طالب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية في بيان له ب «وقف فوري» للأعمال العسكرية الجارية في جنوب البلاد. ويعد البيان أول رد رسمي على العملية العسكرية التي ينفذها الجيش الوطني في الجنوب، عقب ثلاثة أسابيع من انطلاقها مستهدفة مسلحي المعارضة التشادية ومكافحة الجريمة المنظمة. وبينما أدان المجلس التصعيد العسكري الذي يجري حاليا في بعض مناطق الجنوب، وآخرها القصف الجوي الذي تعرضت له مدينة مرزق وضواحيها، وتسبب بأضرار مادية وإصابة عدد من المواطنين، طالب « بوقف فوري لكل هذه الأعمال، حفاظا على السلم الأهلي وحقنا للدماء». وأكد المجلس على أهمية توحيد الجهود والتنسيق لترتيبات أمنية موحدة لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله والجريمة المنظمة والقضاء على المرتزقة. وأعرب المجلس الرئاسي عن أمله في «أن تسود لغة العقل والحكمة وأن تتوقف هذه الأعمال التي تحبط آمال الليبيين في تحقيق الاستقرار»، وأكد أن «مكافحة الإرهاب بكافة أنواعه وأشكاله والجريمة المنظمة والقضاء على الدخلاء والمرتزقة الذين دنسوا أرضنا هو هدفنا جميعا ولا تنازل عنه». ورأى أن ذلك «لا يتحقق بالاندفاع نحو حلول عسكرية تهدد أمن المدنيين وحياتهم»، مشددا على ضرورة «توحيد الجهود والتنسيق من خلال عمل مدروس منظم وشامل، وترتيبات أمنية موحدة». وقال المجلس الرئاسي «إن هذه التصرفات ستعيدنا إلى الوراء، ونحن على أبواب حل الأزمة في بلادنا عبر توحيد المؤسسات وإجراء الانتخابات، لتجتاز بلادنا المحنة ونصل بها إلى بر الأمان». وأكد المجلس الرئاسي في ختام البيان أن «الجنوب يمثل أهمية بالغة لاستقرار ليبيا، لا يجب أن يصبح ساحة لتصفية الحسابات السياسية أو يكون مدخلا للفتنة بين مكوناته الاجتماعية والثقافية، وهذا ما لن نسمح بحدوثه أبدا». وقرّر رئيس المجلس الرئاسي القائد الأعلى للجيش فائز السراج، أمس الأول، تعيين الفريق ركن علي سليمان محمد كنه آمراً لمنطقة سبها العسكرية جنوب ليبيا. عملية واسعة وأعلن الجيش الوطني بقيادة المشير حفتر منتصف الشهر الماضي إطلاق عملية عسكرية شاملة لتطهير الجنوب من الإرهاب والجريمة ومسلحي المعارضة التشادية . ويتهم الجيش المعارضة التشادية بمحاولة توسيع نفوذها في مدن الجنوب ونقل الأسلحة والاتجار بالبشر لتمويل عملياتها. وكانت فرنسا أعلنت الاثنين الماضي أنها نفذت بالتنسيق مع حكومة تشاد ضربات جوية استهدفت رتلا من 40 عربة مسلحة للمعارضة التشادية بين الحدود الليبية والتشادية. ولا تفرض قوات المشير حفتر سيطرتها على الجنوب بالكامل، حيث تتقاسم السيطرة على المنطقة مع رئاسة أركان الجيش بحكومة الوفاق الوطني. أبعاد الأزمة في السياق، أدان قادة دول الساحل الخمس في ختام قمتهم التي عقدت في مدينة واغادوغو عاصمة بوركينافاسو، محاولات التوغل من قبل العصابات المسلحة على الحدود التشادية-الليبية. وجدد قادة مجموعة «ج.5» والتي تتشكل من بوركينا فاسو، مالي، موريتانيا، النيجر، تشاد في البيان الختامي، نداءهم إلى المجتمع الدولي من أجل تقدير عادل لنطاق الامتداد الإقليمي والدولي للأزمة الليبية.