تشهد الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال شهر جوان المقبل تخرج أول دفعة من المكونين وفق نظام الليسانس ماستر دكتوراه «أل.أم.دي»، فيما تشير أرقام الأكاديمية إلى استقبال 18 ألف طلب سنويا للانخراط في صفوف الجيش الشعبي الوطني من قبل الحائزين على شهادة البكالوريا بمعدل لا يقل عن 12 في مختلف الشعب العلمية. وأوضح قائد الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة اللواء عبد الغني مالطي، أمس خلال لقاءه بممثلي وسائل الإعلام الوطنية أن قيادة الجيش الوطني الشعبي تبنت منذ سبتمبر 2007 سياسة تكوينية جديدة تتمثل في تعديل الصيغة التي كان معمول بها في المدارس العسكرية من خلال إدراج التكوين الجامعي وفق نظام ليسانس-ماستر- دكتوراه أو ما يعرف اختصارا ب «أل.أم.دي»، وهو التكوين الذي أدرج في إطار الجهود الرامية إلى تحديث الجيش الوطني الشعبي بهدف تعزيز التكوين الموجه لمجمل الطلبة الضباط لمختلف القوات، على أن يتخلل هذا التكوين الجامعي تكوين عسكري متواصل يتحصل بعده الطلبة الناجحون على شهادة تجمع بين الشهادتين العسكرية والعلمية، كما يفتح المجال للطالب بعد تخرجه بإمكانية مواصلة التكوين والحصول على شهادة جامعية عليا بعد التدرج. ومن أجل بلوغ أهداف التكوين والتدريب المسطرة، عرفت الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال تحولات كبرى في المجال التكنولوجي حيث تم تجهيز المرافق المخصصة للتكوين بالمساعدات البيداغوجية وبالوسائل السمعية البصرية المناسبة لتعليم مختلف المواد العكسرية والعلمية والإنسانية، كما تم تم إدخال تجهيزات وتقنيات عصرية وبيداغوجية عن طريق تطبيق مناهج حديثة لتعليم اللغات الأجنبية تسمح للمكونين بإكمال دراساتهم في الخارج. وعرفت الأكاديمية حسب العروض المقدمة من طرف مسئولو هذه المؤسسة العسكرية الهامة لممثلي وسائل الإعلام، تطورات هامة عبر مسارها الطويل، فبعد أن أوكلت لها مهمة تحوير الضباط وضباط الصف المنحدرين من جيش التحرير الوطني وتدريب إطارات الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحري الوطني في الفترة الممتدة من سنة 1963 إلى 1969، أوكلت إليها مهمة تكوين الدفعات الأولى من ضباط الخدمة الوطنية وتكوين بعض الدفعات من الدول الشقيقة والصديقة ابتداء من سنة 1969 إلى 1973، ليعاد تنظيمها تحت اسم الكلية العكسرية لمختلف الأسلحة من سنة 1973 1979-، ثم ترقيتها بعد ذلك إلى الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة من 1979 إلى 1991، وابتداء من سنة 1991 ألحقت الأكاديمية العسكرية بقيادة القوات البرية وتكفلت بالتعليم العالي لضباط دورة القيادة والأركان، وبالتعليم الأساسي للطلبة الضباط الحائزين على شهادة البكالوريا، وبالتكوين الخاص للطلبة الضباط الحائزين على شهادات جامعية، قبل أن تعتمد ابتداء من سنة 2007 نظام «أل-أ م دي» في برنامج التكوين بها بهدف توحيد التكوين لجميع ضباط الجيش الشعبي الوطني وفتح جسور على التكوين الجامعي. ولم يبخل القائمين على الأكاديمية، بإطلاع الصحافيين على تنظيم هذه المؤسسة التكوينية ومهامها ودائرتي التكوين بها والمتمثلتين في التكوين الأساسي والتعليم العالي الذي طرأ عليه تطور كبير في السنوات الأخيرة، كما سمحت الزيارة للإعلاميين بمعاينة ميادين الرماية وقاعات التمارين التمويهية ومخابر دعم تعليم التكنولوجيات والتقنيات الجديدة للدفاع العسكري وكذا قاعات تعليم اللغات والإعلام الآلي حيث اطلعوا عن كثب على التغيرات التي طرأت على عملية التكوين. وبملحقة «عبان رمضان» التي توفر تكوينا عسكريا مشتركا للطلبة الضباط المجندين حديثا من الحياة المدنية، لمس الصحافيون المجهودات المعتبرة التي يبذلها قائد الملحقة العقيد عبد الرحمن بن عصمان والقائمين على الملحقة في سبيل تلقين المكونين أحدث التقنيات والمهارات القتالية من أجل رفع قدراته المعنوية والبدنية، والعمل بفعالية في مختلف القوات في نهاية تكوينه وقد لمسنا ذلك في تمارين الرمي والتدخلات العسكرية في الميدان وتقنيات الرماية بواسطة المسدس الآلي والبندقية شبه الآلية التي تمت تحت أنظار الزوار والحضور، كما استعرض الوفد الصحفي مجموعة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي تدرس للطلبة. وقبل ذلك كانت للإعلاميين جولة بمتحف الأكاديمية الذي تم فتحه سنة 1981 والذي يحتوي على مجموعة كبيرة من الأغراض والصور والوثائق التاريخية عن المدرسة وعن الثورة التحريرية.