يستمر الوقت بالمرور عبري دون أن يلحظ وجودي أو يكترث له. أراقبه عاجزا عن مجابهته أو الوقوف في وجهه، وألعن سرا كل لحظة تمر عبر خوائي! أقضي جل يومي في السرير، أتابع وقع خطى العالم، أشاهد بحسرة أمجاد الغير وأفكر... أفكر بشكل غير معقول، كما لو أن رأسي تجمّع ضخم لمصانع «أفكار»... وأشعر بالصداع في نهاية الأمر، كنتيجة حتمية. هل تعلمون؟ في عالمي.. كل الأشياء تتآكل، حتى أنا. وإن بقيت هنا لوقت أطول سأتحول إلى ظل وسيبتعلني السرير وتبدأ الشراشف بالتعفن... عندما كنت صغيرا، كان بحوزتي أحلام كثيرة، كنت أسجلها بأقلام ملونة وأخفيها في صندوقٍ تحت السرير، قد استمرت هذه الأخيرة بالتناقص كلما تقدمت بالعمر.. حتى نفذت! أصبح الصندوق فارغا الآن، والأقلام الملونة أصبحت رصاصا! لم أعد أرغب بشيء سوى إيقاف المشهد والسقوط منه الى مكان آخر، أكون فيه أحدا آخر... أو لا أكون.