تمكّن حامل لقب البطولة الوطنية لموسم 2010 / 2011، مولودية الجزائر، من تحقيق أحد أهم أهدافه التي وضعها نصب أعينه بداية الموسم الحالي، وهو الوصول إلى دور المجموعات لرابطة أبطال افريقيا. هذا الهدف، كان يبدو منذ بداية المغامرة الافريقية صعب المنال نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها الفريق في البطولة في المراتب الأخيرة في التريتب، وكذا إقصائه المبكر من منافسة كأس الجزائر في طبعتها السابعة والأربعين. تقريبا بنفس تعداد الذي نال البطولة الوطنية الأخيرة مع بعض التعديلات الطفيفة، وعودة التقني الفرنسي المخضرم، آلان ميشال إلى العارضة الفنية للفريق بداية الموسم الحالي، انطلقت رحلة العميد في منافسةرابطة أبطال افريقيا، وكان أول منافس لرقي الدور التمهيدي، نادي ريال بانغي من جمهورية افريقيا الوسطى، شهر جانفي المنصرم، الذي يملك تشكيلة متواضعة إن صحّ التعبير مقارنة بالتركيبة البشرية للمولودية، والفارق الكبير في الامكانيات إلا أن الإخفاق غير المنتظر للمنتخب الوطني أمام افريقيا الوسطى في إطار التصفيات المؤهلة لكأس أمم افريقيا 2012، وانهزامه بهدفين نظيفين، غيّر المعطيات، دفع باللاعبين والطاقم الفني إلى إعطاء الأهمية الكبرى للمواجهة، وعدم التساهل أمام المنافس لتفادي كل مفاجأة غير سارة في تنقلة إلى أدغال وسط افريقيا لملاقاة ''الريال'' وهو ما تحقّق فعلا، حيث عاد العميد من بانغي عاصمة افريقيا الوسطى بتعادل هدف لهدف، وكاد أن يفوز لولا هدف التعادل الذي أمضاه أصحاب الأرض في الدقيقة الأخيرة من المباراة. لقاء العودة، لعبته المولودية بأكثر أريحية، وتمكنت من حسم التأهل في الشوط الأول بعد تسجيلها لهدفين كانا كافيين لضمان المرور إلى الدور 32 من المنافسة. الأمور الجدية بدأت من هراري بعد التأهل ''السهل'' في الدورالتمهيدي على حساب ريال بانغي، أوقعت قرعة الدور 32 فريق مولودية الجزائر مع نادي «اف . سي ديناموس الزيمبابوي» فريق يملك امكانيات وتقاليد في الساحة الكروية الافريقية مقارنة بالمنافس السابق للعميد، وهو ما تجسد على أرض ميدان ملعب «روفارو» بهراري، حيث تكبّدت تشكيلة المدرب الجديد نور الدين زكري بعد رحيل آلان ميشال خسارة ثقيلة برباعية كاملة مقابل هدف، وكان تأثيرها كبيرا على حظوظ العميد في التأهل إلى الدور المقبل، لكن الإرادة والعزيمة الكبيرتين التي لعب بها الفريق العاصمي، مكّنته من تقديم مباراة عودة بطولية وقلبه الموازين إثر النتيجة المحققة بثلاثية نظيفة، قضى بها على كل أحلام نادي ديناموس في التأهل إلى دور ال16. مباراة انتر كلوب و بلوغ الهدف في الدور السادس عشر، وبعد التأهل المستحق على حساب ديناموس، كان لزاما على المولودية بعد القرعة مواجهة فريق آخر من افريقيا العميقة، وهو نادي انتر كلوب الأنغولي، فريق منظم ومهيكل، ويملك تشكيلة قادرة على تحقيق النتائج المرجوة، لكن العميد، كانت له رؤية أخرى للمواجهة وإصرار لاعبيه على بلوغ الهدف المسطر من المشاركة الافريقية المتمثل في المرور إلى دور المجموعات. في مباراة الذهاب بلواندا رغم الظروف المناخية الصعبة نتيجة التعادل الايجابي 1 / 1 المحققة وتنقل العميد ب14 لاعبا فقط ودون حارس احتياطي ساعدت المولودية في لعب مباراة العودة بالجزائر في ظروف أفضل وتحقيقها الأهم، بعد الفوز على ضيفه فريق ''الأنتر'' الأنغولي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، مع الإشارة إلى أن الأمور لم تحسم إلا في الدقائق الأخيرة من اللقاء بعد تمكن الفريق الضيف من معادلة النتيجة في مناسبتين. دور المجموعات: دور التحدي بعد الإنجاز التاريخي الذي حقّقته المولودية العاصمية ووصولها إلى الدور الربع نهائي بعد 35 سنة كاملة من تتويجها بلقب كأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1976 م، ينتظر أن يعرف الدور القادم من رابطة الأبطال، تنافسا حادا بين الفرق الثمانية المتأهلة، بالنظر إلى الإمكانيات التي تتمتع بها كل هذه النوادي، خاصة منها العربية، سواء الأهلي المصري، الترجي التونسي أو الرجاء البيضاوي، بالإضافة إلى العملاق الكونغولي «تي. بي. مازمبي» وفريق إينيمبا النيجيري، حيث ستعرف المولودية على منافسيها في المجموع، يوم 15 ماي أين ستقام قرعة رابطة أبطال افريقيا. وبالرغم من الأسماء الثقيلة للأندية المشاركة في هذا الدور، إلا أنه يمكن القول أن للمولودية نفس حظوظ الفرق الأخرى، لأن كرة القدم لا تعرف المستحيل، ولا تعترف بالقوي ولا بالضعيف، لذا، في حالة ما إذا تمكن لاعبو العميد من فرض طريقة لعبهم، وإصرارهم على تحقيق النتائج مثلما حصل في الأدوار السابقة، وحتما ستكون لهم كلمة على هذا المستوى، ولم لا اقتطاع إحدى التأشيرات الأربعة المتوفرة قبل بداية المشوار الشاق الذي ينتظرهم في هذا الدور المؤهل للمربع الذهبي لأغلى وأهم منافسة قارية للأندية الافريقية.