عاد المنتخب الوطني لكرة اليد سيدات للنشاط من جديد خلال مشاركته المقبولة ضمن فعاليات الطبعة ال 23 لبطولة أمم أفريقيا التي جرت وقائعها بالعاصمة الكونغولية «برازافيل» في الفترة الممتدة من 02 إلى 12 ديسمبر الحالي، بعدما غاب عن ساحة المنافسة القارية منذ سنة 2014 بسبب المشاكل التي طالت الكرة الصغيرة الجزائرية والتي إنعكست بشكل مباشر على الفرق الوطنية في كل الأصناف لدى الجنسين ما جعل الجزائر تغيب عن موعد 2016، حيث لم يكن لدينا فريق نسوي. أنهت سيدات الجزائر المنافسة في المركز الثامن وكنّ قادرات على تحقيق أفضل من ذلك لو واصلن اللعب بنفس الإرادة والعزيمة، لكن بسبب غياب عاملي الخبرة والتجربة لدى اللاعبات اللواتي لم يسبق لهن المشاركة في منافسات ذات مستوى عالي، إضافة إلى نقص التحضير بما أن التشكيلة تكونت شهرين فقط قبل إنطلاق الحدث القاري الخاص بالكرة الصغيرة ما أثرت على الجانب البدني، لأن مثل هذه المواعيد تتطلب جاهزية بدنية كبيرة لصنع الفارق فوق البساط أمام الأفارقة اللواتي تتميّزن ببنية مرفولوجية قوية. تعتبر النتيجة التي حققها الفريق الوطني مشرفة بما أنهم تمكنوا فوز تعادل وهزيمتين في الدور الأول ما سمح له بالتأهل للدور الثاني من المنافسة الأغلى على الصعيد القاري بالنسبة للكرة الصغيرة، وبالرغم من الهزيمة الثقيلة أمام أنغولا، إلاّ أن الأهم من ذلك هو الوصول للهدف المباشر من خلال المشاركة ضمن الطبعة ال 23 للبطولة الأفريقية الذي يتمثل في كسب مجموعة شابة قوية متماسكة لها مؤهلات فردية تمسح لها بتشريف الألوان الوطنية في قادم المواعيد القارية والعالمية من خلال مواصلة العمل بنتظيم تربصات مكثفة خلال الفترة القادمة. لمسنا عزيمة وإرادة قوية لدى اللاعبات اللواتي استفدن كثيرا من خبرة الطاقم الفني بقيادة المدرب الكبير بن جميل بمساعدة كل من دوب وباشي، حيث ركزوا كثيرا على الجانب البسيكولوجي لشحن معنويات المجموعة لتعويض نقص الخبرة والتجربة والتحضيرات، هذا ما أدى إلى تقديم أداء مشرف ولم يكن منتظر من طرف المسيريين والمتتبعين بما أن الفريق تشكل في ظرف قياسي بالمقارنة مع الفرق الأخرى المشاركة التي جاءت من أجل التتويج باللقب. بهذا الصدد أكد رئيس الإتحادية الجزائرية حبيب لبان في تصريح خاص لجريدة «الشعب»، أنّهم حقّقوا الأهداف المسطّرة في قوله «المنتخب الوطني سيدات حديث النشأة، ما يعني أن اللاعبات لم يسبق لهن اللعب مع بعضهن من قبل ضمن مجموعة واحدة، سطّر الطاقم الفني بقيادة بن جميل، دوب، باشي خمس تربصات في الجزائر للتحضير للموعد القاري الذي عدنا إليه بعدما غابت الجزائر عن الطبعة الماضية، والحمد لله حقّق نتائج مشرفة لأنّ الهدف المباشر هو كسب تشكيلة قوية تكون جاهزة للطبعة القادمة لأنّنا نملك الوقت الكافي للعمل مع هذه الأسماء الصاعدة ولم لا التأهل لبطولة العالم؟».