اشرف أمس وزير تهيئة الإقليم والمحيط شريف رحماني على الافتتاح الرسمي للأبواب المفتوحة على الطفل و البيئة من اجل التنمية المستدامة بحديقة التجارب الحامة للفترة الممتدة من 01 إلى 05 جوان تزامنا مع عيد الطفولة واليوم العالمي للبيئة في حين غاب وزير التربية بن بوزيد عن الحدث. وقال الوزير بهذه المناسبة انه تم إنشاء منذ فترة قصيرة بالتنسيق مع ولاية العاصمة والمركز الوطني للتكوينات البيئية مدرسة نموذجية بيئية للأطفال في محيط مفتوح بالحديقة المعروفة بالعناصر، و تم تطوير عدة تجارب بها مرتبطة بالبيئة كالمحيط والنباتات والحيوانات. وأكد الوزير على أهمية تعويد الطفل منذ صغره على حب الطبيعة باعتباره رجل المستقبل من خلال هذه النشاطات و إخراجه من القسم المغلق إلى عالم مفتوح طبيعي و تطبيقي أكثر، ومن ثم نتوئم بين الطفل والبيئة. وكانت الأبواب المفتوحة على حديقة التجارب فرصة للعائلات والأطفال للاطلاع على معارض متنوعة من تنظيم الوزارتين والمؤسسات التابعة لهما كمدرسة بوجمعة تميم 1 ومدرسة التربية البيئية بالإضافة إلى المركز الوطني لتنمية الموارد البيولوجية المحافظة الوطنية للساحل و المركز الوطني لتكنولوجيات الإنتاج الأكثر نظافة. وفي نفس الإطار شارك الأطفال في ورشات الأشغال اليدوية و الرسم والبستنة و معرض للطيور و عالم التربة حيث عمد القائمون على هذه الورشات إلى الاستثمار المباشر في تكوين و تحسيس الأطفال لمسايرة المقتضيات البيئية المعاصرة بهدف ترسيخ الثقافة البيئية. وعبر لنا الأطفال المتواجدون بالحديقة عن سعادتهم بهذه الورشات المفتوحة على فضاء طبيعي من خلال التعامل المباشر مع محيطهم في إطار عمل جماعي و اكتساب العديد من المعارف البيئية. وشاركت أيضا في التظاهرة جمعيات ومنظمات للمجتمع المدني حيث كانت الأفواج الكشفية حاضرة بقوة ، وتم تقديم لهم عدة شروحات في هذا المعرض كإبراز أهم المشاكل البيئية التي تتعرض إليها المعمورة بفعل النشاطات الصناعية و مختلف أنواع النفايات. وضم المعرض أيضا ملصقات كالتحسيس بأهمية حماية التنوع البيولوجي ومكافحة الجفاف وكذا الحفاظ على الموارد الطبيعية عبر التوجه نحو استغلال الطاقات المتجددة كالرياح و الشمس. وتأتي مثل هذه التظاهرات الموجهة للأطفال وخاصة تلاميذ المدارس في إطار المسعى التنسيقي الذي باشرت به كل من وزارتي التربية الوطنية والتهيئة العمرانية والبيئة منذ التوقيع على بروتوكول اتفاق في افريل 2002 لإدماج التربية البيئية من اجل التنمية المستدامة في الوسط المدرسي. وبموجب التعليمة الوزارية المشتركة الموقعة في السنة الفارطة تم تعميم التربية البيئية على المستوى الوطني حيث مست العملية حوالي 25 ألف مدرسة و ما يتجاوز ثمانية ملايين تلميذ من الأطوار التعليمية الثلاث بهدف ترقية الوعي بالبيئة لدى الأجيال الصاعدة. وفي نفس السياق كانت ثمار العمل المشترك لانجاز الأدوات البيداغوجية كدليل المربي المعد خصيصا للأساتذة و المفتشين وحقيبة النادي الأخضر لفائدة النوادي الخضراء والتلاميذ بصفة عامة لتكون الأداة العملية لتقوية السلوك البيئي للتلاميذ وفقا لمنهجية العمل الجماعي في إعداد المشاريع البيئية تماشيا مع الواقع المعاش.