خصت تلمسان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة باستقبال حار، منوهة في لافتات مرفوقة برسالة المصالحة الخيار الوحيد لإخراج الجزائر إلى بر الأمان أكثر قوة بالتسامح والتضامن والألفة بعيدا عن المشاحنة وتبادل التهم والتطرف. ونزل الرئيس بوتفليقة بباب وهران في حدود الحادية عشر والربع صباح أمس، سائرا بخطوات موزونة متزنة، مبتسما لمستقبليه من السلطات المحلية، تحت أهازيج الموسيقى والبارود، وطبوع أغاني المنطقة، وزادت هذه الأجواء سخونة وانتعاشا رغم الرياح العاتية التي تهب على تلمسان منذ ثلاثة أيام بلا انقطاع، هتافات المواطنين على ضفتي شارع العقيد لطفي بحياة الرئيس حامل رسالة التغيير والتقويم، وتسامح وعد به في حملات عدة لإعادة الوجه المشرق الوضاح لجزائر تسابق الزمن من أجل توديع حقبة سوداء من تاريخها الحديث.. وتضمد جرحها، وتعالج تداعيات عشرية تحمل أهات وآلام لم تنس. وكان رئيس الجمهورية طيلة قطعه مسافة 500 م راجلا محييا مستقبليه الذين تهافتوا على تلمسان منذ الصباح الباكر، يتنقل من جهة إلى أخرى، مصافحا سيدة تهتف بالمصالحة، متحدثا مع رجل بابتسامة وسرعة، في رسالة غير مشفرة عن التواصل مع من وضعوا فيه ثقة الإنفراج وتسوية الأزمة، ومن تجاوبوا مع مسعى التجديد بلا مقدمات وحسابات همهم الوحيد خروج الجزائر من المحنة أكثر تلاحما وألفة وقوة في عصبة الأمم.. وقطع الرئيس هذه المسافة تحت الأصوات المدوية والخطب النارية التي كان يلقيها بحماس وتحد لاستعادة البسمة المفقودة والمصداقية المهتزة في جزائر تآمر عليها الأبناء قبل الأعداء.. وظلوا يعملون المستحيل من أجل إبقائها حبيسة الانتقالية الدائمة.. وأكثر العبارات ذات القيمة الكبرى، المرددة على المسامع في إحدى خطب الرئيس، وهو يجوب الوطن طولا وعرضا، في حملات المصالحة والتلاحم، تلك المؤكدة على المرحلة الصعبة المعيشة على مدار عشرية من الزمن وكيف حل وارتحل ووطأت أقدامه الدول الأجنبية. وكيف كان الجزائري يستحي في تقديم نفسه من كثرة الحملات المركزة المناوئة له. وكيف غيرت الصورة وانقلبت رأسا على عقب، بعدما وصل الرئيس بوتفليقة إلى الحكم، وشروعه في تجسيد الوعود التي تعهد بها حتى النهاية بوقف نزيف العنف، وكفكفة الدمع، ومقاومة التطرف... وحدث هذا بالمصالحة كل الخيارات وتلمسان التي استقبلت الرئيس بوتفليقة في أجواء احتفالية، تتذكر هذه المشاهد، والملاحم، وتعرف كم هو مهم ما بذل في سبيل جزائر العزة والكرامة. وزيارة العمل والتفقد الدليل، خاصة وانها تحمل مشاريع لا تقدر بثمن. ------------------------------------------------------------------------