اشتد التنافس على خلافة ستروس كان، على رأس صندوق النقد الدولي، الذي استقال من رئاسة الصندوق لمواجهة تهم بمحاولة اغتصاب خادمة فندق فى نيويورك، وللفصل في الأمر، واستعدادا لبداية تلقى طلبات الترشيح يوم غد الاثنين، اتفق مجلس الصندوق أمس على أن تجرى عملية اختيار رئيسه الجديد على أساس الجدارة، وأن تتسم بالانفتاح والشفافية، وقال إنها ستشمل قائمة مختصرة للمرشحين وستكتمل بحلول نهاية يونيو. * وبينما تحرص فرنسا، ومن خلالها أوروبا، على الحفاظ على إدارة شؤون المؤسسة الدولية، التي تشرف عليها منذ الحرب العالمية الثانية، تحاول الدول الناشئة التي تنامى نفوذها في الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة الضغط على أوروبا والولايات المتحدة لتجنب إبرام اتفاق خلف الكواليس على التعيين، حيث تسعى إلى استغلال الفراغ المفاجئ للتسلل إلى إدارة أكبر مؤسسة دولية وإخراجها من منطق الحصص والحق المتوارث بين الكبار. * وتحظى وزيرة المالية الفرنسية، كريستين لاغارد، 55 سنة، بدعم أوروبي كبير، نظرا لأدائها الجيد، ودورها القوي في التصدي لأزمة الديون الأوروبية، ولخبرتها في التوفيق بين المطالب المتعارضة في الغالب للدول المتقدمة والنامية خلال رئاسة فرنسا لمجموعة العشرين هذا العام، إلى جانب رئاسة أوروبا صندوق النقد الدولي منذ إنشائه في نهاية الحرب العالمية الثانية. * والى جانب الكفاءة التي عبرت عنها في السنوات الأخيرة، تتحدث كريستين لاجارد الانجليزية بطلاقة، وكانت ترأس شركة المحاماة الأميركية "بيكر اند ماكينزي" في شيكاجو، قبل أن تنضم للحكومة الفرنسية عام 2005. وستكون أول امرأة تتولى رئاسة صندوق النقد. * ولم تنتظر لندن تطور النقاش وترشح منافسين آخرين، حيث أبدت، أمس السبت، دعمها لوزيرة المال الفرنسية، كريستين لاغارد، كمرشحة لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي، وأعرب وزير المال البريطاني، جورج اوزبورن، في بيان له، عن اعتقاده بأن كريستين لاغارد من ناحية الكفاءة هي المرشحة الواضحة لصندوق النقد الدولي، ولهذا السبب ستحظى بدعم بريطانيا، وقال إنه سيكون من الجيد جدا أن نرى للمرة الأولى امرأة على * كما أعربت المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، عن استعداد برلين لترشيح لاجارد، وقالت في مؤتمر صحافي إنها تقدرها بشدة . * من جهتها، تريد الاقتصاديات الناشئة منذ فترة طويلة دورا أكبر في إدارة النظام المالي العالمي. وقال دبلوماسيون أسيويون وشرق أوسطيون وأفارقة في مقر صندوق النقد، إن الدول الناشئة تسعى إلى مرشح توافقي. * وزادت هذه المهمة صعوبة عندما قال وزير الاقتصاد التركي السابق، كمال درويش، الذي يعتبر المرشح الأوفر حظا بين المتنافسين المحتملين خارج أوروبا،أنه لن يترشح. * كما قال مصدر مطلع، الأحد، إن المكسيك تميل بشدة باتجاه ترشيح محافظها للبنك المركزي، أجستين كارستينز، لرئاسة صندوق النقد الدولي. وقال "هناك اتجاه كبير جدا لتقديم الترشيح"، وفق ما نقلته "رويترز". وكان وزير المالية المكسيكى، ايرنستو كورديرو، قال الخميس الماضي، إن كارستينز سيكون أفضل المرشحين ليحل محل دومينيك ستروس كان. * وحتى لا يثير المسؤولون الأوروبيون والأميركيون مخاوف وشكوك الاقتصاديات النامية، خاصة إذا اعتبروا أنهم يبرمون اتفاقا لصالح أوروبا مرة أخرى، وقال وزير الخزانة الأميركي، تيموثي جايتنر، " نجري مشاورات واسعة مع مساهمي الصندوق من الأسواق الناشئة، بالإضافة إلى الاقتصاديات المتقدمة".