من المقرر أن يكشف النقاب في الأيام القليلة القادمة، عن المدير الجديد لصندوق النقد الدولي (الأفامي)، بعد أن تم الاستماع إلى المرشحين الإثنين لخلافة المدير السابق من قبل المجلس التنفيذي لنفس المؤسسة المالية الدولية، ويتعلق الأمر بالفرنسية كريستين لاغارد التي تشغل حاليا منصب وزير الاقتصاد في حكومة ساركوزي ومنافسها المكسيكي أغوستين كارستينز محافظ البنك المركزي. وقبل الإعلان عن خليفة دومينك تروسكان، المستقبل في 24 ماي الماضي، بعد الفضيحة الأخلاقية التي تورط فيها مع عاملة الفندق الذي كان يقيم فيه في نيويورك، قدّم كل مترشح وجهة نظره حول القضايا المطروحة على مستوى صندوق النقد الدولي، في شكل محادثات تحولت إلى حوار مع ال24 عضوا الممثل للمجلس التنفيذي للأفامي. وجرت هذه المحادثات في بحر الأسبوع الماضي، حيث استهلها المرشح المكسيكي، يوم الثلاثاء الماضي، دعا فيها إلى زيادة الموارد الدائمة للصندوق وإلى حياده، كما طالب بتمثيل أفضل للدول الناشئة في مجلس الإدارة وإلى تبوء الصندوق دورا أكثر فعالية في إدارة الأزمات من خلال انفتاحه على إعادة هيكلة الديون العامة. محافظ البنك المركزي المكسيكي إعترف بأن منافسته الفرنسية توجد في مركز أفضل لتولي المنصب، لكنه يعوّل على دعم دول أمريكا اللاتينية والأخرى الناشئة التي يمثلها ولهذا الغرض، فقد ركز على ما يشبه الحملة الانتخابية والدعائية له على دول سبق وأن زارها لحشد الدعم اللازم له وهي الأرجنتين وكندا والهند والبرازيل وواشنطن والصين واليابان. أما مرشحة أوروبا والغرب عموما، فقد بدت أكثر ارتياحا، وهي تغادر مقر الأفامي بواشنطن، مساء الخميس الماضي، حيث شددت عقب المحادثات التي دامت ثلاث ساعات على الدور الحيوي الذي ينبغي أن يلعبه الأفامي في المرحلة القادمة، وذلك بأكثر فعالية وأكثر شرعية، على حد تعبيرها، مما يتطلب إدخال الكثير من التعديلات والتحسينات، ولكن أيضا الاستمرار في الإصلاحات التي بدأها المدير الذي سبقها، كما صرحت بذلك لرجال الصحافة وباللغة الإنجليزية. بدت كريستين لاغادر، أكثر تفاؤلا من منافسها المكسيكي وتحدثت بلهجة تنم على أن توليها المنصب بات قاب قوسين أو أدنى، خاصة عندما أعلنت بأنها ستواصل الإصلاحات التي بدأها من سبقها، وتقصد بذلك مواطنها الفرنسي تروتسكان الذي خرج من الأفامي من الباب الضيق جدا. ويبدو أن لاغارد استحوذت على تأييد واسع من قبل الاتحاد الأوروبي، أولا ثم الدول الكبرى الأخرى مثل روسيا التي قال عنها رئيس الوزراء بوتين أنها «ستكون مديرا عاما كفئا جدا وعصرية جدا ومتوازنة وتستحق المنصب». أما الولاياتالمتحدةالأمريكية وعلى الرغم من عدم إبدائها لموقف صريح حول ترشح الفرنسية، إلا أنها تعتبرها الأكثر تأهيلا من منافسها ولمحت إلى ذلك خلال اجتماع مجموعة الثماني المنعقد قبل أسابيع. كما تحظى بدعم من قبل العديد من الدول الإفريقية والشرق أوسطية. إمرأة واحدة وثلاثة وعشرون رجلا الممثلين لمجلس إدارة الصندوق سيختارون بالتوافق أحد المرشحين لتولي منصب المدير العام للأفامي في 28 جوان، وإذا حدث أي خلاف، فإنه سيلجأ إلى الانتخاب، وسيعلن عن اسم الفائز يوم 30 جوان كأقصى أجل. كل التوقعات ترجح كفة الفرنسية ذات ال 55 عاما على منافسها المكسيكي، وإذا صدقت هذه التوقعات، فإن كريستين لاغارد ستكون أول إمرأة تعين على رأس الأفامي منذ سنة 1946.