المغربية مطالبتان بالتحقق في الظروف الشخصية لكل مهاجر ووضعه الصحي مع توفير إمكانية التقدم بطلب الحماية الدولية للراغبين في ذلك» كما دعتا إلى ضرورة تخصيص مترجمين ومساعدين قانونين بغرض فهم حالة كل مهاجر قبل الشروع في عملية الترحيل. وأوضحت «كاريتاس» أن الإعادة الفورية للمهاجرين «تنتهك المادة رقم 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان» مطالبة بعدم التسرع في تنفيذ أوامر تسليم المهاجرين إلى السلطات المغربية المرابطة بالجانب الآخر للجدارين الأمنيين المحيطين بثغري سبتة ومليلية لأن ذلك «يضع مستقبلهم وحياة أسرهم على المحك». وكان مهاجرا من إفريقيا (جنوب الصحراء) لقي حتفه وأصيب 19 اخرون الاحد الماضي خلال استخدام قوات مغربية للقوة من أجل منع ما مجموعه 300 مهاجر من اجتياز ثغر مليلية الإسباني انطلاقا من مدينة الناظور شمال المغرب. وباتت اسبانيا أول بوابة دخول للمهاجرين الى أوروبا مع أكثر من 47 الف مهاجر منذ بداية 2018 خمسة آلاف منهم تقريبا وصلوا برا, بحسب المنظمة الدولية للهجرة.