صحيح أن قطاع التأمينات في الجزائر عرف نموا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية في ظل تطور وتنوع خدماته، إلى جانب وجود تنافس كبير مع شركات التأمين، وفي ظل انفتاح المنظومة الاجتماعية على ثقافة التأمين التي بدأت تترسخ بشكل تدريجي، لكن تحدي الرقمنة والدفع الالكتروني مازال يوجد في صدارة الاهتمام، ويحتاج إلى تعميم أكبر من أجل الاستفادة من امتيازاته، من خلال توسيع الخدمات وتقريب العروض من الزبائن عبر النت. مازال الدفع الإلكتروني الذي تم إطلاقه على مستوى شركات التأمين في 4 أكتوبر 2016، قي بدايته وينتظر أن يعرف تكريسا أوسع، حيث أن أول شركة تأمين كانت سباقة لإطلاق خدمات الدفع الإلكتروني كانت «AMANA» شركة التأمين والاحتياط والصحة، ومن بين الشركات التي سارعت في تبني هذه الخدمات 11 بنكا ويتعلق الأمر بكل من «بنك التنمية الريفية والقرض الشعبي الجزائري وبنك التنمية المحلية والصندوق الوطني للتوفير والاحتياط وترست والبركة، وما إلى غير ذلك إلى جانب 9 شركة خدمات على غرار الجوية الجزائرية وطاسيلي للطيران وموبيليس وجيزي وأوريدو وسيال والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و شركة التأمين AMANA. والجدير بالإشارة فإنه بعد سنتين من إطلاق العمل بالدفع الرقمي كمنتوج خدماتي، يمكن القول أن لديه العديد من الامتيازات، غير أنه للأسف يسجل النقص المحسوس في إقبال شركات التأمين على إطلاق حلول الدفع الرقمي لكي تستفيد من هذه المزايا والامتيازات، في ظل وجود 4 شركات تأمين فقط تعمل بالدفع الرقمي من ضمن 24شركة تأمين تنشط في سوق التأمينات الوطنية. وأطلقت خدمات الدفع الرقمي بمختلف البطاقات البنكية « CIB» وكذا البطاقة الذهبية لبريد الجزائر، أما بخصوص شركات التأمين الأربعة التي خاضت تجربة الدفع الرقمي نذكر كل من « AMANA» و»كرامة» وإلى جانب «Macirvie»، وتوجد شركة تأمين واحدة عن الأخطار من تعمل بالدفع الإلكتروني ويتعلق الأمر ب «CAAR»، علما أنه في الوقت الراهن يتوفر فقط منتوجين معروضين للدفع عبر الانترنيت، ويتمثل في التأمين عن السفر من طرف « AMANA» .و»كرامة» للتأمين ومن طرف «Macirvie». وبالإضافة إلى التأمين المتعدد الأخطار للتأمين عن السكن من طرف «CAAR»، وتعد شركة التأمين عن الأخطار الوحيدة التي أطلقت خدمات الدفع الرقمي للزبائن في الوقت الحالي. وبالنظر إلى أهمية الامتيازات التي يوفرها العمل بالدفع الرقمي الذي صار حتمية لا مفر منها وينبغي مواجهة تحدياتها لتوسيع العمل بها، ينبغي تسليط الضوء على مزايا خدمات الدفع الإلكتروني أو الدفع الرقمي عبر الانترنيت، وعلى خلفية أنه يوصف بالحل التطبيقي السريع والبسيط الذي يسمح على وجه الخصوص من اقتناء خدمات عبر الانترنيت الزبائن في أمس الحاجة لها، وهذه الخدمات متوفرة طيلة اليوم والأسبوع من دون توقف أي 24ساعة على 24ساعة، وانطلاقا من المنزل أو مقر العمل من دون عناء التنقل، بل يمكن اقتناء الخدمات من أبعد نقطة حتى وإن كانت معزولة أو كان الزبون متواجدا خارج الوطن، ومن الامتيازات التي يوفرها الدفع الالكتروني، يمكن للزبون الإطلاع على آراء الزبائن الذين سبق لهم اقتناء المنتوج عبر الموقع الإلكتروني والاستفادة من خصوصية تجربتهم، وإلى جانب الفرصة المتاحة في مقارنة الأسعار مع بعضها، وبالتالي يفتح المجال لتكون التنافسية عالية بين الشركات حتى يكون السعر منخفضا والمنتوج ذا جودة عالية. وخلاصة القول أن الدفع الإلكتروني يعد قيمة مضافة حقيقية، تمنح الشركات سرعة التطبيق، وتوسيع من نطاق خدماتها ونقاط بيعها بفعل ما يتيحه العالم الافتراضي المذهل من فرص، ومن ثم التواصل مع أكبر قدر من الزبائن، ودون شك كل ذلك سينجح في تعزيز العلاقة ما بين الشركة والزبون.