أكد الباحث الياباني في علم البيئة ومكافحة التلوث السيد ميتسيو يوشيدا مستشار باللجنة اليابانية للتعاون الدولي في ندوة فكرية بمركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية ان هيئته انجزت مشاريع بيئية لاتعد ولاتحصى لحماية الغابات ومعالجة مياه الصرف واستغلال الموارد المائية في كل من سوريا وإيران ومصر والجزائر. أما بالنسبة للجزائر فقد خصصت اللجنة اليابانية للتعاون الدولي بالتعاون مع وزارة تهيئة الاقليم والبيئة مشروع يكتسي اهمية قصوى يتمثل في تطهير وادي الحراش لما يمثله من مصدر خطر حقيقي بسبب النفايات السامة التي يحتوي عليها خاصة وانه يعد مصب لنفايات المصانع المتمركزة في المنطقة نذكر منها المنطقة الصناعية الرويبة والسمار. مشروع مكافحة تلوث وادي الحراش لم يأت وليد الساعة وانما بادر به الباحث الياباني ميستيويوشيدا بدءً من الألفية حيث اخذت عينات من الوادي وتم فحصها في مخابر متخصصة في اليابان اين اكتشف ان مياهه تحتوي على مواد معدنية خطيرة وسامة خاصة الزئبق العضوي ومايسببه من خطر التسممات في المحيط، ماينجر عنه امراض كثيرة نذكر منها الامراض التنفسية والجلدية واصابات في الدماغ، هذا ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منه، التي تضرر منها سكان المنطقة لسنوات طويلة. واستبشر الباحث الياباني في علم البيئة خيرا من خلال المساعي الجديدة للمعنيين بقطاع البيئة في بلادنا لاعادة دراسة مشكلة التلوث خاصة وادي الحراش من خلال ملتقى ينظمه القائمون على شؤون البيئة في بلادنا بمشاركة الوكالة اليابانية للتعاون الدولية وهي هيئة تهتم بمشاكل البيئة ومكافحة التلوث في العديد من دول العالم والتي تابعت مشروع تنقية وادي الحراش لمدة عشر سنوات علما ان الملتقى سيركز على مشكلة تطهير الوادي بصفة نهائية وهي مبادرة اخرى نرجو أن ترى النور في اقرب الآجال خاصة وانها تتعلق بصحة المواطن الذي عانى ولازال يعاني بسبب المشكلة ولن يتأتى هذا الا بصرامة القوانين التي تسنها الدولة وايضا القوانين الدولية في هذا الشأن والتي تلزم المصانع بانشاء محطات تطهير للمواد السامة سائلة كانت أم صلبة فبدون إرادة سياسية لايمكن أن تتقدم بخطوة واحدة.