عرت »هيومن رايت ووتش« سياسة الرباط في مجال الهجرة، حيث كشفت في تقرير اسود ضد المغرب نشر أول أمس الاثنين أن المهاجرين القادمين من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء يتعرضون للضرب والمعاملة السيئة وأحيانا السرقة على أيدي قوات الأمن المغربية وقد يواجهون أيضا القوة المفرطة من قبل الشرطة الاسبانية عند طردهم، وأوضحت المنظمة الحقوقية الدولية في تقرير لها، حسب ما تناقلته وكالة الأنباء البريطانية »رويترز«أن الانتهاكات مستمرة، وتتسم بقمع شديد يتعرض له مهاجرون أفارقة يحاولون كل عام الوصول إلى أوروبا عن طريق دخول منطقتي سبتة ومليلية الواقعتين على امتداد الساحل الشمالي للمغرب وتخضعان لسيطرة اسبانيا. وصرحت »كاتيا سالمي« من قسم إفريقيا بمنظمة »هيومن رايت ووتش« في تصريح لوسائل الإعلام: »أبلغ المهاجرون منظمة هيومن رايت ووتش بأن قوات الأمن المغربية تداهم (مخيمات) المهاجرين على نحو متكرر وقالوا إن قوات الأمن المغربية تقوم أحيانا بسرقتهم وتضربهم دون فحص بطاقات هويتهم«، مما دفع بالمنظمة الحقوقية الدولية إلى توجيه نداء مباشر للمغرب واسبانيا والجزائر بالتوقف عن طرد المهاجرين والكف عن إساءة معاملة من يحاولون منهم الوصول إلى أوروبا بشتى الطرق، مع الإشارة إلى أن تقرير »هيومن رايت ووتش« قد استند إلى 67 مقابلة أجريت مع مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء داخل وحول مدينة وجدة في شرق المغرب والناظور في الشمال، وأضاف أن قوات الأمن الاسبانية تستخدم أحيانا هي الأخرى القوة المفرطة ضد المهاجرين الذين يتمكنون من دخول مليلية وتقوم بطردهم أو تسليمهم لدوريات الحدود المغربية. وأكدت المنظمة صحة خبر قيام المغرب في مرات عديدة بطرد مهاجرين نحو التراب الجزائري، وهو ما حاولت الرباط تكذيبه، وإن أضافت المنظمة الحقوقية الدولية قائلة أن عمليات الطرد تراجعت كما خفت حدة حملات الشرطة على المهاجرين حول وجدة منذ الإصلاحات التي أدخلتها الرباط على سياستها في سبتمبر الماضي، ودعت »هيومن رايت ووتش« الاتحاد الأوروبي إلى التأكد من أن سياسته المشتركة مع المغرب لا توفر الدعم لأي برامج أو للقوات المغربية التي تنتهك حقوق المهاجرين التي يكفلها القانون الدولي لحقوق الإنسان. وكانت صحيفة »العلم« المغربية قد اعترفت بقيام السلطات المغربية بطرد مهاجرين سريين أفارقة نحو التراب الجزائري، وكشفت في سبتمبر من العام المنصرم أن عناصر الأمن المغربي اقتحمت مناطق لإيواء مهاجرين سريين قادمين من بلدان إفريقية، بكل من مناطق الرشاد وأبي رقراق والفرح والنهضة بالرباط، وتم توقيف 240 مهاجرا سريا، قامت قوات الأمن المغربية بتسليمهم في نفس اليوم عبر 6 حافلات إلى أمن وجدة، ليتم طردهم نحو التراب الجزائري، وتكررت هذه التصرفات المغربية بشكل لفت انتباه الكثير من المنظمات الدولية الحقوقية وحتى المغربية .