شارك وفد من الجمهورية الصحراوية، في أول اجتماع وزاري مشترك بين الإتحادين الأفريقي والأوروبي مبرمج بعد قمة الشراكة بين المنظمتين المنعقدة في أبيدجان العاصمة الإيفوارية خلال شهر أكتوبر سنة 2017. وكان الوفد المغربي وبتواطئ من موظفين تابعين لمفوضية الإتحاد الاوروبي يحملون جنسية دولة أوروبية معروفة بانحيازها التام للاحتلال، قد قام الاثنين خلال اجتماع الخبراء، بسحب اليافطة التي تحمل اسم الجمهورية الصحراوية ومحاولة استبدالها بأخرى تحمل عنوان او اسم «دولة عضو في الإتحاد الأفريقي». هذه المناورة باءت بالفشل مباشرة بعد التدخل القوي للوفد الصحراوي الذي أفشل محاولات ومؤامرات الاحتلال وأعوانه، والتي كانت تحاك بعيدا عن مراقبة المفوضية الأوروبية ونظيرتها الأفريقية المشرفتان على هذا الحدث التاريخي. وهو ما دفع بالمنظمين الى اقرار سحب يافطات جميع الدول الاعضاء والاعتذار للحاضرين، وتقديم الالتزام بعدم تكرار هذا الخطأ الفادح والتصرف الذي يتنافى مع السلوك الديبلوماسي وكل الاعراف، ملتزمين بالتحضير الجيد لاجتماع الوزراء الذي بدأت اشغاله أمس الاول، بحضور جميع اعضاء المنظمتين ال 83. (55 دولة افريقية و28 دولة أوروبية). وعقب هذا الحدث التاريخي، أوضح وزير الشؤون الخارجية محمد سالم ولد السالك في تصريح لوسائل الإعلام أكد خلاله «أن الاجتماع الوزاري المشترك تم في مناخ طبيعي وفي أجواء من الاحترام والمساواة التامة بين جميع الأعضاء، وذلك في قاعة الاجتماعات للمجلس الأوروبي»، مؤكدا أن «الجمهورية الصحراوية تسجل بحضورها هذا انتصارا كبيرا على طريق فرض سيادتها وتبوّء مكانتها بين الأمم» . إحباط المؤامرة المغربية وأضاف ولد السالك بأنّ «الدولة الصحراوية أثبتت للمحتل المغربي أن مخطّطاته الرامية إلى إبادة الشعب الصحراوي أو على الأقل، عرقلة ممارسته لسيادته على كامل ترابه الوطني ستتبدّد وتتحطّم على قوة وإرادة الشعب الصحراوي الذي يعرف كيف يفشل جميع المؤامرات والمراوغات والمماطلات». ويثبت الحضور الدولي للدولة الصحراوية اليوم في بروكسيل، عاصمة أوروبا يضيف وزير الخارجية «أولا أن السلام مرهون بإنهاء المغرب لاحتلاله لأراضي الجمهورية الصحراوية، وثانيا أن لا شراكة مع الإتحاد الأفريقي بدون الدولة الصحراوية وثالثا، لمن يهمه الأمر، أن الحل الوحيد والنهائي للنزاع القائم بين الجمهورية الصحراوية ودولة الاحتلال هو احترام المملكة المغربية لحدودها الدولية المعترف به». وتابع ولد السالك: «من باب المسؤولية وقبل فوات الأوان ننادي من بروكسيل كلا من فرنسا وإسبانيا بمساعدة المغرب من خلال العمل على اخراجه من الورطة والمغامرة، التي إن استمرت ستعصف بالكثير من المصالح»، مجددا التأكيد على أن الشعب الصحراوي «مستعد للسلام العادل المبني على الشرعية الدولية التي لا تعترف بأية سيادة للمملكة المغربية على بلادنا، والتي تقر بحق الشعب الصحراوي فى تقرير المصير والاستقلال». كما جدّد التأكيد على أن تسجيل الدولة الصحراوية لحضورها هو انتصار كبير في طريق فرض سيادتها وتبوء مكانتها بين الأمم.