عالج يوم دراسي نظم، نهاية الأسبوع المنصرم، بقسم اللغة والأدب العربي بجامعة قاصدي مرباح بورقلة، إشكالية تعليمية اللغة في التراث اللغوي العربي وكيفيات تناولها بين القديم والحديث، وما إذا كانت التعليمية قديما تحمل المواصفات والشروط نفسها التي تتوفر عليها في الوقت الحاضر. انطلقت إشكالية اليوم الدراسي الذي نظمه مخبر التراث اللغوي والأدبي في الجنوب الشرقي الجزائري بالتنسيق مع نادي مالك بالنبي من أن التعليمية تعرف في الوقت الراهن تطورا ملحوظا مقارنة مع بقية العلوم التطبيقية اللغوية الأخرى، وذلك نظرا لحاجة المجتمعات البشرية إلى التعليم وأهمية إتقانه وصولا إلى الجودة العلمية التي تؤهل الأمم إلى مستويات نوعية للتطور والإبداع ولأن التعليمية هي «العلم الذي يهتم بقضايا التدريس اللغوي شاملة غير مجزأة تنطلق من القرار السياسي وتصل إلى المدارس داخل قاعة الدرس وما بينها من مراحل متتابعة» وعلى هذا الأساس ركزت على محاولة استبيان الفرق بين تعليمية اللغة في الماضي والحاضر. كما تم تحديد الأهداف المراد بلوغها من خلال هذا الطرح في محاولة التعرف على قضايا التعليم والتعلم اللغوي في تاريخ الأمة العربية، محاولة التعرف على خصائص التعليم والتعلم لدى مختلف العلماء السابقين الذين كانت لهم بصمات مؤثرة في عالم الدراسات اللسانية العربية بالإضافة إلى إطلاع طلبة الدكتوراه على قضايا التعلم والتعليم قديما لربط الحاضر بالماضي ومعرفة ماذا قدم القدامى من معارف مفيدة تقيد الحاضر وتستأنس إليه. وقد عرفت هذه الفعالية العلمية مشاركة عدد من الأساتذة والطلبة الذين ساهموا في إثراء النقاش في الموضوع الذي نشطه كوكبة من الأساتذة وطلبة الدكتوراه الذين قدموا خلاله مداخلات تمحورت حول عدة جوانب تتعلق بموضوع تعليمية اللغة في التراث اللغوي على غرار تعليمية الأصوات اللغوية عند الخليل بن أحمد الفراهيدي، النحو العربي بين العلمية والتعليمية في التراث، نظريات تعلم اللغة عند أبي حامد الغزالي، طرائق تدريس البلاغة عند عبد القاهر الجرجاني، ملامح نظريات تعلم اللغة عند ابن خلدون (السلوكية والعقلية والمعرفية) وأيضا ملامح تعليمية النحو عند ابن خلدون (الأهداف والمحتوى والطرائق) وهي جميعها محاور دار حولها النقاش بين الحضور.